المواقع الالكترونية من جمعيات حقوق الانسان الى معامل دبس البندورة
الجمل : اعرف خلف علي الخلف شاعرا حداثويا و بالتحديد من جيل الثمانينيات هذا الجيل الذي مازال يرّوض قصيدة النثر و يبعثرها على مساحة جيلين متتالين هما التسعينات و الالفية, و ان كان هذين الجيلين لا يكترثان لذلك و لا يعترفان بجمايل شعراء الثمانينيات فذلك لان عصر الانترنيت بدأ و اخذ كل شئ في طريقه, و استطيع تسمية هذا العصر بأنه جيل الصورة الراكضة و الكلمات المضاءة و المفردات الهادرة و الكيبورد الرصين الواثق و الابدي و المتوازن عقليا و الذي لا يخطأ و لا يمل و لا يشرب او ينام , عصر المعلومة التي تركض قدامنا دون ان نمسك بها بها لنروضها كما رّوضنا جيلا كاملا دون الاعتراف بذلك. في الحوار مع الشاعر خلف ابتعدنا عن الشعر و ان كان انطلاقنا من تخومه, نحاول الاقتراب من هذا الضوء و تلك الشاشة التي تسمى ( الانترنيت ) هو حوار عن ازمة الكاتب القادم من خلف الورقة البيضاء و القلم الذي لا يعرف الكلمات و لا يتقن الالوان الى الكاتب الالكتروني الذي يجيد التهرب أو الهروب من سكين السلطة و يختبئ في ضوضاء المواقع الالكترونية التي ما عادت تفرق كثيرا بين الحرية الابداعية و ابداع الحرية .
1- أنت وبعض الأصدقاء تشرفون على موقع جدار الالكتروني، وهو بحسب ما يقال عنه حقق معدلات زيارة وقراءة مرتفعة نسبياً كموقع ثقافي، خلال عام واحد، وقد كتبتم مقالا عن ذلك في نفس الموقع، ورغم ذلك أرى أن جدار من المواقع السورية التي تعمل تحت الوصاية ( الرقابية ) السورية الصارمة، مع أنكم تغلفون ذلك بفتح ( هامش ) الحرية في بعض الزوايا (النقدية ) لنقاشات حول ( الفساد الثقافي ) كنتيجة طبيعية ( للفساد السياسي ).. أرى أنكم تتهربون من هذا ( السياسي ) و تختبئون في التفاصيل غير المهمة أبدا في حراكات ثقافية عابرة، كملف عن المسرحي سعد الله ونوس.
* في الصحافة الإلكترونية ليس هناك إدعاءات، هناك إحصاءات معلنة للجميع، يستطيع أي متصفح للموقع أن يراها ابتداءا من عدد قراء المقال الواحد، إلى عدد الزوار اليومي إلى معدل قراءة كل زائر، وبالتالي لا يمكن لأحد إدعاء عكس ما تسجله الأرقام، وإذا كانت هذه يمكن إخفاؤها، إلا أنها معلقة في زوايا جدار للجميع، لذلك لا إدعاءات بوجود الأرقام، وهذه ليست انتخابات سورية ( ولا شأن لي بمن يشبهنا ) ليعلنها " مسؤول ما "، فلا نستطيع إلا أن نهز رؤوسنا موافقين! أو نخرس صامتين حتى لمن لم يقتنع.
و إذا كنت تعتقد أن المطلوب من جدار تحرير الجولان، أو تحرير فلسطين السليبة من البحر الى النهر، ودحر القوات الامريكية في العراق! فللأسف ستعود خائباً! إذا لم تنطح " الحيط " أو ينطحك!.. أما إن كنت تعتقد أن جدار لابد له أن يكون حائط مبكى على الأندلس الفقيدة! فأيضاً سأنصحك بتجفيف دموعك بعيداً عن جدار، لأنه(حيط) ولن يستوعب لماذا تبكي! منذ انطلاقة جدار كتبنا أنه غير معني بشعارات الثورات، ولا بالثورات المضادة، ولا بشعارات الهتاف بحياة الزعيم أوالحزب القائد، ولا بتلك التي تنادي بسقوط الزعيم.
