أمميةالفيدراليات الأناركية:تسعى لحركةأناركيةعالميةفي الفكروالفعل
مازن كم الماز:
تناضل أممية الفيدراليات الأناركية / الفيدرالية الأناركية الأممية في سبيل :
1 ) إلغاء كل أشكال السلطة سواء أكانت اقتصادية , سياسية , اجتماعية , دينية , ثقافية أو جنسية .
2 ) بناء مجتمع حر , بدون طبقات , بدون دول أو حدود , يقوم على الفيدرالية الأناركية و المساعدة المتبادلة .
( من بيان مبادئ الفيدرالية الأناركية الأممية – التي أنشأت عام 1968 في كارارا – إيطاليا ) .
يبين بيان المبادئ هذا بشكل واضح ما تريد أممية الفيدراليات الأناركية / الفيدرالية الأناركية الأممية أن تحققه – إنه برنامج طموح , لكنه الوحيد الذي يمكنه أن يحقق أهداف الحرية , السلام و العدالة التي ناضل من أجلها البشر , بطرق مختلفة , منذ بداية وجودنا كجنس . رغم أنهم لا يسمون أنفسهم أناركيين , فإن أصحاب الأهداف و الممارسات الأناركية قد وجدوا على الدوام في كل مكان في العالم . لكن فقط في القرن التاسع عشر ظهرت الأناركية المنظمة الواضحة نظريا مع تشكيل أول فيدرالية أممية للأناركيين في سانت إمير في عام 1872 . لقد جرى تأسيسها من قبل كل من العمال ( كثير منهم كانوا من عمال سانت إمير نفسها ) و النشطاء الأناركيين الأممين الذين ضاقوا ذرعا بالطبيعة التسلطية للأممية الماركسية . من المهم أنه على الرغم من أن الأناركيين قد شكلوا حركة صغيرة نسبيا في كل بلد , فإنهم قد سعوا على الفور ليتنظموا على المستوى الأممي . تعتبر أممية الاتحادات الأناركية نفسها وريثة هذا التراث .
إن الحاجة اليوم للتضامن و التعاون الأمميين بين الأناركيين أمر حيوي كما كان دائما . يجري نسج كل جانب من جوانب حياتنا في نظام كوني من الهيمنة الاقتصادية , السياسية و الثقافية . يمكن لهذا أن يؤدي إلى الشعور بالعجز طالما أن غضبنا لا يمكنه أن ينفجر مباشرة ضد أولئك الذين يتخذون القرارات التي تؤثر على حياتنا . لقد ألقي بشعبي أفغانستان و العراق في الأتون نتيجة لتصادم التدخل الأمريكي العسكري و الإسلام المستورد من العربية السعودية . و فرضت المحاصيل المعدلة ورائيا على المزارعين المترددين من البرازيل إلى بولندا . أما الجزر في الباسيفيك فهي على شفا الاختفاء بسبب النهم للطاقة في أماكن أخرى . ما تزال أفريقيا , على الرغم من أنها قد ألقت بعيدا نير الاستعمار , تتعرض للنهب من قبل الشركات العالمية و أمراء الحرب المحليين الساعين للثراء على حساب الناس المحليين و بيئتهم . تعتمد وظائف الناس و أمنهم على أسواق المال العالمية المتقلبة . و حتى أبناء القبائل النائية يفقدون طريقة حياتهم نتيجة لحاجة العالم للمصادر التي في أراضيهم . لكننا لسنا عاجزين . إننا بحاجة إلى أن نجعل من الأناركية الأممية سلاحنا .
إن أممية الفدراليات الأناركية / الفيدرالية الأناركية الأممية ليست إلا جزءا مما أصبح حركة أناركية عالمية . و تنشط الفيدراليات الأعضاء فيها في مجال واسع من الفعاليات بداية بالمساعدة على تنظيم المظاهرات المناهضة لقمم مجموعة الثماني إلى الأعمال التضامنية مع النضالات في كل العالم . لكن للأممية هوية مميزة , توحد الأناركيين الاجتماعيين معا الذين يشددون على أهمية :
1 ) التنظيم في اتحادات حرة , و
2 ) أنهم يشكلون جزءا من حركة الطبقة العاملة الأكبر .
رغم وجود العديد من الفوارق بين الفيدراليات الأعضاء , فإنها موحدة حول مبادئ الميثاق الاتحادي . تضم الفيدراليات الأعضاء : الأرجنتين , بيلاروسيا , بلغاريا , جمهورية التشيك و سلوفاكيا , فرنسا , ألمانيا , سويسرا , بريطانيا العظمى و ايرلندا , إيبيريا ( إسبانيا و البرتغال ) , إيطاليا , و روسيا . كما أننا على علاقة قريبة بمنظمات أخرى في بلغاريا و فنزويلا .
