محمد بن زايد : الإستبداد لمواجهة أخطار الإسلام السياسي
"قد لا يحظى (ولي العهد الإماراتي) محمد بن زايد بنفس الشهرة التي يحظى بها نظيره السعودي محمد بن سلمان، لكن ولي عهد الإمارات فرض نفسه كأقوى شخصية سياسية في الشرق الأوسط، هدفها فرض رؤية مستبدة لمستقبل بلاده والمنطقة". بهذا التقديم يستهل الكاتب والصحافي في مجلة نيويورك تايمز روبرت وورث مقالته
لا يفرّق محمد بن زايد كثيرا بين مختلف ألوان الطيف الإسلامي، بل ويؤكد أنها تتشارك في نفس الهدف، وهو إرساء خلافة يقوم فيها القرآن مقام الدستور. ويرى أن لمنطقة الشرق الأوسط خيارين لا ثالث لهما: إما سلطة أكثر عنفا أو كارثة حتمية، وهي توقعات تصب بلا شك في مصلحته. لكن تجربة السنوات الأخيرة جعلت بعض المراقبين الخبراء يحترمون حدس بن زايد بشأن مخاطر الإسلام السياسي في معناه الواسع، إذ يقول مثلا برت ماك غورك وهو مسؤول أمريكي سابق اشتغل لسنوات طويلة في منطقة الشرق الأوسط تحت ثلاث رئاسات مختلفة ويعرف بن زايد حق المعرفة: “ظننت أول الأمر أن في رؤياه غلوّا، لكنني اقتنعت بأنه كان أغلب الوقت محقاً”(…).
يحافظ بن زايد على مكانته بصفته قائدا استثنائيا في منطقة الشرق الأوسط، نظرا لحيلته ولكونه علمانيا إلى حد ما، وصاحب خطة لمستقبل المنطقة، خاصة وأنه يتمتع بالموارد الكافية لتنفيذها. وبرغم جميع عيوبه، فإن الحلول البديلة لا تبدو أفضل، بل على العكس. فقد كاد القصف الأمريكي الذي أودى بحياة (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني) قاسم سليماني و(نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق) أبي مهدي المهندس – عقب الهجوم العنيف على السفارة الأمريكية في بغداد مطلع السنة الحالية – أن يدفع بالمنطقة إلى حرب محققة، لا سيما بعد التهديدات التي رفعها خامنئي. لا يمكن الجزم بعد بما سيكون ردّ إيران، لكن يبدو أن بن زايد سيلعب دورا رئيسيا في المرحلة المقبلة. إذ برغم ما يعرف عنه كعدو لإيران، أظهر بن زايد قدرته على التصرف بديبلوماسية في الأشهر الأخيرة، كما يقال إن له قنواته الخلفية للتواصل مع السلطات الإيرانية.
موروث الشيخ زايد
يقول محمد بن زايد أن عداءه للإسلاميين هو نتيجة قناعات أبيه التعددية. وقد جمع زايد – الذي توفي سنة 2004 عن عمر يناهز 86 سنة – بين التقاليد البدوية وفكر ليبيرالي بالمعنى المجتمعي. صحيح أن الإماراتيين متدينون جدا، لكن وجود البلد على طريق بحرية قديمة ساهم في ظهور إسلام متسامح نوع ما. وهذا الانفتاح هو الذي خوّل لزايد الوصول إلى الحكم ورسم مسيرة للإمارات العربية المتحدة تختلف عما شهدته البلدان المجاورة. فقد وضعه البريطانيون على رأس الاتحاد في 1966 بطلب من كبار عائلات أبو ظبي بعد أن ضاقوا ذرعا بأخيه شخبوط [بن سلطان آل نهيان] الذي كان يكنّ عداء للأجانب ونفورا من التقدم.
كانت الإمارات العربية المتحدة آنذاك فقيرة جدا، وكانت حتى العائلات الثرية تعيش في أكواخ من الطوب. لم يكن الطب الحديث متوفرا في الستينات، وكان جل السكان يجهلون القراءة والكتابة. أما نسبة الوفيات، فقد كانت تطال نصف الرضع، وكانت ثلث الأمهات يلقين حتفهن أثناء الولادة. وحتى اليوم، تجد من بين السكان الذين هم في مرحلة منتصف العمر من يروي لك كيف كان والداه يصيبون عنق الجمل بجرح بليغ ويجبرانه على شرب دم الناقة حتى لا يموت عطشا.