ورغم ذلك سأعلن بوقاحة أنه ليس لدينا سقفاً رقابياً، ولم نمتنع يوماً عن نشر مقال خوفاً من أحد حتى لو كانت الجهات المخولة بالحجب التي لا يعرف أحد على وجه الدقة متى تستيقظ ومتى تنام.؟ محددات النشر واضحة بالنسبة لنا: حد معين من جودة المادة ( من وجهة نظرنا كناشرين طبعاً ) والابتعاد عن المكرس سواء كان إسماً أو موضوعاً، وكذلك الابتعاد عن الانغماس في السياسي بشكله اليومي، لكننا لا نبتعد عنه بجانبه الفكري الثقافي، وبشكل شخصي أنظر للسياسة كـدون أمام ما هو ثقافي.. المثقف ناقداً " بالضرورة " و يجب أن يترك مسافة أمان عن وحول السياسة المتغيرة... لا نميل لنشر المهاترة والسباب، ولا حتى البطولات الوهمية، سواء كان ذلك سياسيا أو ثقافياً! وحررت مواداً صالحة للنشر من شتائم تطال أنظمة بعيدة عنا، وأشخاص لا يمكن أن يكون لهم تأثير علينا.. هذا يعني أني ضد لغة السباب، ودعني أقول لك بصراحة، لم يعد هناك رقابة على أي كاتب سوى الخوف من الاعتقال، فإن اجتاز هذا البرزخ المهول، فلا رقابة عليه!! لم يعد هناك كاتب يستطيع أن يدّعي أنه لم يستطع نشر مقالٍ مهما كان محتواه.. سواء تحمل مسؤولية النشر باسمه، أو نشره بإسم لاوجود له. ياسيدي صحافة الانترنت كشفت زيف هذا الادعاء.. ليس لدى الكاتب السوري والعربي أكثر مما يكتبه الآن حتى لو رفع عنه بعبع الأجهزة الأمنية.. قلت يوماً عن قناعة تامة أن عمل منذر عياشي في ترجمة علوم اللسان أهم من كل اشتغالات الجماعات المعارضة، وأضيف الآن بل وكل منظمات حقوق الانسان السورية. كما أن تعريف القارئ العربي بكاتب عالمي مثل رفيق شامي، أهم من بيانات الأحزاب التي تكاثرت كالفطر، ولا يدري عنها أحد خارج الأنترنت! ورأيي أيضاً أن إصدار أعمال رياض الصالح الحسين أهم من بيانات إعلان دمشق، ويمكن أن اضيف لك -من وجهة نظري- أن صفحة الكتب في جريدة تشرين الرسمية التي يشرف عليها خليل صويلح، بشروطها الحالية، ذات جدوى أكثر من مجمل صراخ " المعارضات " الذي لا يخرج جلّ ما تكتبه ( باستثناءات قليلة ومعروفة) أو تقوله ( أي المعارضات ) عن إطار الردح ضد السلطة، وهذا عدا عن إنّا حفظناه بصماً مثل شعارات البعث، فهو أسهل ما يمكن. وإذا كان ملف عن مبدع بحجم ونوس ليس مهما فلا أعتقد أن جعل جدار واجهة لتصريحات الاستاذ حسن عبد العظيم أكثر أهمية!
2- انتم تقولون دائما أن جدار ليس جدارا سياسيا، و رغم هذا فأنتم تدسون أصبعكم في كل صغيرة وكبيرة من الجهاز الإعلامي السوري مثلا دون أن تلامسوا الجرح الحقيقي الذي يشّل كل الأطراف ( الصحافة و التلفزيون و الانترنيت ).؟
* نعم ليس سياسياً! وحين تم ( إعتقال ) " مرآة سوريا " فكرنا مضطرين أن نغطي الفراغ الذي تركته، ولخلاف الآراء بيننا، تم استفتاء قراء جدار، اللذين رفضوا تحويل حتى جزء منه إلى سياسي، واحترمنا رغباتهم. نحن نشتبك مع ماهو ثقافي والأعلام جزء من هذا ..
ثم ماهو الجرح الحقيقي برايك؟ تغيير النظام! هناك عشرات المواقع السورية التي ترفع هذه الراية، ولم تستطع أن تغير تصاميم مواقعها الباهتة!
