بتواطؤ أمريكي تركيا عازمة على احتلال أراضً سورية تحت مزاعم محاربة داعش

13-08-2015

بتواطؤ أمريكي تركيا عازمة على احتلال أراضً سورية تحت مزاعم محاربة داعش

حسم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، مسألة عزم بلاده على إقامة «منطقة آمنة» على الشريط الحدودي مع سوريا، مؤكداً أن هذا الأمر سيتم بمساعدة الولايات المتحدة ودول أخرى، ولكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر لمّح إلى أن واشنطن لم توافق بعد على إقامتها.
وزعم داود أوغلو، في مقابلة مع «بي بي سي»، أن هذه المنطقة ستوفر «الأمن للمدنيين من هجمات قوات الحكومة السورية أو تنظيم داعش»، ودعا المجتمع الدولي إلى المزيد من الجهد لحل الأزمة السورية المستمرة منذ أربعة أعوام، ونفى أن تكون تركيا قد ساعدت تنظيم «داعش»، أو أي تنظيم متشدد آخر.
من جانبه، قال تونر «ليس هناك منطقة ولا ملاذ آمن، لا نتحدث عن هذا هنا. نتحدث عن جهد مستمر لطرد تنظيم الدولة من المنطقة». وأضاف «نحن حريصون جدا بشأن عدم اختيار مسميات أو وصف لما ستصبح عليه المنطقة، باستثناء القول إن جهودنا تركز على طرد تنظيم الدولة من المنطقة».
وانتقد رئيس الحكومة التركي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لعدم توصلهم إلى «قرار قوي» لوقف الحرب في سوريا، وبخصوص ما إذا كانت تركيا تعمل ما ينبغي لمنع تدفق العدد الكبير من المهاجرين عبر بلاده إلى أوروبا، قال داود أوغلو إن المسؤولية تقع على المجموعة الدولية لوقف هذا التدفق بحل الأزمة في سوريا.
وفي تحذير ضمني من تدخل القوات التركية في الشمال السوري، اعتبر داود أوغلو أن القوات التركية لن تكون بحاجة إلى التدخل «لو توفرت القوة الكافية» للجماعات المسلحة، التي وصفها «بالمعتدلة». وقال «إذا كانت الجماعات المعتدلة في سوريا قوية بما فيه الكفاية، فلن تكون هناك حاجة إلى تدخل دول أخرى عسكرياً، بما فيها تركيا». وأضاف أن بلاده ستضرب عسكرياً إذا تعرضت للتهديد.
وكانت شبكة «سي إن إن» قد نقلت عن وكيل وزارة الخارجية التركية فريدون سنيرلي أوغلو قوله إن بلاده والولايات المتحدة اتفقتا على شروط إنشاء «منطقة آمنة» شمال سوريا، وان مقاتلين من «الجيش السوري الحر» سوف يسيّرون دوريات في المنطقة، التي قال إنها سوف تسمح للقوات الأميركية والتركية بشن هجمات على مسلحي تنظيم «داعش» ومقاتلي الوحدات الكردية لو دخلوها.
وبحسب «سي إن إن» فإن المسؤول التركي أكد أن واشنطن وأنقرة اتفقتا على أن يكون طول المنطقة 98 كيلومترا وعرضها 45 كيلومترا.
إلى ذلك، ذكر مسؤول تركي، أمس، أن أنقرة مستعدة لان تشن بالتعاون مع القوات الاميركية هجوماً واسع النطاق على تنظيم «داعش»، وذلك بعدما «جمدت» عملياتها ضد التنظيم بطلب من واشنطن بهدف «تنسيق الاهداف».
وقال المسؤول في وزارة الخارجية التركية، طالباً عدم نشر اسمه، إن «تركيا والولايات المتحدة ستنسقان عملياتهما. لقد أوقفنا موقتا هجومنا بعيد بدئه لان الاميركيين طلبوا منا الانتظار ريثما ننسق الأهداف». وأضاف أن تركيا التي شنت في 24 تموز الماضي، «حربا على الإرهاب» جمدت هجومها على تنظيم «داعش» بعدما طلبت الولايات المتحدة من حليفتها في حلف شمال الاطلسي ان تشنا الغارات الجوية سويا.
وبحسب المسؤول التركي فإن «الطائرات (الاميركية) تصل تدريجا الى (انجيرليك)، ما يثبت ان الاتفاق مع الولايات المتحدة ينفذ». وأضاف ان «عدد هذه الطائرات سيزداد مع مرور الوقت»، من دون ان يحدد الفترة الزمنية التي يتحدث عنها.
من جهته، أعلن المبعوث الاميركي الخاص الى المنطقة المكلف شؤون مكافحة تنظيم «داعش» بريت ماكغورك في تغريدة عبر موقع «تويتر» أنه عاد الى أنقرة «للمضي قدماً في التعاون» مع المسؤولين الاتراك.
وأوضح المسؤول في الخارجية التركية أن أنقرة تأمل إقامة منطقة آمنة بمساندة من جماعات المعارضة السورية المسلحة، ممن جرى «تدريبهم وتجهيزهم» في إطار برنامج مشترك تركي - أميركي. وأضاف ان «عدد هؤلاء المقاتلين يزداد»، مشيرا الى ان عددهم اليوم تضاعف بعدما كان عند بدء برنامج التدريب 54 مقاتلا.
وفي وقت تركز أنقرة في حملتها العسكرية على مقاتلي «حزب العمال الكردستاني»، توعد رئيس التركي رجب طيب اردوغان مجددا، بمواصلة هذه العمليات «بكل عزم». وقال في خطاب أمام أعضاء مجالس بلدية في قصره في أنقرة إن «هذه العمليات ستتواصل.. وسنخوض هذا الكفاح بكل عزم»، مؤكدا من جديد ان عملية السلام التي بدأت في 2012 مع المتمردين الأكراد «مجمدة». وأكد أن قوات الامن التركي ستقاتل التنظيمات الكردية حتى «يغادروا تركيا ويتخلوا عن أسلحتهم».

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...