أكّد زايد على أهمية التعليم الحديث للنساء، في زمن كانت تجهل فيه تقريبا جميع النساء القراءة والكتابة. كما سمح لمسيحيين ببناء كنائس في أبو ظبي، متجاهلا القناعة السائدة بأن لا مكان في شبه الجزيرة العربية لدين آخر عدا الإسلام. وفي آخر خمسينيات القرن الماضي، أسست عائلة من التبشيريين الأمريكيين مستشفى في مدينة العين، حيث أشرفت طبيبة أمريكية على ولادة ابن زايد الثالث: محمد. وخلال ترعرع محمد بن زايد، شهدت البلاد تغييرا جذريا لتنتقل من الفقر إلى ثراء يفوق الخيال مع اكتشاف النفط، بينما أصبح الإسلام السياسي شعار جيل بأسره.
تربية إسلامية
ما لم يعلمه زايد هو أن ابنه كان بدوره تحت تأثير هذا الفكر خلال تلك السنوات. ويبدو أن زايد سهّل الأمر دون قصد، بعد أن كلّف إسلاميا مصريا يدعى عز الدين إبراهيم بتعليم ابنه. لم يكن زايد يجهل ارتباط إبراهيم بالإخوان المسلمين، لكنه لم يكن يعتبر المنظمة خطرا آنذاك.
بلغ محمد بن زايد 18 سنة عام 1979، أي عندما اجتاح الاتحاد السوفياتي أفغانستان. في نفس الوقت، أطاحت مظاهرات شعبية ضخمة بشاه إيران . كثيرون قرؤوا تسلسل هذه الأحداث كدليل على أن الدمى التي وضعتها القوى الغربية على رأس بلدان المنطقة قد ولى زمانها، وحان الوقت ليكون الإسلام دليل مرحلة جديدة .
في 1991، عندما جمع جورج بوش الأب ائتلافا لطرد صدام حسين من الكويت، أثار تحمّس زايد للمشاركة في هذه العملية إعجاب البنتاغون. بعدها، شرعت قيادات عسكرية أمريكية في تدريب محمد بن زايد، الذي أصبح ضابط جيش وسرعان ما برز لكونه الأكثر طموحا وتأهيلا من أبناء زايد. فقد قال لي بروس ريدل، وهو مسؤول قديم في وكالة المخابرات المركزية يعمل اليوم كمحلل في مؤسسة بروكينغس:”كان عفويا وذا مستقبل واعد وقادرا على قيادة البلد. لذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية الاهتمام به واحتضانه”(…).
منعطف 11 سبتمبر/أيلول
غيرت أحداث 11 سبتمبر/أيلول حياة بن زايد، حيث أظهرت حجم الخطر الإسلامي ومدى إنكار العالم العربي له. وأخبرني بن زايد كيف استمع باندهاش في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من تلك السنة إلى حاكم عربي كان في زيارة لأبيه في أبو ظبي، وهو يصف تلك الهجمة بكونها عملا من الداخل ساهمت فيه وكالة المخابرات المركزية أو الموساد. بعد رحيل الزائر، سأل زايد ابنه عن رأيه في الموضوع فأجاب: “أبي، لدينا أدلّة”. وفي خريف تلك السنة، اعتقلت قوات الأمن الإمارتية حوالي 200 إماراتي و1600 أجنبي كانوا ينوون السفر لأفغانستان للالتحاق بتنظيم “القاعدة”، من بينهم ثلاثة أو أربعة أشخاص كانوا سينفذون عمليات انتحارية.