وأنا أفرّق بيني وبين جدار بشكل واضح، فبشكل شخصي أكتب رأيي في القضايا السياسية في صحيفة إيلاف في الغالب، بعيداً عن جدار، أقول فيه كل ما أريد، وأؤكد لك دون رقيب داخلي، ونادراً ما أعيد نشر ما أكتبه هناك في قسم جدار الصحف حتى! وهو قسم منفتح على الآراء السياسية التي تنشر في الصحف، ولا تحمل طابعا تعبوياً حتى لو كان معارضاً.
أعتقد أن الجرح الحقيقي بالنسبة لنا أن نقدم مادة تحترم القارئ، وتقرأ .
3- هل تشعرون أن موقع جدار قد أدى واجبه الإعلامي, وما هو الواجب الإعلامي لصحيفة الكترونية مثل موقع جدار في ظل هذا التناقض الذي يعيشه معظم المواقع الالكترونية السورية (شام برس، سيريا نيوز، و الجمل، و كلنا شركاء،... ).
* ليس لدينا واجب تجاه أحد، سوى القارئ الذي اعتاد أن يتصفح جدار، فنحن كما قلنا في بداية جدار لا نطمح إلا أن نرمي حجراً في مياه السكون.. ولسنا متناقضين، ولم نتستر خلف يافطات كبرى، ولم ندلس على القارئ، بل أعتقد أننا قدمنا ما يرضي هذا القارئ بشكل عام. ولا يمكن أن تشملنا مع المواقع السياسية.. بل لا يمكن أيضاً رميها في سلة واحدة فكلنا شركاء عاصرتها منذ أن كانت ملف وورد يعده المهندس أيمن عبد النور، ولم يقل الرجل أنه سيغير بـ ( النشرة ) النظام، بل لم ينكر أنه بعثي، وقد أدت دورا إيجابياً حينما لم يكن هناك أي موقع سوري شبيه، ونشرت للجميع بل لا أظنها تركت شيئاً لم تنشره! الجمل جاء متأخراً " بما حمل " وغطى جزءاً من فراغ " مرآة سوريا "، ولم يخف هويته، غير أنهم معنيون أن يستمروا أيضاً، وهو يتوجه الى القارئ السوري بشكل أساسي، ولا يريدون أن يلاقوا مصير المرآة، وأعتقد أنهم محقون في ذلك. المواقع الأخرى، سواء سيريانيوز أو شام برس ( ودعني لا أتحفظ ) هي رسمية تقريبا من الباطن تعتمد على عطش القارئ السوري، الذي لم تبق له سلطات الحجب الأمنية ما يقرؤه، فلم يبق أمامه غيرها! وهي تقدم خلطة براغماتيه، تربط القارئ، فتجد فيها العداء لامريكا والامبريالية وربيبتها الصهيونية ( والقارئ العربي بشكل عام يطرب لهذا )، وللرئيس السنيورة كذلك، وقوى 14 آذار... وتضع بجانب ذلك خبراً أو تحقيقاً أو حتى مقالاً ينتقد أمين شعبة أو شرطي مرتشي أو شارع غير مزفت أو بلدية تل كلخ أو بلدية دمشق ومن الممكن أن يصل سقفهم الى وزيرة العمل! مثل هذا وأكثر تجده في الصحف الرسمية، لكن القارئ السوري كره الصحافة الرسمية، فكانت هذه المواقع بديلاً ظاهرياً غير رسمي! وبشكل شخصي أجد الصحف الرسمية أكثر مصداقية منها، فهي لا تخف هويتها. نحن منبر ثقافي مستقل، هذا ليس ادعاءاً، ولم نقل أننا صوت الحق والحقيقة وصوت الدفاع عن لقمة الشعب، أو أننا مع الجماهير لتحرير الأرض والإنسان! بل أعلنا أن للناس ربٌّ يسطفل فيهم هم ونظامهم.
