الجيش اللبناني يوقف مجموعة قواتية مسلحة بحوزتها خرائط لمنزل عون
خرق تطور امني الساحة السياسية امس تمثل في توقيف الجيش اللبناني عناصر مسلحة كانت تقوم باعمال التدريب في احدى قرى كسروان. وقالت مصادر عسكرية إنهم من “القوات اللبنانية”، وان توقيفهم تم في بلدة شحتولا الكسروانية حيث كانوا يقومون بأعمال الرماية في المنطقة. ونفت “القوات” لاحقاً علاقتها بهم وقالت إنهم عناصر الحماية الخاصة لرئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر الذي قال لـ“الأخبار” إن مرافقيه يجرون تدريبات دورية كل اثنين من كل أسبوع. وعن وجود خريطة بين أيدي العناصر لمنطقة الرابية حيث منزل النائب ميشال عون قال الضاهر إن الخريطة التي بحوزتهم موجودة على بطاقة دعوة موجهة من جاك صراف لتكريم الإعلامية مي شدياق وفيها دليل الى منزله في منطقة الرابية.
لكن مصدرا امنيا تحدث لـ«الاخبار» عن ملابسات الامر بقوله ان معلومات تلقتها مديرية المخابرات عن تدريبات تتم منذ فترة في تلك المنطقة، وقامت وحدة امس بمداهمة المكان حيث وجدت مجموعة من 9 اشخاص معهم سيارات جيب اميركية الصنع من لون واحد وزجاج قاتم ولوحات موحدة يقومون باعمال الرماية، وطلبت منهم القاء السلاح وتسليم انفسهم وهو ما حصل قبل ان يتم نقلهم الى ثكنة صربا التابعة للجيش اللبناني.
وقال المصدر انه تم العثور مع هذه المجموعة على اسلحة متطورة منها مسدسات من نوع «كلولك» و رشاشات عوزي اسرائيلية الصنع واخرى اميركية من نوع M15 و M4 و MP5 و زخاروف المتخصص في الاصابات الدقيقة، واجهزة اتصال متطورة للغاية وخرائط لمناطق عدة من لبنان بينها لمنطقة الرابية في المتن يظهر فيها منزلي الوزير الياس المر والعماد ميشال عون وصورة للاخير. وتبين ان المجموعة يقودها شخص اسمه انطوان حنا ابي حنا وتضم في عدادها عناصر سبق ان عملت في وحدة «الصدم» التي اشتهرت بها «القوات اللبنانية» خلال الحرب الاهلية. وقال هؤلاء انهم يعملون في فريق الحماية التابع للمؤسسة اللبنانية للارسال ومع الشيخ الضاهر. وان لهم صلات سياسية ب «القوات اللبنانية».
في المقابل كان فريق السلطة مشغولاً بدراسة إمكان دعوة مجلس النواب إلى اجتماع سريع لأجل إقرار مشروع اتفاقية المحكمة، وتولت جهات قيادية في أحزاب السلطة درس احتمال اللجوء الى تحركات تمنع قوى المعارضة من “احتلال الشارع”. ونقل عن بري أنه يرى أن المبادرة موجودة لدى الفريق الآخر. وهو لم يتلقّ أمس أي اتصال من أحد من أفرقائها، ولم تصله أفكار جديدة. كما يرى أن الأيام المقبلة فاصلة اعتقاداً منه بأن الوضع الداخلي “لا يحتمل تأجيلاً وتضييعاً للوقت خمسة أيام حتى”. علماً بأن الرئيس فؤاد السنيورة سوف يدلي مساء اليوم عبر قناة “العربية” بحديث يعرض فيه موقفه من التطورات.
وكانت دوائر رئاسة الجمهورية تسلّمت البارحة من درّاج تابع لرئاسة مجلس الوزراء مشروع قانون المحكمة الدولية، وقرر رئيس الجمهورية التزام الصمت من الآن وحتى انقضاء مهلة الـ15 يوماً المنصوص عليها في المادة 56 من الدستور ولن يردّه أو يرفضه فوراً. ولن يكون له موقف قبل الاثنين 11 كانون الأول المقبل. وقال لحود لـ“الأخبار” إنه لن يتسلم ولن يوقع أي شيء يرد إليه من حكومة فاقدة شرعيتها الدستورية. وأكد أن الأكثرية بإصرارها على رفض تأليف حكومة الوحدة الوطنية “إنما تريد دفع البلاد الى مزيد من التأزم لأنها تشعر بأنها فشلت في مشروعها الهادف الى الاستئثار بالسلطة”. وكرر التأكيد أن الحل يكمن في تأليف حكومة وحدة وطنية. وحمَّل الرئيس الفرنسي جاك شيراك مسؤولية استمرار الاكثرية في تعنتها. وقال: “لقد كنت أحبذ العمل على تأليف حكومة الوحدة الوطنية منذ انتصار المقاومة وإحباطها الاهداف التي أرادتها إسرائيل من عدوانها على لبنان”.
وأكدت مصادر فريق السلطة “ان قانون المحكمة الدولية سيمر في مجلس النواب وانه سيحتاج ربما الى اكثر من شهر ونصف وخصوصاً اذا حاول رئيس الجمهورية تعطيله او تأخيره”، مضيفة ان الرئيس بري “لا يمكنه منع عقد جلسة للمجلس لمناقشة مشروع المحكمة ذات الطبيعة الدولية، ولا أن يرفض إدراج البند على جدول اعمال الجلسة، وهو بصفته رئيساً للمجلس لا يملك صلاحيات تتعدى إدارة الجلسات”.