بعيد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، قام بن زايد بمراجعة جميع نقاط ضعف بلده أمام الخطر الإرهابي (…). أذن بن زايد بتسريح مدرسين إسلاميين وإعادة كتابة شاملة للمناهج الدراسية. وقد روى لي أغلب الإماراتيين الذين أعرفهم حكايات صادمة عن معلمين في الصفوف الإعدادية كانوا يمجدون الجهاد المسلح ويصفون لهم فساد الكفار. أما المناهج التي كانت من تحرير الإخوان، فقد كانت تتسم بالتعصب، حتى في مجالات مثل التاريخ والرياضيات، كأن يكتبوا مثلا: “لو فرضنا أنك قتلت ثلاثة يهود وأبقيت على اثنين، ما هو المجموع”؟(…)
استبداد ليبيرالي مجتمعيا
دخل بن زايد فعلا في نقاش مع إسلاميي الإمارات، وهو يؤكّد بأن التجربة برهنت استحالة منحهم أي ثقة. فبعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، التقى بن زايد بعناصر من حركة إصلاح وحثهم على العودة إلى بيت الطاعة. وقد اقترح عليهم صفقة أول الأمر، مفادها أن بوسعهم مواصلة أعمالهم الخيرية، شرط البقاء بعيدا عن السياسة، فأجابوه بلائحة من المطالب. وقد انتهى المطاف إلى طريق مسدود بعد اجتماع سنة 2003 بدا فيه موقف بن زايد أكثر تشددا. حتى أنه – كما جاء في تسريب من ويكيليكس – صرّح أمام فريق أمريكي جاء في زيارة سنة 2004: “نحن في حرب ثقافية مع الإخوان المسلمين في هذا البلد”. كما أنه أخبر مجموعة من الديبلوماسيين الذين جاؤوا في زيارة للإمارات سنة 2009 أن الفكر الإسلامي استهوى أحد أبنائه، فتوخى طريقة الرد ذاتها التي استعملها زايد معه، إذ أرسل نجله إلى أثيوبيا مع بعثة الصليب الأحمر، حتى يرى أن لغير المسلمين أيضا قيم أخلاقية.
لم يكتف بن زايد بقمع الإخوان، بل كان يعمل على مشروع أكثر طموحا وهو بناء دولة ستهين الحركات الإسلامية جمعاء، من خلال نجاحها حيث أخفقت تلك الحركات. لن يبني بن زايد ديمقراطية غير ليبيرالية (بالمعنى المجتمعي للكلمة) كما في تركيا، بل قرر إرساء عكس ذلك، أي حكما مفردا مطلقا (أو أوتوقراطية) ذا بعد مجتمعي ليبيرالي، على نموذج ما فعله لين كوان يو في سنغافورة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي. كانت نقطة الانطلاق إصلاح الوظيفة العمومية في أبو ظبي، والتي كانت تشكو من نفس المعضلات التي تشهدها الدول العربية الأخرى، من عدم النجاعة ودور شبكة العلاقات الشخصية والعائلية في الحصول على المناصب المنشودة. ويعود هذا البعد إلى جزء من الموروث الناصري في الخمسينات والذي تم نسخه في بلدان أخرى.
جمع بن زايد مجموعة من الشباب الموهوبين وأذن لهم بقلب البيروقراطية رأسا على عقب. وفي السنوات الموالية، قام هؤلاء بإعادة هيكلة الوظيفة العمومية، حيث طُرد عشرات آلاف الموظفين وتم توظيف آخرين. وقد تراجع عدد العاملين في حكومة أبو ظبي بين 2005 و2008 من 000 64 إلى 7000 شخص. وفي الأثناء، شرع بن زايد في استغلال احتياطات رأس المال الهائلة لإمارة أبو ظبي لبناء اقتصاد لا يعتمد على النفط. وقد نجح بفضل صندوق ثروة سيادية جديد يدعى “مبادلة” في جلب شركات مصنعة وخلق مواطن شغل ساهمت في تدريب السكان المحليين. وصقل بن زايد صورته التقدمية من خلال توظيف نساء في مكتبه، ناهيك عن أن 86% من العاملين في مركز الطيران والفضاء في العين هم عاملات (…).
تداعيات حرب اليمن
في 2009، اتخذ بن زايد قرارا سيعزز من قدرته على ممارسة نفوذه خارج حدود بلده، إذ استضاف اللواء مايكل هندمارش -الزعيم المتقاعد لقيادة العمليات الخاصة في أستراليا- ليساعده على إعادة هيكلة الجيش الإماراتي. وكان بن زايد قبل ذلك قد طلب من هندمارش أن يساعده على إيجاد ضابط إماراتي لهذه المهمة، لكن يبدو في الأخير أن هندمارش قد راقه فاختاره لهذا الدور.
