سنة رابعة صمود: الأسد مازال معنا ونحن مازلنا مع سوريا

لو قيض الله لجحافل المعارضة قائداً كالأسد،لكانوا على حق..

فَـجَاسُـوا خِـلَالَ الـدِّيَـارِ .. التاريـخ هو المـعـلَّـم الأول ... وبما أننـا نخطوا في بدايــة الألفيــة الثـالثـة وقـد أرادهـا اللــه سبحانـه وتعـالـى أن تكون انطـلاقــة حقيقيــة وواقعيــة لما يمكن أن نسميـه - الـعصـرالسـوري – وهذا واقــعٌ لامحـالــة ويقيني بــه يعادل يقيني بشروق الشمس من المشرق .. مع بدايـة الألفيــة الثانيــة كانت الأيام والأحـداث في بـلاد الشام مشابهـة للأيام والأحداث الحاليـة ، وبقراءة سريعة موجزة لنهايات وتشرذم الخلافـة العباسية الى طولونيون وحمدانيون وأغالبــة واخشيديون وفاطميون وقرامطــة وغزنويون وسامانيون وبويهيون وغيرهــم وظهور الدويلات الفاطميــة والأيوبييــة وحروب الفرنجــة .. ونختصــر بالقـول : أن تيرمومتــر اهراق الــدم لأهالي بلاد الشام في الصراعات العبثيــة والمعارك الداخلية / الخارجية .. كان على نفس مقاييسه الحاليــة ...حتى كان صلاح الديــن الأيوبي الذي أضع اسمه هنا لسببيــن : الأول اختصارا" لعصره وعنوانـا" لـه ولمرحلة بعـده والثاني فيه مغزى أن القائد الخالــد حافظ الأسـد كان يحتفظ بلوحــة تمثل رسما" لصلاح الدين غـالبــا" ما كان يراها كل من يزور المكتب الرئاسي . أولا" - القضاء على الفتنـــــة وجـذورهــا انــه وعــد اللــه الذي حان أجلـــه .. ألـوف مؤلـَّـفــة ومؤتلفــة من رجـال الجيش العربي السوري تنطلـق من عـرينهـا لتسـحق وتمحــق خنــازيـر الوهابيــة التلموديـــة التي نجَّســت التراب السوري الطاهـر .. وهـذا الـفـعـل بـالـــغٌ أمــره ..ما شاء الله أن يكـون ..ويعلم القاصي والداني أن ما كنـا نتمناه أن يحصل في الأشهر الأولى للأزمــة هو ذاتــه يحدث اليوم بعد أن تبين الرشد من الغي وبانت الحرب التي كانوا يضعونها خلف قناع المطالب المحقـة والشعب الأعزل والنظام الفاســد .. اذا" كامــل التراب السوري يخضـع هذه الأيام لعمليــة حصاد كل المسلحين المرتزقــة من أي شكل ولون كانوا وبعـدهـا سوف يترك الأمر لقوات الدفـاع الوطني حيث تتولى عمليــة غسيل التراب السوري وتعقيمـــه بما يشبه عمليات استصلاح الأراضي التي تخصص فيها السوريون على مدى عقد من الزمان .. والعارفون بالأمر يعلمون أن استصلاح الأرض يتطلب تقـليب التراب حتى عمق متر واحدعلى الأقل. ثـانيا" – اعـــادة رســم خــرائط الاقليم تحت شعار : مــن كـلٍ حسب دوره والــى كلٍ حسب قــدرهِ .. في مرحـلــة هامــة من تاريخ الحضارة الانسانية لبلاد الشام وفي مرحلتها الأمويـــة كان حاكــم بــلاد الشام في معقلـــه الـدمشقي ويمتـد حكمــه على بقعــة من الأرض تساوي 11 مليون كيلومتر مربع بعدد من السكان يبلغ 65 مليون انسان. واليــوم حاكـــم دمشــق استحوذ على تحالف مع ثلاثــة أرباع سكان الأرض ونصف مساحتها وثلثي اقتصادهـا ، والى ماقبــل ( اختــراع ) دويلات الشرق بناء" على أدوار رسمت لهـا بحدود فسيفسائيــة رسمها همفــر وفيلبي وكوكس وختم عليها سايكس وبيكو ، كان الشرق خمسة أقاليم بـــلاد الشام وبلاد الرافدين شمالا" نجــد والحجاز وسطا" ساحل عمان واليمــن جنوبا" .. لقـد استنفذت الأدوار والأفكار من هذه الاختراعات .. والأمــر اليــوم لمـــن يـرســم حـدود الحــاضــر والمستقبل بما ادخــر من تاريـــخ وحضـارة ..والجيش الذي اختزن وراكـــم معارك وانتصارات على مدى سبعـة آلاف عـــام منذ العصر الأكادي وحتى اليوم ..يستطيــع أن يـفـرض قــدره وقـراره على رؤوس الأشهاد وهو اذ اختـزن قـدراتــه الى معاركــه الكبرى ، يستطيع اليوم أن ينتــج انتصارات في معارك أوكلهـا أولئك الذين يهربون من مواجهــة الجيش العربي السوري الى أقزام لاتسمن ولا تغني من جوع . في خلـق الانسان ( ماء ونار وتراب ) .. فكلنـــا لآدم ..وآدم من تــراب .. والتراب السوري الذي نحن منــه .. فيــه كل من سبقنــا مــن زنــوبيـــا والـــى داوود راجحــــة .. ومــن كان يمتلك مثــل هذه الشيفرة الوراثيـــة في خلاياه يستطيــع متى شاء أن يعيــد رســـم الخــرائــط والمصــائـــر .. لــذا على الأشكينــاز في فلسطيــن المحتلــة أن يسـارعـوا الى حـزم حقـائبهـــم وكيبوتساتهم ..ويعيدوا تصدير سفاردييهم .. ثـالـثـا" – هـذه الشـــآم ..قصــة الخـلـق ..من دمشــق .. في تــأريــخ خلـق الانسان ...عام 5800 ق.م ..كـان سيدنـا آدم عليـه السلام وذريتـه الى 2900 ق.م. عام الطوفـان حيث نوح عليه السلام ..واذ بقيت السفينــة هـائمــة عــائمــة على الماء لثلاثــة أشـهـر ..نستطيـع مجازا" أن نعتبــر أن الذين نـزلـوا من السفينــة بعد أن غيض المــاء ..بمثـابــة بـعث آخــر للجنس البشري من الذين اصطفاهــم الله سبحـانــه وتعـالـى ، ومن صفوة الصفوة أبنــاء سيدنـا نــوح الذين انطلقوا شرقا" وشمالا" وجنوبــا" ، فكانت ارادة الخالــق أن يـرتفــع أول جــدار على الأرض بعـد الطوفان عنـد أساسات الحــائـط الــغـربـي للمسجـد الأموي في دمشــق .. لتعـود المدينــة مركــزا" كما كانت قبل الطوفـان .. ومـا زالــت .. ولــن تـزول الا بعد نزول المسـيـح عيسى عليـه السلام عـنـد المنارة البيضاء في الباب الشرقي للمدينـــة ..