أما بري فقال لـ“الأخبار”: “أي إحالة لا تحمل توقيع رئيس الجمهورية تفتقر إلى الأصول الدستورية. وموقفي هذا ليس الأول، وألمسألة ليست في أنهم مع هذا الرئيس أم لا، وإنما في ضرورة اتباع الأصول الدستورية للإحالة وعدم خلق سوابق تصبح بمرور الوقت عبئاً ثقيلاً على الدستور وسبباً لمشكلات متزايدة. إذا لم يكونوا يريدون رئيس الجمهورية، فليتفقوا على آخر”.
وورأى العماد ميشال عون من جهته “ان مطلب المعارضة هو المشاركة في القرار لأن الحكومة الحالية غير ناضجة ويوحى لها من الخارج”. وأعلن أن اجتماعات تكتل التغيير والاصلاح مفتوحة “بسبب الظروف الحالية”، وأكد ان كل بيان سيصدر عن التكتل لاحقاً “سيتضمن مطالبة بكشف جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل”، مطالباً وزارة الداخلية بعدم اتهام أي جهة إذا لم يكن لديها أدلة. ووصف الممارسة الحكومية الحالية ازاء الدستور بأنها “فضيحة كبرى”. وحمّل الحكومة مسؤولية أي أعمال الشغب قد تقوم بوجه تحرك المعارضة في الشارع.
وفي سياق تهدئة المناخات المسيحية نجحت مساعي الوزير السابق سليمان فرنجية الذي زار امس الرابية وسن الفيل، بترتيب لقاء عزاء اليوم بين العماد ميشال عون والرئيس أمين الجميل في منزل الأخير في سن الفيل.
وكان التشنج بين طلاب القوات والتيار الوطني الحر قد لامس حد التدافع والاشتباك بالأيدي في كلية إدارة الأعمال ــــــ الفرع الثاني في الأشرفية، وكلية العلوم الاجتماعية في الجامعة اليسوعية. كما حصلت صباح أمس إشكالات عدة بين طلاب الكتائب اللبنانية والقوات من جهة، وإدارات الجامعات في الفروع الثانية والجامعات الخاصة المسيحية بسبب إصرار طلاب الفريقين على رفع صور الوزير الجميل داخل حرم الجامعات وتنكيس الأعلام اللبنانية. وتجدر الاشارة إلى أن أمانة السر المركزية في التيار الوطني الحر نظمت في ساعة متقدمة من ليل أمس حملة لإعادة رفع صور العماد ميشال عون وأعلام التيار في الأشرفية مكان تلك التي أحرقها ومزقها مناصرو القوات اللبنانية بحجة الغضب من اغتيال الوزير الجميل. ففي ساحة ساسين، تجمع أكثر من مئة من مناصري «القوات اللبنانية» لمنع «العونيين» من رفع صورة العماد عون، فتدخلت قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني وفصلت بين الطرفين، فتم رفع الصورة وسط احتجاجات مناصري القوات. كما شهدت المنطقة تراشقاً بالحجارة بين الفريقين.
وفي منطقة الشوف، وبينما كانت هناك سهرة في خلوة الشيخ ابو حسن عارف حلاوي ضمته والمرجعية الدينية الدرزية ابو سليمان حسيب الصايغ بحضور شيخ العقل “اليزبكي” الشيخ ناصر الدين الغريب وعدد آخر من المشايخ ألقيت قنبلة صوتية ما ادى الى توتر واستنفارات متبادلة قبل ان يتدخل الجيش.
أما في بيروت فقد كثفت القوى الامنية انتشارها وإجراءاتها لمنع أي احتكاك بينما كان نائب “المستقبل” وليد عيدو يصرح لـ“نيويورك تايمز” بأن فريق السلطة سوف يواجه المعارضة “وسنبيع دماءنا لشراء الاسلحة لمواجهتهم ولن ندعهم أبداً يسيطرون على البلد”.
من جهة ثانية أعلن شيخ عقل الدروز “الجنبلاطي” نعيم حسن استضافته اليوم مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، لـ“بحث الاوضاع الراهنة في البلاد”.
الجيش يوقف مجموعة في كسروان: «عوزي» و «زاخاروف» و «M15» وخرائط لمنزل عون في الرابية
“الساعة الصفر باتت أقرب من حبل الوريد”. هذه العبارة كانت كافية لشرح واقع الاستعدادت التي تقوم بها قوى المعارضة استعداداً لبدء برنامج تحرك شعبي وسياسي واسع يستمر حتى استقالة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وسط مناخات ملبدة سياسياً بأكثر مما كانت عليه الأمور قبل ساعات ماضية. وبعد فشل وساطات السبت الاخير، بدا أن الكلام توقف على كل الجبهات. وهو ما أكده امس لـ“الأخبار” اكثر من مرجع قيادي في قوى المعارضة التي أجرت أمس أوسع عملية تشاور بعيداً عن اعين السلطة، وانتهت الى تحديد الساعة الصفر لإطلاق التحركات على مستويات مختلفة. وهي تحركات سوف تشمل كل لبنان.
المصدر : الأخبار
إضافة تعليق جديد