"حمارة خالتي"

18-12-2020

"حمارة خالتي"

في أحد الأيام من سنة 1962 وقبل أن يوضع السياج الفاصل بين كفركلا /لبنان، وفلسطين المحتلة، دخلت حمارة خالتي واختفت وغابت عند "الاسرائليين" لمدة سنة تقريبا .

ثم عادت بعد فترة لوحدها تجر وراءها عربة (حنطور)  محملة بالدراق والاجاص، وبقيت متجهة الى منزل خالتي. تبعها الاولاد واخذتها خالتي وزوجها.
لكن سرعان ما جاء الدرك مع المختار ورئيس البلدية وقوات الطوارىء التابعة الامم المتحدة  وداهموا المنزل مطالبين خالتي بتسليم الحمارة لأنها كانت تحمل في أحشائها جحشا من أب "اسرائلي".. طبعاً رفضت خالتي تسليم حمارتها وعلا الصراخ في البلدة.. (لحمارة حارتنا ورجعت إلنا) 

وبعد اخذ ورد مع جيش الاحتلال من خلال مندوبي الUN.. اتفق الجميع على أن تعود الحمارة إلى "اسرائيل" لتلد هناك بناء على طلب حكومة الاحتلال .. وبعد ذلك ترجع بمفردها لأصحابها. 

تم توقيع اتفاقية بذلك واتفق الجميع على عودة الحمارة الى خالتي، ويبقى مولودها في دولة الكيان الصهيوني. 

بعدثلاثة اشهر،  هربت الحمارة من "اسرائيل" مرة ثانية (بدون تنسيق) وعادت الى كفركلا وهي تجر خلفها العربة،  ويركض بجوارها هذه المرة ابنها الحمار الصغير (الكُر).

وبعد ساعات، إذا بقوات الدرك والبلدية والمختار والامم المتحدة... تحضر الى المنزل وتطالب خالتي بتسليم الكُر الصغير، الذي بدوره رفض ترك امه وتشبث بالبقاء معها في لبنان.. الا أن القوة والضغوط والمحاولات المكوكية، انتهت بقيام قوات الارتباط بربط الكر  وتحميله في شاحنة عسكرية الى مركز المراقبة في الناقورة، ومن هناك عاد مأسوراً مكسور القلب باكي العين مُشتت الشمل الى الكيان الصهيوني.

الخلاصة : دولة الاحتلال التي لم تتخلى حتى عن "كُر"... هل ستعطي أحدا شيئا ؟!!!

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...