3- في مقال لكم ( على جدار ) تهكمت على بيانات المشرفين الجدد على المواقع الالكترونية ووصفتهم ( بأنهم يشبهون أصحاب الرطانات السياسية )، وذكرت أن منتديات أعضاؤها ( الملثم والأهبل والمصيريع...) لم تخجل أن تعلن أنها تناضل من أجل نهوض الأمة العربية, على أية بقعة يقف جداركم من هذه المواقع ؟
* نعم، لم ندّع هذا بل كنا ضده، فغالباً تحت ظل هذه الرطانات الكبرى تجري مجازر، وتسرق الناس، وتستغفل، أو تمرر مصالح شخصية على الأقل، من جمعيات حقوق الانسان الى معامل دبس البندورة.. مروراً بالمشاريع الثقافية " الكبرى ".. وبالأمس كنت أقرأ ( لرجل أعمال سوري ) تصريحاً رناناً بعد أن كاد مع مجموعة كبيرة أن يلتهموا شبكة الانترنت ( الملتهمة أساساً ) أن القطاع الخاص درع الوطن الحصين والـ بلا بلا ... رغم أن الكل يعرف أن القطاع الخاص أفسد من القطاع العام، بل عبر رجالات القطاع الخاص تمت تغطية النهب والفساد وعبر التشارك معهم تمت صياغة " اقتصاديات " الفساد، والقطاع الخاص لم يكّون ثرواته إلا من الفساد. ثم أن كل الأنظمة التي استعبدتنا كانت ترفع شعار النهوض بالأمة، وتحرير كل شبرٍ من الأراضي المغتصبة! ولم تنهض إلا بكراسيها على عظام الناس، وبثرواتها التي تكدست في بنوك الغرب الأمبريالي الذي كانت تحاربه عبر الخطابات الموجهة للجماهير.. ببساطة لا نريد التدليس على أحد، ولم نقل حتى أننا أصحاب مشروع ثقافي أو تنويري، ولا نخوض في رطانات القومية العربية.. نحن نقدم ما نعتقد أنه جدير بالقراءة فحسب
4- المواقع الالكترونية السورية تذكرني بقناة الجزيرة القطرية, عندما كنا ( مع الموجة ) نشتمها و نصِفَها بأنها قناة مشبوهة و ممّولة من الموساد الإسرائيلي, لكن مع العدوان الأمريكي على العراق تبدلت نظرتنا و تغيرت مواقفنا من القناة ورحنا نقول من جديد: بأنها اشرف قناة فضائية عربية و أنها القناة الوحيدة التي تدعم المقاومة العراقية و تفضح الزيف الأمريكي للديمقراطية, و أظن أن معظم المواقع الالكترونية كما هي الحال مع القنوات الفضائية, تمارس ( البغاء ) الإعلامي من اجل النظر إليها بأنها وطنية من الداخل و ديمقراطية من الخارج.
* للأسف كنت بشكل شخصي في موقع مغاير في الحالتين. إذ كنت أرى في الجزيرة في بداية انطلاقتها عصراً إعلامياً جديداً، ( وهي بلاشك أثرت كثيراً في الإعلام العربي ) ربما لأنها كما ذكر حكم البابا في مقال له نكّلت بالحكام العرب بداية، ثم لم أعد أسمعها إلا مجبراً حينما أصبحت شريفة على ما يقول السؤال.
نحن لسنا بحاجة لشهادة وطنية من أحد، ولا أحد لديه ختم الوطنية كي نحمل ( معروضنا ) إليه كي يعترف بوطنيتنا بختمه، كما أننا لسنا بحاجة لأن يعترف بنا أحد في الخارج كديموقراطيين، ولا نحتاج تمويلاً كي يشترط هذا الأحد علينا أن نكون ديمقراطيين، ولا نطمح لتأسيس حزب أو جمعية حقوق إنسان .. ولا نطمح لكرسي قادم كي نبتكر صورتنا الديموقراطية، وأعتقد أننا سنظل في الهامش، سواء جاء الديمقرطيون أو بقي ( الجمهوريون )!. لكن دعني أضيف لك أن " المعارضات " السورية ليست أحسن حالاً من النظام الذي تريد تغيريه فهي إقصائية مثله، فكل تجمع منها يقصي الثاني، والكل يحمل ختم الوطنية في جيبه ( مثل ختم المختار ) يختم لمن يشاء ويمتنع عمن يشاء، بل أن تجمعات حقوق الإنسان هي مشاريع شخصية في الغالب، ولعلك تقرأ يومياً بياناتهم وانشقاقاتهم، وأخبار الاستيلاء على رئاسة الجمعية وتمثيلها، الذي يتم عبر احتلال الإيميل الذي أصبح بديلاً للإذاعة في عصر الانقلابات الثورية! كل ما سلف لايقلل من احترامي الشديد جداً لكل من قضى ساعةً في سجون النظام. ولكل من عمل أو كتب أو دافع عن مصالح الناس ولم يتستر بالصالح العام ليمرر مصالح شخصية فهؤلاء مثلهم مثل موظفي السلطة الفاسدون..
