سيناريو تبديل القمصان بين كوندوليزا رايس وطوني بلير
الجمل: ماتزال أقدام المسؤولين تتحرك جيئة وذهاباً على رمال الشرق الأوسط المتحركة الساخنة، وعلى خلفية مستجدات تسخين حركة حماس للموقف في الأراضي الفلسطينية أوردت صحيفة التايمز اللندنية الصادرة اليوم 15 تموز 2007م، معلومات حول قيام وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بالتنسيق مع طوني بلير مبعوث السلام ورئيس الوزراء البريطاني السابق من أجل إطلاق مبادرة سلام الشرق الأوسط.
• شراكة بلير- رايس وسيناريو (تبديل القمصان) الشرق أوسطية:
من المعروف أن عملية سلام الشرق الأوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل قامت على أساس اتفاقية أوسلو، وتفرعت إلى جملة من المسارات مثل خارطة الطريق، وفك الارتباط.. وغيرها، وقد استطاعت إسرائيل توظيف نصوص الاتفاقية (الفضفاضة) في الانقلاب على كل ما تم الاتفاق عليه مع الفلسطينيين في أوسلو، وكانت عملية تسميم واستشهاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات آخر الإنجازات البارزة التي حققتها اتفاقية أوسلو، على خلفية انقلاب التوازنات الجديدة، والتعديلات التي طرأت على الأوضاع الميدانية، كان واضحاً أن إسرائيل قد غيرت وبدلت توجهاتها بما يتوافق مع هذه التغييرات الميدانية الفلسطينية.
• اجتماع لشبونة وتوزيع الأدوار:
تقول جريدة التايمز بأن طوني بلير سوف يلتقي مع كوندوليزا رايس في العاصمة البرتغالية لشبونة، وذلك لتنسيق وتوزيع الأدوار بينهما.
عند تعيين طوني بلير مبعوثاً للسلام في الشرق الأوسط، عن اللجنة الرباعية، تحدث الرئيس الأمريكي جورج بوش بكل صراحة ووضوح قائلاً: (إن طوني بلير يجب أن يتم إعطاؤه كل ما هو ممكن لكي يحقق النجاح في مهمته..) وبالتالي فإن القراءة الصحيحة لتصريح بوش تشير إلى أن على كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية عدم تجاوز وتخطي طوني بلير المبعوث الخاص (لجماعة المحافظين الجدد) واللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط.
حدد طوني بلير هدفه من هذه الجولة في الآتي:
- دعم محمود عباس وعزل حماس.
- إقناع ايهود اولمرت ومحمود عباس بمواصلة الدخول في المفاوضات (الهادئة) والتي كانت تتم في السابق بينهما بشكل متقطع).
- إقناع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالقيام في المرحلة القادمة بـ(دور رئيسي وأساسي في الشرق الأوسط).
• نطاق جولة بلير- رايس:
بعد اكتمال عملية التنسيق النهائي في اجتماع لشبونة سوف يقوم طوني بلير بزيارة المناطق الآتية حسب التسلل: أورشليم- رام الله- عمان- الرياض- القاهرة.
- أورشليم: سوف يلتقي بأولمرت، بعدها (رام الله) حيث يلتقي بمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس وزرائه سلام فياض الذي وصفته صحيفة التايمز بـ(الذي تلقى تعليمه أمريكياً)، ثم بعدها (عمان) حيث يلتقي بالملك عبد الله الثاني، ثم (الرياض) حيث يلتقي العاهل السعودي الملك عبد الله، والأمير بندر بن سلطان مستشار الأمن القومي السعودي، ثم إلى (القاهرة) حيث يلتقي حسني مبارك، وأبو الغيط، وما هو أهم اللواء ابراهيم سليمان وزير المخابرات المصري.
- عمان: وسوف يكون اجتماع بلير- الملك عبد الله هو الأكثر أهمية، وذلك بسبب (الدور الكبير) الذي سوف يقوم طوني بلير تكييف الملك عبد الله الثاني للقيام به.
- الرياض: وسوف يقوم طوني بلير بإجراء بعض النقاشات التمهيدية مع العاهل السعودي وأيضاً مع الأمير بندر مستشار الأمن القومي السعودي، على النحو الذي يتم فيه تهيئة الأجواء و(الإدراك الملكي) من أجل القبول بالمقترحات (الجديدة) التي سوف يتقدم بها ملك الأردن حول مبادرة السلام العربية.
تقول المعلومات بأن طوني بلير سوف يستعين في مهمته كمبعوث خاص للسلام بعدد من المساعدين، أبرزهم: نيك بانار، الذي سبق أن عمل مع السير نيغيل شاينفالد مستشار طوني بلير للسياسة الخارجية السابق، والذي سبق ن كلفه طوني بلير بأداء بعض المهمات في منطقة الشرق الأوسط.. كذلك سوف يكون من بين مساعدي طوني بيلر جوناثان باول مدير مكتبه السابق.
جولة كوندوليزا رايس سوف تكون بالتوازي مع جولة طوني بلير، وسوف تقوم بدفع إدراك المعتدلين العرب هذه المرة لكي يفهموا أن أجندة طوني بلير هي بمثابة امتداد لأجندة عملية سلام الشرق الأوسط القديمة. وبأن عليهم وفقاً لتوجيهات بوش، العمل والتعاون وفق توجهات طوني بلير باعتبارها المسار (التكميلي الجديد) الذي سوف يوصلهم إلى (تحقيق السلام).
وعموماً، إن تلازم مسار بلير- رايس سوف يصل إلى مرحلة التطابق.. أما النجاح في تحقيق الأهداف الإسرائيلية غير المعلنة، فيتوقف بقدر كبير على نجاح صاحب السمو العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القيام بإنجاز المهام التي سوف يقوم (مبعوث السلام) طوني بلير بتكليفه بها بعد أن يقوم بمناقشتها والاتفاق عليها بشكل نهائي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في اجتماع أورشليم.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد