وزراءنا في حالة قلق: من سيبقى ومن سيغادر في التشكيلة الجديدة؟
الجمل- أحمد الخليل: ما ان انطلقت الحملات الاعلانية والدعائية لمرشحي مجلس الشعب (الدور التشريعي التاسع) وبدأت اللافتات والصور تغطي الجدران واللوحات الاعلانية، حتى بدأ الوزراء والمدراء بحملاتهم الكواليسية سعيا لطلب الدعم من بعض أصحاب النفوذ حتى لايغادروا مناصبهم في التغيير الوزاري القادم، فلقد تعبوا كثيرا وقدموا الغالي والنفيس للوصول لمناصبهم المرموقة التي تدر عليهم أسباب الرفاه والجاه باعتبار أن المنصب رأسمال يتميز بدورته السريعة دون أن تتعرض أصوله الثابتة للاهتراء أو التآكل لذلك أرباحه صافية فلا ضرائب ولا اصلاح ولا تعطل ولا حتى (بنشره)....
الان ومنذ بضعة أشهر يعيش بعض الوزراء وبعض المدراء قلقا يقض مضجعهم، فهل هم من الباقين أم من المغادرين الذين سيضاف الى اسمهم صفة سابق .. أي اضطراب يولده هذا السؤال وأية هواجس؟
وهنا تبرد همة السادة الوزراء والمدراء ويصبح التريث هو سيد الموقف في كل ما يتخذ من قرارات أو في كل ما يرسم من خطط ، حيث الانشغال طوال الاربع والعشرين ساعة بمعرفة اتجاهات الريح وكيف السبيل لا متطاء صهوة الجواد المناسب.
البعض من الوزراء يتذكر قوة الاعلام في (الربع ساعة الاخيرة) من عهده الميمون فيكثر من المؤتمرات الصحفية والتقرب زلفى من الاعلاميين الذي أصدر في عز توزيره القرارات التي تمنع اعطاء المعلومات لهم (كونه مؤتمن على الاسرار القومية) متناسيا هذا الوزير أو ذاك أن صحافتنا و صحفيينا لا يرفعون مسؤولا ولا يقيلونه بل تتوقف خطورتها (صحافتنا) عند حد (الشوشرة) و (الاشاعة) واضعاف ثقة الجمهور بهذا الوزير أو ذاك، فهي أي صحافتنا (بشقيها الخاص والعام) لم يسبق لها استطاعت الضغط على الحكومة من أجل اقالة وزير أو حمايته، مثلا أغلب صحفيينا وقفوا مع الدكتور عصام الزعيم فهل عاد اليه الاعتبار ؟!! مثال آخر آلاف المقالات والتحقيقات نشرتها صحفنا وتناولت الكثير من القضايا الاشكالية في عهد (المغفور له محمود الزعبي) رغم ذلك بقي في منصبه ثلاثة عشر عاما!! لا بل هو من عاقب الكثير من الصحفيين والكتاب وأوقفهم عند حدهم.
لذلك نقول لوزرائنا (الذين نحبهم كثيرا) اياكم والاحتماء بالصحفيين فالاعزل لا يحمي أحدا واسألوا (الزميل ابراهيم حميدي) و(الزميل نبيل صالح) والزميل حكم البابا وآخرين....(ان كنتم من أهل الذكر).
الوزير لدينا يتلبسه شعور بالمهانة ان هو غادر منصبه لقناعته ربما أن قيمته ومكانته الاجتماعية وحتى العلمية نالها من مركزه أو من مناصبه المتعددة وصولا الى رتبة وزير وهو يعرف حق المعرفة أن سيصبح شخصا خاويا تنفض عنه كل جوقات تمسيح الجوخ وفرق الدبكة اذا قررت الحكومة الاستغناء عنه.
ودرءا لقدوم ساعة لاريب في قدومها يستنفر الوزير أو المدير كل قواه وجهوده ومواهبه في العلاقات العامة لتحسين صورته واقناع بعض المسؤولين أنه الشخص الذي لابديل له فاذا أخطأت الحكومة وأقالته ستخرب الوزارة وتنهار لان مرشدها الروحي وراسم خططها ولىّ (هو مقتنع تماما انه الوزير الافضل).
