نيويورك تايمز:المحللون العسكريون أصبحوا حصان طروادة البنتاغون؟

21-04-2008

نيويورك تايمز:المحللون العسكريون أصبحوا حصان طروادة البنتاغون؟

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، إن محللين عسكريين أميركيين كثيرين، ممن تستخدمهم شبكات تلفزيونية كمعلقين بشأن العراق، قامت بإعدادهم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ما يترك البعض يشعر بأنه تم التأثير عليهم ليتحدثوا بشكل مؤات لإدارة الرئيس جورج بوش.
وأوضح تقرير للصحيفة، يبحث العلاقات بين إدارة بوش ومسؤولين كبار سابقين عملوا كمحللين تلفزيونيين بأجور، إنهم حصلوا على إفادات خاصة ورحلات، بالإضافة إلى السماح لهم بالاطلاع على معلومات سرية، بهدف التأثير على تعليقاتهم.
وأضافت الصحيفة إن «التسجيلات والمقابلات توضح كيف أن إدارة بوش استغلت سيطرتها على إمكان الحصول على المعلومات، في محاولة لتحويل المحللين إلى نوع من حصان طروادة الإعلامي، كأداة تهدف إلى تشكيل تغطية الإرهاب من داخل شبكات التلفزيون والإذاعة الكبيرة».
ودافع المتحدث باسم البنتاغون برايان ويتمان عن عمل الوزارة مع المحللين العسكريين، قائلاً إنهم حصلوا فقط على المعلومات الحقيقية عن الحرب. وأضاف «الهدف من ذلك لم يكن سوى محاولة جادة لإطلاع الشعب الأميركي على الأمور»، معتبراً أنه «من غير المعقول» الاعتقاد بأنه يمكن استخدام ضباط عسكريين متقاعدين «كدمى في أيدي وزارة الدفاع».
وأشارت الصحيفة إلى أن للكثير من المعلقين صلات أيضا بالمتعاقدين مع الجيش، الذين لهم دور راسخ في الجهود الحربية الأميركية، ولكن نادراً ما يتم كشف هذه الصلات للمشاهدين، بل وأحيانا للشبكات التي يظهرون فيها.
ومن بين الحالات التي أشارت إليها الصحيفة ما حدث في صيف عام ,2005 عندما كانت الاتهامات منتشرة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في معسكر الاعتقال في غوانتانامو، حيث يحتجز أجانب يشتبه بأنهم إرهابيون. وأوضحت أن مسؤولي الاتصال في إدارة بوش أخذوا مجموعة من ضباط الجيش المتقاعدين إلى المعسكر، في طائرة يستخدمها عادة نائب الرئيس ديك تشيني، لإعطائهم وجهة نظرهم في القضية. وظهر كثيرون من هذه المجموعة في ما بعد كمعلقين في شبكات التلفزيون الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن الضابط المتقاعد والمحلل السابق في شبكة «فوكس نيوز» روبرت بيفيليكوا إن لسان حال إدارة بوش كمن يقول إنها بحاجة لتحريك أفواه المحللين، وكأنهم دمى.
وقال كينيث آلارد، المحلل العسكري السابق في شبكة «إن بي سي» الذي قام بتدريس المعلومات الحربية في جامعة الدفاع القومي، ان الحملة كانت بمثابة «عملية متماسكة ونشطة ومتطورة لنقل المعلومات». ومع تدهور الوضع في العراق، رصد آلارد فجوة بين ما كان يقال للمحللين في إفادات خاصة وما كشف عنه في ما بعد في تحقيقات وكتب. وأضاف «يومياً... كنت أشعر أننا نخدع».
وقال بعض المحللين إنهم أخمدوا شكوكهم بشأن الوضع في العراق خشية تعريض عملهم للخطر. لكن الصحيفة ذكرت إن آخرين نفوا أن يكونوا تعاونوا، أو سمحوا لمصالحهم المتعلقة بالعمل بالتأثير على عملهم، في حين قال البعض إنهم أنقذوا أنفسهم من التغطية التي تمس مصالح العمل.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...