تحالف استخباري عربي لمواجهة إيران
بعد نشرها تقريراً عن الخطة السرية للملك الأردني، عبد الله الثاني، لتسوية دائمة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية ومواجهة النفوذ الإيراني، نشرت صحيفة «معاريف» أمس تقريراً يتناول إنشاء تحالف استخباري عربي «معتدل» لصد «الخطر الإيراني والثورة الشيعية».
ويرتكز هذا المحور، بحسب الصحيفة، على دول «الرباعية العربية»، وهي مصر والسعودية والأردن والإمارات، إضافة الى دول إسلامية أُخرى، بعضها خارج المنطقة، مثل اندونيسيا، التي تعارض الجهود النووية الإيرانية وتتخوف كثيراً من استمرار الانتشار الشيعي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر غربية قولها إن مستشاري الأمن الوطني ورؤساء أجهزة الاستخبارات في دول الرباعية العربية أنشأوا، قبل أشهر، «محفلاً دائماً ينعقد كل أُسبوعين لتنسيق الأعمال في هذا الموضوع». وآخر مرة عُقد فيها هذا المحفل كان، بحسب الصحيفة، يوم الثلاثاء الماضي في العاصمة الأردنية، عمان. وحضر الجلسة عن السعودية رئيس مجلس الأمن الوطني، الأمير بندر بن سلطان، وعن الطرف الفلسطيني مندوبان رفيعا المستوى هما: الرئيس محمود عباس ومحمد دحلان، المرشح، بحسب الصحيفة، لمنصب مستشار الامن الوطني في الحكومة الفلسطينية الجديدة.
وأكدت «معاريف» أن اتصالات هذا المحفل تتم بتعاون وثيق مع الأميركيين، مشيرة إلى أن إسرائيل تقيم بدورها علاقات استخبارية مع قسم من دول هذا المحور.
وأوردت الصحيفة تقديراً، قالت إنه يتم تداوله في الغرب، يفيد بأن شعوراً متزايداً بالخوف من ايران يسود داخل أوساط دول الحلف السُني المعتدل، يوازيه انفتاح متزايد أيضاً نحو الغرب وإزاء كل ما يتعلق بالتسوية بين اسرائيل والفلسطينيين.
وأشارت «معاريف» أيضاً الى أنه، في مقابل ذلك، يتعزز المحور الإيراني ــ السوري ـــ الروسي في الشرق الأوسط، وأن آخر التقديرات الاستخبارية تتناول إمكان استئناف الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو. وأوضحت الصحيفة أن «المؤشرات تدل على أن هذه الحرب باتت هنا: فالروس يعودون الى الشرق الأوسط عبر دمشق وطهران، يُسلحون الدول الكفاحية، ويعارضون نصب صواريخ أميركية في أوروبا، ويبنون مفاعلاً نووياً في ايران ومعنيون باستئناف حياتهم كما كانت في السابق في المنطقة».
وأضافت الصحيفة إن «جدلاً يدور بين مختلف أجهزة الاستخبارات في شأن ما إذا كان بالإمكان انتزاع سوريا من هذه الورطة عبر المفاوضات، أم ينبغي مواصلة الضغط عليها بالقوة». وأوضحت أن «الفوارق في هذا الشأن تبدو واضحة بين شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد، إلا أن المفتاح لا يزال في كل الأحوال في واشنطن، غير المستعدة لأن تسمع، في المرحلة الحالية، عن مفاوضات مع سوريا».
وأعادت الصحيفة الإشارة الى ما نشرته الأسبوع الماضي عن عرض الملك الأردني مبادرة شخصية للتفاوض في شأن التسوية الدائمة بين اسرائيل والفلسطينيين برعايته وتوجيهه، تؤدي الى الحد من تعزيز مكانة «حماس» والدفع باتجاه انتخابات فلسطينية مبكرة يتم خلالها عرض مسودة اتفاق التسوية الدائمة مع اسرائيل على الشعب الفلسيطيني، على امل ان تنحّي النتائج حركة «حماس» عملياً عن الحكم. ووعد الملك الاردني، في المقابل، بأن يعمل شخصياً على إقامة علاقات دبلوماسية بين اسرائيل والدول العربية السنية المعتدلة. لكن اتفاق مكة بين «حماس» وابو مازن عرقل في هذه المرحلة مساعي الملك الاردني. ورأت الصحيفة أن «هدف السعوديين من المبادرة الى اتفاق مكة هو محاولتهم دق اسفين بين الفلسطينيين والنفوذ الايراني - السوري، لكن نتائجها خيبت أملهم هم أيضاً، مثلما حصل مع باقي العالم العربي المعتدل».
وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي لفني وضعت كل السفراء الاسرائيليين في العالم في صورة الوضع ودعتهم الى الكف عن استخدام تعبير اتفاق مكة واستخدام تعبير آخر بديل، مثل الاتفاق الفلسطيني الداخلي بهدف الكف عن ربط اسم مكة بالاتفاق.
كما أشارت «معاريف» إلى ان تصاعد نفوذ «حماس» في المناطق الفلسطينية يمثّل قلقاً اضافياً لدول المحور السني، والامر نفسه بخصوص تحول رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، الى جهة وطنية فلسطينية أساسية، مع ما قد يترتب على ذلك من تهديد للانظمة المعتدلة.
علي حيدر
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد