غموض يكتنف اختفاء "بن سلمان" ومصيره
الجمل : بقلم: ويتني ويب - ترجمة وصال صالح
في ظل الاقتتال الحاصل داخل العائلة المالكة السعودية وحالة الاستياء العامة والسخط التي تعتري الداخل السعودي تيجة السياسات الحكومية الحالية التي ربما وصلت إلى نقطة اللاعودة لا بل الإنهيار، جاءت المقابلة الصادمة التي أجرتها "ميدل إيست آي" مع أمير سعودي منفي لتصب الزيت على النار ولتنتشر كالنار في الهشيم لتحرق ما تبقى من أخضر نظام آل سعود، وسط دعوته لتغيير النظام في بلده الأم.
في ظهور له عبر شريط فيديو مع "ميدل إيست آي" دعا الأمير المنفي خالد بن فرحان اثنين من أقاربه، بشكل خاص والأمير مقرن بن عبد العزيز للقيام بانقلاب ضد الحاكم الحالي الملك سلمان، والقوة الحقيقية وراءه، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يشار إليه ب "MBS" في وسائل الإعلام الغربية. وفقاً للأمير خالد الذي منحته ألمانيا حق اللجوء السياسي عام 2013، فإن "99 بالمئة من أفراد العائلة المالكة، والأجهزة الأمنية والجيش سيقفون خلفهم" حيث عليهم تحدي القوانين الحالية للبلاد.
تجدر الإشارة إلى أن كل من الشقيقين اللذين ذكرهما خالد كانا يتمتعان في الماضي بنفوذ منقطع النظير في الحكومة السعودية، حيث شغل أحمد منصب نائب لوزير الداخلية لأمد طويل منذ عام 1975 و2012 ليتولى فيما بعد ولفترة وجيزة منصب وزير للداخلية عام 2012، بينما كان مقرن بن عبد العزيز رئيساً للمخابرات السعودية حتى عام 2012 وشغل منصب ولي للعهد عام 2015 قبل أن يستقيل، ويستبدل بمحمد بن نايف الذي أطيح به بشكل دراماتيكي في حزيران من العام الماضي من قبل محمد بن سلمان –الذي جلب منذ ذلك الحين العديد من "الإصلاحات" إلى البلاد، ساعياً لتحديثها، في الوقت الذي يقيم تحالفاً مع عدو بلاده منذ أمد بعيد، إسرائيل.
لقد ادى صعود محمد بن سلمان إلى السلطة إلى اقتتال غير مسبوق داخل العائلة المالكة السعودية، ويعود ذلك بجزء كبير إلى الجهود الوحشية لمحمد بن سلمان للحصول وانتزاع الولاء من أفراد عائلته، وقد دفعه هذا الأمر إلى سجن العديد من أقاربه وتعذيبهم بمزاعم "تحقيقات الفساد" ما دفع الكثير من هؤلاء للتنازل عن ثروات صغيرة لمحمد بن سلمان مقابل الحصول على حريتهم، أما أفراد العائلة المالكة السعوديون الآخرون، ممن لم يسجنوا، لكن ولاءهم موضع شك، فقد تم وضعهم قيد الإقامة الجبرية، وتشير بعض التقارير إلى أن العديد منهم تم تجهيزه بأجهزة تعقب لمنعهم من مغادرة البلاد.
وفي معرض حديثه لميدل إيست آي أشار الأمير خالد إلى تنامي وازدياد الاستياء تجاه محمد بن سلمان داخل العائلةالمالكة "بينما يشير إلى أن "تحقيقات الفساد" التي يقوم بها محمد بن سلمان ومراقبة أعضاء آخرين من العائلة المالكة "مذلة" وقوضت هيبة نفوذ العائلة المالكة عند الشعب السعودي. هذا المناخ دفع الأمير خالد لاتخاذ "هذه المعلومات ومناشدة أعمامي أحمد ومقرن، وهما أبناء الملك السعودي السابق عبد العزيز وهم ذو تعليم عال، ومتمرسون جيداً، وقادرون على تغيير الأمور نحو الأفضل، أستطيع القول إننا جميعاً نقف وراءهم ونؤيدهم" وأردف الأمير خالد قائلاً لميدل إيست آي إنه "تلقى عدداً كبيراً من رسائل البريد الألكتروني من داخل الشرطة والجيش لدعم" دعوته للانقلاب.
في حين أن نفوذ الأمير المنفي داخل العائلة المالكة لا يزال مجهولاً إلى حد كبير، إلا أن تعليقاته تؤخذ على محمل الجد نظراً للتكهنات الشائعة والشائعات المتداولة وغير المؤكدة فيما يتعلق بمكان وجود محمد بن سلمان بعد محاولات الإنقلاب المزعومة التي حدثت في 21 نيسان، منذ أكثر من شهر.
في ذلك الوقت، كشفت مقاطع فيديو التقطت في الرياض عن إطلاق نار كثيف وانفجارات حدثت بالقرب من القصر الملكي السعودي، وزعمت تقارير لاحقة غير مؤكدة أنه تم نقل الملك سلمان إلى مخبأ في قاعدةعسكرية قريبة، وأن محمد بن سلمان أصيب بجراح نتيجة إطلاق النار، وزعمت بعض المصادر أن الهجوم كان محاولة انقلاب قام بها أفراد من العائلة المالكة مستائين منه. بينما صرحت الحكومة السعودية رسمياً أن إطلاق النار كان نتيجة قيام حراس القصر بإطلاق النار على "طائرة ترفيهية" –درونز- كانت قد اخترقت مجمع القصر.
في حين أن القصة الحقيقية لما حدث في ذلك اليوم لا تزال غير معروفة، تصاعدت التكهنات في ظل التزام الرياض الصمت حيال الحادث، وسط اتشار الشائعات –لا سيما تلك المتعلقة بإصابة محمد بن سلمان بجراح ومنها من قال أنه مات- ليستمر تدوير هذه الشائعات.
في غضون ذلك، فإن محمد بن سلمان الذي جعل من ظهوره المتكرر أمام الرأي العام منذ صعوده الدراماتيكي إلى السلطة أمراً لافتاً، ظل بعيداً إلى حد كبير عن نظر الجمهور منذ وقوع الحادث.، وبدا غياب بن سلمان واضحاً، على وجه الخصوص خلال الزيارة رفيعة المستوى لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الرياض في نهاية نيسان، خلال غيابه الملحوظ عن الأحداث العامة لآكثر من شهر، أصدرت الحكومة السعودية فقط حفنة من الصور ادعت أنها تظهر بن سلمان يحضر اجتماعاً حكومياً حديثاً. ومع ذلك فإن المشككين يبدون غير مقتنعين في ظل عدم نشر أي مقاطع فيديو، وبالنظر إلى أنه لم يتم تقديم أي تفسير رسمي لغياب محمد بن سلمان من جميع الأحداث والمناسبات العامة الرئيسية خلال الشهر الماضي.
مع إجراء مقابلة مع الأمير خالد ودعواته للانقلاب التي أصبحت الآن منتشرة على نطاق واسع، من المحتمل أن تتواصل التوقعات والتكهنات بشأن مكان وجود بن سلمان ومدى قبضه على زمام السلطة بشكل متزايد ومستمر.
عن: Mint Press News
إضافة تعليق جديد