والمثقفون السوريون في الغالب إقصائيون أكثر من نظامهم.. لسنا مضطرين أن نجامل أحداً، كي يرضى عنا، وكذلك لا يستطيع أحد أن يزاود علينا في نقد النظام.
5- مضى أكثر من سنة على ولادة ( جدار ) ما الذي أضافه هذا الموقع إلى سلة الإعلام الالكتروني، وهل هذه الإضافة كانت كافية أن يكون جدار إلى جانب المواقع الشهيرة في سورية ؟
* لن أتواضع كثيراً، نعم أضفنا الكثير، وأنا ومن بقي من الأصدقاء في جدار ( سوزان خواتمي – علي سفر ) لسنا راضين تماما عم قدمناه لكن يحكمنا الشرط التقني، والتفرغ كذلك. قدمنا حوارات وملفات مهمة يندر أن تجدها في أماكن نشر " عريقة " ولديها تمويل ضخم، وقدمنا كتاباً شباباً لم ينشروا من قبل، وقدمنا ترجمات لافتة.. نصوص سردية وروائية متميزة.. مواد سينمائية لا تجدها حتى في الصحافة المتخصصة بالسينما، وكتبت عنا صحف كبرى وعديدة، ومواد جدار ينقل منها الكثير إلى مواقع ومنتديات ومدونات بل وصحف ورقية أيضاً، رغم أننا بعيدون عن الإثارة السياسية. الأهم أننا قدمنا للقارئ مواداً لا تستهتر بعقله وذكائه، مرات قليلة تلك التي احتج بها القارئ صارخاً: ماهذا ياجدار؟ رغم أننا لا نمارس رقابة مسبقة على التعليقات..
وفي هذا كله كنا خارج التحزبات سواء الجغرافية، أو الإثنية، أو الدينية، أو الايديولوجية وكذلك لم ننغمس في الشلليات الثقافية.. ونعد بالكثير بعد أن نطور الموقع تقنياً. الذي يقوم الآن على دعم تطوعي من جندي مجهول يدعى وسيم حسن، فلا أموال لدينا لنقدمها لشركات البرمجة، ولا نقبل رعاية جهات " ناهبة " للبلاد وتريد أن تبيض صورتها وأموالها عبر رعايتها للثقافة...
6- هل أنتم معي أن الكاتب السوري ( المقموع ) ورقياً يستطيع أن يغير شيئا من حياتنا الثقافية الراكدة ضمن ( الحرية ) المشبوهة الكترونيا ؟
ـ رغم أن السؤال استنزافي وزئبقي بمعنى ( لا يمكن مسكه ) ولا يريد أن يعترف بشيء، لكني بوضوح أكثر أقول مضى عصر الكاتب، ولم يعد بإمكانه أن يؤثر على دجاجة، ولم يعد ممكنا له أن يؤثر على أطفاله داخل بيته.. نحن في عصر الفضائيات، ومحتوى الانترنت العربي لا يتجاوز بكثير الواحد بالمئة من المحتوى العالمي.. إن دولة مثل سنغافورة قدمت لشعبها المرتاح مالياً مشروعاً اسمه التغطية الذكية لكافة أراضي البلاد مجاناً، بينما الانترنت في بلادنا على فقرها وسيلة للنهب، والقارئ العربي عموماً يتمركز في منتديات " الهلس " والتشات، والمواقع ذات المحتوى الجنسي، وكذلك صحف الأثارة والبروباغندا.. فعن أي تغيير تتحدث !!! الكتابة ( والنشر كذلك ) بالنسبة لي لا تخرج عن كونها شغباً غير مجاني.
حوار :ابراهيم حسو
الجمل
التعليقات
يا سيد خلف لا
لا اعرف ما ذا
إضافة تعليق جديد