لن يقبل أي بلد آخر من الشرق الأوسط بتسمية شخص غير عربي مسؤولا على جوهرة المملكة. لكن مع حلول سنة 2009، أصبح بن زايد يمسك بالدولة بقبضة محكمة. كما أن الإمارات الست الأخرى تضررت من الأزمة المالية – خاصة دبي – وفقدت من استقلاليتها عن أبو ظبي التي تظل أكبر وأغنى إمارة في الاتحاد. وقد منح بن زايد هندمارش – الذي لقّب الأمير بـ”الزعيم” – دعمه التام وكل المال الذي يحتاجه، الأمر الذي أثلج صدر هندمارش بعد سنين من العقبات البيروقراطية في الجيش الأسترالي. ولم تثر الإمارات ضجة كبيرة حول دور هندمارش، مراعاة للحساسيات العربية، لكنه حافظ على مركزه وكان دوره أساسيا في جعل القوات الخاصة الإماراتية اليوم من بين الأفضل في العالم (…).
قاعدة عسكرية سرية في ليبيا
مثّل عزل محمد مرسي الفوز الأول للثورة المضادة التي يقودها بن زايد، ويبدو أنه جعله يثق جدا بما يمكنه فعله دون العقبات الأمريكية. لذا، ما لبثت ليبيا – حيث كان الجهاديون متفشين – أن شدت انتباهه، وشرع في دعم الجنرال السابق خليفة حفتر عسكريا، ذلك المستبد الذي يشارك بن زايد بغضه للإسلاميين. في قمة كامب ديفيد في مايو/أيار 2015، عاب أوباما – بطريقة غير مباشرة – على بن زايد كما على أمير قطر حربهما غير المباشرة من خلال دعمهما لميليشيات متنافسة. لكن في نهاية سنة 2016، كانت الإمارات قد أسست قاعدة جوية سرية في شرق ليبيا تنطلق منها الطائرات لقصف أعداء حفتر في بنغازي (…).
بابتعاده عن إدارة أوباما، بات بن زايد يبحث عن حليف قوي، فوجده في محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي. وإن بدا التحالف طبيعيا بالنسبة لمن ينظر للأمر من الخارج – فهما حاكمان مستبدان في الخليج يشتركان في الاسم – فإن هذه العلاقة تبلورت برغم خلاف تاريخي. فالمملكة العربية السعودية هي – كما كان يصفها الصحفي المغتال جمال خاشقجي – “الأب والأم للإسلام السياسي”، وهو أمر يوافق عليه محمد بن زايد حتما. فجذور الدولة السعودية تعود إلى تحالف يعود للقرن 18 بين قادته السياسيين وبين الوهابية. وهي نموذج مثالي للتطرف المموّل من الدولة والذي يصبح تنظيم الإخوان المسلمين مقارنة به معتدلا جدا.
ترعرع بن زايد خلال فترة كان معظم الإماراتيين يشعرون فيها بأنهم مهددون من قبل جارهم الكبير، حيث تواصلت الصراعات المسلحة على الحدود حتى الخمسينيات. وفي 2005، وفق إحدى رسائل ويكيليكس، أخبر بن زايد السفير الأمريكي جيمس جيفري أن همه الأكبر هو الوهابية. لم يكن بن زايد يعتبر العائلة المالكة السعودية ذات نفوذ، لكنه كان يخشى أن يكون البديل الوحيد بالنسبة لمجتمع محافظ مثل المجتمع السعودي نظاما دينيا وهابيا أقرب إلى تنظيم الدولة الإسلامية. ويذكر جفري قول بن زايد: “أي شخص سيأتي مكان آل سعود سيكون كابوسا، لذا يجب مساعدتهم على مساعدة أنفسهم”.