توفر أممية الفيدراليات الأناركية / الفيدرالية الأناركية الأممية وسيلة للرفاق من كل العالم للتواصل . إننا نواجه نفس العدو في كل مكان و معرفتنا بنضالات الآخرين يمكن أن يعطينا أفكارا لنضالنا نحن . في أوروبا يمكن للتجربة الهائلة للرفاق في إيطاليا , إسبانيا و فرنسا أن تساعد أولئك الذين يملكون تاريخا أقصر بكثير من النضال الأناركي كأولئك في أوروبا الشرقية . لكن الرفاق في أوروبا الشرقية الذين لا يرهقهم تراثهم قادرين على أن يقدموا منظورا و أفكارا جديدة للنضال .
يمكن للاتصال الجيد أن يكون ثوريا إذا ما كان مصدرا للإلهام . إن معرفة أن الناس في أماكن أخرى يقاومون أمر هام بالنسبة لأولئك الذين يواجهون تراجعا في النضال . و يمكن لهذه المعرفة أن تساعد الناس على الاستمرار أو قد تحثهم على البدء بمقاومة كبرى هم أنفسهم . إن الشيء الأكثر أهمية هو الاستماع للنجاحات . إن نشر قصص المقاومة الناجحة هذه هي جزء هام من الدعاية الأممية الأناركية . لقد جرى الترحيب بنضال الطبقة العاملة الأرجنتينية بحماسة من قبل الشعوب في أوروبا . إن مجرد الاستماع إلى أن العمال يتجاهلون المدراء و البنوك و السياسيين , و أنهم يفعلون الأشياء بأنفسهم يثبت الإيمان الذي طالما امتلكه الأناركيون دائما في قدرة العمال على أن ينظموا أنفسهم .
من المهم أيضا أن يوجد منتدى عالمي حيث يمكن أن تدور فيه مناقشات نظرية أكثر . معرفة ما الذي يحدث في مختلف الأقطار يمكنه أن يساعدنا في تطوير تحليلنا للوضع الذي يواجهنا . إننا نحتاج إلى فهم شامل أو جامع للوقائع السياسية , الاقتصادية و الاجتماعية بحيث يمكننا أن نتنظم بشكل أكثر فاعلية و أن نتوقع إستراتيجيات عدونا . إن تجربة الفينزويليين مع تشافيز , البرازيل مع لولا , بريطانيا مع بلير كلها ساعدت على ترسيخ تضاد الأناركية مع الإصلاحية , و هو مبدأ يبدو أنه يعتقد أن حكومة ما يمكنها أن تحقق التغيير الاجتماعي . كانت الخبرة الإيطالية عن القمع درسا مفيدا , جعلنا مدركين لإمكانيات كل ما يسمى بحكومة ديمقراطية لأن تصبح تسلطية بشكل مكشوف . تبقي الأممية هامة كسلاح ضد صعود النزاعات الأثنية و القومية تماما كما كانت في الحربين العالميتين الأولى و الثانية . بدأ الرفاق في يوغسلافيا السابقة , رغم أنهم منظمون في فيدراليات وطنية منفصلة , بالتعاون على أساس أوسع مظهرين أن الأناركيين هم فوق الانقسامات المأساوية لبقية الطبقة العاملة التي سببت الكثير جدا من الآلام و المعاناة . بتوفيرها إطار يمكن للأناركيين من مختلف الأقطار و المجموعات الأثنية أن يجتمعوا فيه , يمكن لأممية الفدراليات الأناركية / الفيدرالية الأناركية الأممية أن تسهل بناء حركة عمالية غير منقسمة .
ستعقد أممية الفيدراليات الأناركية / الفيدرالية الأناركية الأممية مؤتمرا بمناسبة ذكرى تأسيسها الأربعين عام 2008 . إننا نهدف إلى التركيز على تحليل الوضع الدولي و دور الأناركيين في هذا المحيط العالمي . إضافة إلى الفيدراليات الأعضاء سنقوم بدعوة منظمات أخرى تريد الانضمام إلينا في إيضاح الأفكار و التحليلات , و في سبيل تطوير إستراتيجيات فعالة , و التعلم من النضالات , و اكتساب الأمل و الإلهام من معرفة أن الأناركية هي بالفعل حركة عالمية .
إضافة تعليق جديد