حملة "التطهير" تضرب قطاع التعليم في تركيا
طالت حملات التطهير الجارية في مؤسسات الدولة التركية أكثر من 49 ألف موظف حكومي، بينما تعهدت أنقرة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان أمن الدولة.
أفادت صحيفة "حريت" التركية، الثلاثاء 19 يوليو/تموز، بأن السلطات أقالت أكثر من 49 ألف موظف في مؤسسات الدولة بتهمة ارتباطهم بالمتآمرين، حيث قالت الصحيفة: "أقيل الألوف من الموظفين من مناصبهم في الوزارات والمؤسسات الحكومية.. وبلغ عدد المقالين 49321 موظفا".
ضربة موجعة لقطاع التعليم التركي
ضربت حملات التطهير الجارية في مؤسسات الدولة التركية قطاع التعليم بشدة، بينما تعهدت أنقرة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان أمن الدولة.
وطالب مجلس التعليم العالي في تركيا خلال اجتماعه يوم الثلاثاء بإقالة 577 من عمداء الكليات في الجامعات التركية، بينهم 176 أستاذا في جامعات حكومية و401 في جامعات خاصة. فيما أفادت رويترز بأن الحكومة التركية سحبت رخص 21 ألف مدرس في المدارس الخاصة.
بدورها أعلنت وزارة التربية عن إبعاد 15200 من موظفيها عن العمل مؤقتا.
هذا وأعلنت الحكومة التركية على لسان نعمان كورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي يوم الثلاثاء، 19 يوليو/تموز، أن السلطات تحقق مع 9332 شخصا للاشتباه بتورطهم في تدبير وإعداد الانقلاب الفاشل ليلة 15 إلى 16 يوليو/تموز.
وحسب بيانات نشرت في وسائل إعلام، تشمل التحقيقات نحو 80 من قادة الجيش التركي، وأكثر من 6 آلاف عسكري، و100 شرطي، واثنين من المستشارين العسكريين للرئيس التركي، و755 قاض ومحامي ادعاء، ومئات الموظفين الحكوميين.
وكشفت صحيفة "جمهوريت" التركية عن أسماء الجنرالات الأميرالات الـ79 المعتقلين في أعقاب الانقلاب، إذ تظهر القائمة أن حملة الاعتقالات طالت القوات الجوية والبحرية والبرية، وقيادة الكليات العسكرية الأساسية، وقيادة الدرك والاستخبارات.
وكشفت وكالة "رويترز"، نقلا عن مصدر في مكتب رئيس الوزراء التركي، عن عزل 257 من العاملين في المكتب من مهامهم مؤقتا للاشتباه بتورطهم في إعداد الانقلاب الفاشل. وأوضحت الوكالة أن قرابة 2600 شخص يعملون في مكتب أردوغان، وتم عزل نحو عشرهم. كما أعلنت مديرية الشؤون الدينية في الحكومة التركية، إبعاد 492 من العاملين في المديرية عن أداء مهامهم.
وتضاربت الأنباء عن أبعاد عملية التطهير في هيئة الاستخبارات الوطنية التركية، إذ أكدت السلطات إبعاد 100 من موظفي الهيئة عن أداء مهامهم، فيما تحدثت وسائل إعلام عن عزل 180 موظفا، معظمهم "عملاء احتياط" رشحوا لتولي مواقع مسؤولية.
وسحبت السلطات التركية تصاريح العمل عن 24 من وسائل الإعلام المسجلة في الجمهورية، للاشتباه بصلاتها بالداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، التي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.
مكتب أردوغان: نتخذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان الأمن
قلل ابراهيم قالين، المتحدث باسم الرئيس التركي، من تأثير حملة الاعتقالات في صفوف الجيش التركي على الأمن القومي للبلاد، مؤكدا اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان أمن الدولة.
وتابع قالين أن سلسلة الاعتقالات في صفوف العسكريين الأتراك لن تأتي بأي تأثير سلبي على سير الحرب ضد تنظيم "داعش" و"حزب العمال الكردستاني".
البرلمان الأوروبي: حملة الاعتقالات والإقالات في تركيا أُعدت مسبقا
اعتبر رئيس البرلمان الأوروبي، مارتين شولتس، أن حملة الاعتقالات والإقالات في مؤسسات الدولة التركية، تظهر أن السلطات أعدت هذه الحملة مسبقا، واعتبر أن الحديث يدور عن نوع من الانتقام.
وتابع شولتس، في تصريحات صحفية، الثلاثاء 19 يوليو/تموز: "إننا قلقون للغاية من الأحداث خلال الأيام القليلة الماضية. وليس بسبب النقاش حول العودة لتطبيق أحكام الإعدام فحسب، إنما وبسبب إقالة 13 ألف شخص واعتقال 6 آلاف آخرين. ويظهر ذلك كله أن الحكومة أعدت لهذه الحملة جيدا، ونحن نرى حاليا نوعا من الانتقام. وليس ذلك وسيلة مناسبة للرد على عواقب الانقلاب".
وتابع أنه يأمل في أن تحترم الحكومة التركية مبادئ الديمقراطية وحرية الصحافة واستقلال القضاء وحماية حقوق الإنسان.
وكالات
إضافة تعليق جديد