عرّاب بن سلمان
لم يلبث بن زايد أن تعلق بنظيره السعودي – الذي كان متعطشا للقيام بإصلاحات – إذ كان يرى في هذه الطريقة أنسب حل لقطع صلة المملكة العربية السعودية بالإسلام المتطرف. ويبدو أنه لعب إلى حد ما دور العرّاب مع بن سلمان، وحث إدارة أوباما على دعمه. لكنه لا يبدو قادرا على وضع حد لأسوأ نزوات ولي العهد السعودي. فعندما شنت المملكة العربية السعودية حملة عسكرية على المقاتلين الحوثيين في اليمن في مارس/آذار 2005 بمعية الإمارات العربية المتحدة، ظن الكثيرون أن المعركة لن تدوم أكثر من بضعة أشهر، لكنها تواصلت في نهاية الأمر قرابة خمس سنوات، وأصبحت كارثة صدمت الضمير العالمي، بعد أن هُدمت بنايات تاريخية، وقُتل آلاف المدنيين، وشهد اليمن – الذي يعدّ أفقر بلد عربي – المجاعة والأوباء. وهكذا بات الهدف الأول لهذه الحرب – أي هزيمة الحوثيين المدعومين من إيران – منسيا (…).
بيّن بن زايد من خلال إعلانه عن انسحاب القوات الإماراتية من اليمن في يونيو/حزيران الماضي أن لشراكته الجديدة مع المملكة العربية السعودية حدودا، كما بدأ يرسم لمسار أكثر ديبلوماسية مع إيران. وقد هدد ترامب – بعد سلسلة من الهجمات على سفن في بحر الخليج وإسقاط طائرة أمريكية بلا طيار – بشن حرب ضروس على إيران في ذلك الشهر، لكنه تراجع فجأة بعد ذلك. ويبدو أن بن زايد استشعر أن إيران بدأت تعتبر ترامب نمرا من ورق، ما قد يضع الإمارات موضع خطر أمام العدوان الإيراني. بعدها بقليل، أصدرت الإمارات بيانات تصالحية وأرسلت بعثة إلى إيران في شهر يوليو/تموز الماضي. وقد يتبين هذا النموذج من سياسة الحوار أساسيا بعد اغتيال سليماني، بينما يبذل جيران إيران قصارى جهدهم لتفادي الحرب (…).
مجتمع تحت الرقابة
يوجد نصب برونزي خارج مكتب بن زايد الرئيسي في أبو ظبي كتبت عليه كلمة “تسامح” بالانكليزية. وقد فعلت الإمارات الكثير للترويج لالتزامها بالتعددية. ففي 2016، أطلقت الحكومة وزارة التسامح، كما لقب عام 2019 بعام التسامح، انطلق بزيارة جد مرتقبة للبابا فرانسوا، وكانت المرة الأولى التي يزور فيها بابا الفاتيكان شبه الجزيرة العربية. لكن هذا التسامح لا يشمل لا الإسلاميين ولا أي شخص قد يتعاطف معهم. وقد قمعت الإمارات الإسلاميين بعنف أشد منذ 2011، إذ اعتقلت وسجنت أعدادا هائلة منهم لأسباب تافهة (…).
لكن الإمارات العربية المتحدة لا تبحث فقط عن الإرهابيين، بل تطارد كذلك المنافسين السياسيين من خلال برنامج ذكاء سيبراني ذي عدوانية متزايدة يدعى مشروع رايفن، وهو من تأسيس عملاء سابقين في المخابرات الأمريكية. وكان من بين المستهدفين من هذا المشروع أربعة صحفيين غربيين – بينهم ثلاثة أمريكيين ـ وفق تحقيق قامت به وكالة رويترز السنة الماضية (…)
لقد سبق وواجه ديبلوماسيون أجانب بن زايد بشأن افتقار بلده للديمقراطية، وكانت إجابته شيئا من هذا القبيل:”نحن لسنا في كاليفورنيا هنا”، وأصرّ بأن نقص المستوى التعليمي وسيطرة المواقف الدينية المتخلفة تجعل بالنسبة له من الحكم الاستبدادي ضرورة. لكن في حال نجح في مهمته بتربية الرعاع واستئصال الإسلام السياسي، قد يصبح دور عائلة آل نهيان “الملكي” صعب التبرير
موقع 180
إضافة تعليق جديد