أليس ما جاء آنفا يفسر لنا مواصفات المهنة المسماة وزير سابق؟ فلم أسمع عن وزير أو مدير عام حسب حدود معرفتي المتواضعة قد عاد الى عمله السابق أو انخرط بعمل جديد ، الكثير من المسؤولين السابقين يصبحون روادا دائمين في المقاهي ينتقدون الحكومة ويغازلون المعارضة ويذكرون الجمهور بخططهم التي لو أخذت بها الحكومة لكنا ننافس ماليزيا الآن أو على الاقل تركيا ويتهمون الحكومة بأنها وضعت على الرف كل مشاريعهم الطموحة وخططهم التطويرية على اعتبار أن لاأحد يتذكر هؤلاء الذين شغلوا ردحا من الزمن مناصب هامة أمضوا جل وقتهم في اختراع أحسن الاساليب للحفاظ على المنصب هذا بالاضافة الى توقيع البريد اليومي بالاخضر والاستماع الى التقارير الاستخبارية لشبكة (العواينية) التي أنشأها الوزير من متزلفي الوزارة الذين هم جوكر أي وزارة ولديهم دراية كافية بمواصفات كل وزير جديد!
الوزير يمضي سنته الاولى لمعرفة وزارته ومشاكلها وموظفيها وآليات عملها ويمضي سنته الثانية وهو يفكر بكيفية الحفاظ على منصبه فيما العمل يسير كالسابق بفعل آليات مستقرة كرسها مناخ عمل أساسه تقاطع المصالح وتقاسم الارزاق والوزير الشاطر هو من يدخل الى هذه الالية ويحافظ عليها لتحميه فتكون المنافع متبادلة والحماية أيضا، أما اذا سولت له نفسه وأراد تحطيم آليات العمل المستقرة فله الويل والثبور ، فمافيات الوزارة ستكمن له وتوقعه في شركها وسيخرج من الوزارة مدحورا تتقاذفه التهم يمينا وشمالا، هذا اذا لم يخرج مباشرة الى أقرب مشفى كما حصل مع وزراء سابقين!
بعض الوزراء يعرفون بدقة أسرار المناصب وتقلبات الدهر وموازين القوى وتفاعلاتها لذلك يتركون الامور كما هي فلا يبدلون ولا يعدلون و لايصرحون لوسائل الاعلام في كل يوم عن خططهم التطويرية والتحديثية فاهتمامهم ينصب بالدرجة الاولى على كيفية الحصول على أكبر كمية ممكنة من ثمار المنصب وغلاله فالزمن غدار وهو يعرف أن أقسى عقوبة لوزير هي الاقالة من منصبه والشاطر هو من يستفيد ويفيد وباعتبار أن دوام الحال من المحال يعد الوزير (الشاطر) العدة لليوم المشؤوم فيجهز خططه الاستثمارية بمساعدة أبنائه ويختار المجال الاكثر فائدة له ولعائلته بعد الخروج المظفر من الوزارة ويتحول من وزير سابق الى رجل أعمال يتقن العمل في ظروف وبيئة اقتصاد السوق (الاجتماعي) لاعنا مرحلة الفقر الاشتراكي ومنظمة دول عدم الانحياز ....
نخلص الى نتيجة مفادها أنه أمام وزرائنا الحاليين ثلاثة خيارات:
- التحول الى صفوف المعارضة واتباع النهج (الديمقراطي) حسب المواصفات العالمية.
- التحول الى شريحة رجال الاعمال حسب مواصفات اقتصاد السوق الاجتماعي.
- اذا تعذر البقاء في نفس المنصب تمتين العلاقة مع أصحاب القرار والمؤثرين في توزيع المناصب للانتقال الى السلك الدبلوماسي فمنصب سفير حالي مثلا أفضل بما لايقاس من كلمة وزير سابق.
الجمل
التعليقات
لو يعلم حق
تحية لكم في هذا
لو تم استنساخ 30
الحكومة كانت،
وماذا سيتغير
نريد أن تتم
نريد أن تتم
إضافة تعليق جديد