مفتشو لاهاي في دمشق والمعلم يطالب بوقف الإرهاب
استبق المسلحون وصول المفتشين التابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي إلى دمشق اليوم، باستهداف العاصمة السورية بقذائف الهاون، فيما كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يستخدم منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس، كمنصة للدفاع عن السياسة السورية بشأن الأزمة، مؤكدا أن بلاده تشهد حرباً ضد الإرهاب وليس حرباً أهلية، معتبرا ان «أي كلام عن حل سياسي في ظل استمرار دعم الإرهاب، تسليحاً وتمويلاً وتدريباً، هو مجرد وهم وتضليل»، داعيا الى الذهاب الى مفاوضات جنيف من دون شروط مسبقة.
وفي ما قد يؤدي الى ظهور خلاف جديد بين موسكو وواشنطن، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تريد إحياء مؤتمر إزالة أسلحة الدمار الشامل من الشرق الأوسط، وذلك بعد أن وافقت سوريا على تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيميائية. يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان أعلن مؤخرا أن الأسلحة الكيميائية السورية جاءت كرد على الأسلحة النووية الإسرائيلية. ويذكر ايضا ان الولايات المتحدة سبق لها ان أحبطت مؤتمرا دوليا كان مخصصا للبحث في إخلاء الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل في العام 2012.
وسقطت قذائف هاون قرب سور حديقة تشرين المواجه لقصر الضيافة، وهو القصر الذي يستخدم عادة لإقامة كبار ضيوف الدولة السورية، وكذلك بالقرب من مبنى السفارة الصينية، لتقتصر الأضرار على الماديات.
وكان خبراء الأمم المتحدة بشأن استخدام أسلحة كيميائية يغادرون دمشق منهين مهمتهم التي شملت التحقيق في استخدامات محتملة لهذه الأسلحة، فيما وصل 20 مفتشا تابعا لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي إلى بيروت. ومن المقرر أن يصل هؤلاء إلى دمشق اليوم، على أن يبدأوا بزيارة المواقع وعقد جلسات عمل مع مسؤولين سوريين لتحديد مواقع الترسانة الكيميائية في أنحاء سوريا.
وقال المعلم، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «دولاً شنت حروباً مدمرة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، في الوقت الذي تقوم هي نفسها بدعم الإرهاب في سوريا». وشدد على أنه «لا حرب أهلية في سوريا بل حرب ضد الإرهاب... وأن مواجهة الإرهاب في بلادي تقتضي من الأسرة الدولية اتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة لإرغام تلك الدول، التي باتت معروفة والتي تمول وتسلح وتدرب وتوفر ملاذا ومعبرا آمنا للإرهابيين القادمين من مختلف دول العالم. هذه الدول يجب أن تتوقف عن ارتكاب هذه الجرائم فورا».
وشبه المعلم معاناة السوريين من الإرهاب بما حصل في 11 أيلول في نيويورك. وقال «هذه المدينة نيويورك وأهلها ذاقوا بشاعة الإرهاب، واحترقوا بنار تطرفه ودمويته، كما نعانيه نحن الآن في سوريا. فكيف يمكن لدول أصابها ما يصيبنا الآن أن تدعي أنها تحارب الإرهاب في كل بقاع الأرض وتدعمه في بلادي».
وكرر التزام دمشق بتنفيذ اتفاقية إزالة ترسانتها الكيميائية، لكنه أضاف ان «التحدي الذي يواجه الجميع الآن هو هل سيلتزم من يمد الإرهابيين بهذا النوع من السلاح وغيره بالتوقف عن ذلك فوراً».
وقال لافروف، في مقابلة مع صحيفة «كومرسانت» الروسية نشرتها أمس، إن «ضرورة حل مشكلة السلاح الكيميائي السوري كي لا يقع في أيدي الإرهابيين، وحّدت موسكو وواشنطن بسرعة»، لكنه أكد أن «لحظات التحسن لا تؤدي شرطاً إلى ظهور توجهات إيجابية متواصلة».
ودعا «الغربيين وحلفاءهم في الخليج العربي والمنطقة عموماً للضغط على المعارضة لعدم القيام بأي استفزازات» لتعطيل قرار مجلس الأمن».
وأعلن لافروف أن «القرار الخاص بدور منظمة حظر السلاح الكيميائي في تطبيق برنامج تدمير السلاح الكيميائي السوري الذي اتخذ في لاهاي تضمن بندا خاصا يدعو كل الدول التي لم تنضم بعد إلى اتفاقية حظر السلاح الكيميائي إلى الانضمام إليها». وأضاف «أود الكشف عن سر صغير وهو أن هذا البند أدرج في القرار بمبادرة من إيران، وأيّدته الولايات المتحدة».
وأوضح أن روسيا تريد إعادة إحياء مؤتمر إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، بعد أن وافقت سوريا على تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيميائية.
وقال «سنحاول أن يُعقد هذا المؤتمر»، مضيفا «في الوضع الحالي، فإنه من المهم جدا جعل موضوع عدم حيازة أسلحة دمار شامل أمرا عالميا في هذه المنطقة المتفجرة».
وأشار إلى أن «الشركاء الأميركيين عارضوا اقتراحاً روسياً لتضمين قرار مجلس الأمن بنداً يشير إلى أن إزالة الأسلحة الكيميائية السورية خطوة مهمة نحو شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد