كليب انتخابي سوري نجومه نواب مزمنين يزدادون شباباَ
الجمل- أحمد الخليل: لم يفلح تلفزيوننا الوطني على مدى عمره الذي يوشك على الخمسين بانتاج برامج منوعات يحاكي فيه جيراننا من فرسان هذا المجال نظرا لاننا نحن السوريين جديين وعبوسين بعض الشيء ولا نتحلى بخفة الدم التي يتحلى بها اخواننا المصريين أو الدلع المنوعاتي الذي يتصف به اخواننا اللبنانيين ....
وأمام هذا الفقر المدقع في برامج خفة الدم والفرفشة تنطح مجلس شعبنا الموقر لهذه المهمة وامتلك زمام المبادرة... لكن مشكلة مجلسنا أن برنامجه المنوع يطل علينا كل أربع سنوات نظرا (للكحتتة) التي يتمتع بها، فهذا (الفيستيفال) الذي يضاهي برنامج ستار أكاديمي اللبناني من حيث المتابعة وتفاعل الجماهير كان حري بالقائمين عليه أن يكون عرسا دوريا (مثلا كل شهر أو على الأقل كل عام) كونه أفضل برنامج منوع في سورية...
واذا كانت برامج المنوعات تتحفنا بالجميلات وبالشبان الوسيمين فان مرشحي مجلس شعبنا والحق يقال هم النخبة الجميلة من شعبنا أو قل هم حصيلة تلاقح حضاري عمره أكثر من ثمانية آلاف عام، فمن يدقق النظر في صور المرشحين يعتقد أنهم من عائلة واحدة لشدة التشابه بين الوجوه رغم الاختلافات الطفيفة الناتجة عن اختلاف الاعمار أو أذواق مصممي (اللوك)... مثلا اللحية الخفيفة الدالة على مسحة الايمان أو الشَعر المسّرح بالجل الدال على جيل الشباب أو النظرة الحالمة الرومانسية مع ابتسامة خفيفة تدل على التفاؤل بالمستقبل
وحبا بالخصب وتمسكا بالحضارة الاسلامية يسيطر اللون الأخضر على خلفيات صور المرشحين وكأنهم يعدون العدة لغزوة جديدة تقوي من شوكة الاسلام في ظل هذا الهجوم المعولم علينا نحن أمة المستضعفين في الارض.
المرشحون يعرفون حالة المواطن السوري والتي تؤدي للعبوس والقنوط واليأس والتجهم لذلك هم يدعونه للفرح والابتسام والتفاؤل سعيا للتوازن النفسي ولهذا لم يلجؤوا الى الطريقة التقليدية السمجة والتي هي البرنامج الانتخابي أسوة بالانتخابات في كل أرجاء المعمورة وهدفهم نبيل (لكي لايزيدوا من الضغط على المواطن المسكين (موناقصوا) كما أن البرامج الانتخابية عادة غربية مذمومة وتسبب وجع الرأس اذا ما حاول النائب (الناجح) تطبيقها فشعار المرشحون المفضل هنا (ما متنا ولكن شفنا مين مات ) فليس من البطولة بشيء القاء أنفسنا بالتهلكة كما فعل آخرون كرياض سيف والحمصي...)
جولة شوارعية
عندما شعرت بالملل بعد جلوس ساعات في المنزل متجولا بين مواقع الانترنيت قلت أسلي نفسي بالتجوال العشوائي في شوارع دمشق وبذلك أضرب عصفورين بحجر الاول: محاربة الملل والثاني التأمل في لافتات وصور المرشحات والمرشحين الذي سيتربعون على عرش القلب أربع سنوات غير عجاف..
أول ما يلفت الانتباه في اعلانات المرشحين هو التأكيد على مهنة المرشح كجواز سفر الى قلوب الناخبين.. وباعتبار أن شعبنا يقدس العلم ركز المرشحون على المهن العلمية مثلا ( مرشحكم المحامي ...مرشحكم المهندس....الطيار المدني...المرشح الدكتور....) أو (الصناعي....رجل الأعمال....)أو الشيخ الدكتور....
شعارات مكررة لمرشحين مكررين
من يتجول في شوارع دمشق نادرا ما يلفت انتباهه اسم مرشح جديد فالغالبية هم مرشحو الدورة السابقة ولا جديد في صور المرشحين الا تغيير (اللوك أو البوزات) كما لم يطرأ أي تعديل على أشكال وسحنات المرشحين كونهم أولاد عز لا تغير السنين من نضارة بشرتهم أو وسامتهم، والشعب عموما أو الناخبين السوريين لا يحبون تغيير الوجوه كثيرا أو التجديد لاننا شعب محافظ شعارنا الدائم (اللي بتعرفوا أحسن من اللي بتتعرف عليه) فبعد عشرة عمر طويلة مع نوابنا وبعد الخبز والملح من غير المعقول التخلي عنهم بسهولة واستبدالهم بنواب جدد!! فهل يستطيح أحد منا مثلا أن يتصور مجلس شعبنا دون دياب الماشي الذي أصبح أحد أعمدة الصرح النيابي السوري والمثال الفاقع لثبات ورسوخ التجربة الديمقراطية بخصوصيتها السورية؟!!
شعارات نوابنا تتميز بعشقها للبلد وايمانها بالمستقبل وعزمها على التطوير والتنمية (بلدنا معا نبنيها (قائمة الشام)- مكافحة الفقر والبطالة والغلاء والفساد (المخرج خلدون المالح)- معا نبني الوطن (د.رفلة كردوس) – صناع السياحة (محمد حسان نحلاوي) – لا للشعارات نعم للعمل- نحو تطوير الأداء وخدمات التعليم والصحة- الكفاءات الشابة...
شعارات وطرائف
تحت جسر المشاة في شارع الثورة كتب المرشح ممدوح محسن على لافتة بيضاء متسخة :
وشاري الصوت أنسانا بأن الكل إنسانا
سندحره ونــــــــهزمه اذا ما الله أحيانا
لن تطفئوا بنفخكم نور القمر يامن نزعتم لوحتي أو الصور
التو قيع أخوكم ممدوح 7/4/2007
مرشح آخر اكتفى بوصف نفسه بـ (صوت العمال الحر)
أما المحامية والكاتبة كما وصفت نفسها (هدى طه الكسيح) فكتبت تحت صورتها (إن أحسنت فأعينوني) ولم تكمل ....
المرشح ابراهيم القبيطري لم تعجبه الشعارات فاكتفى بكتابة اسمه وتحته شهرته (الملقب أبو يحيى) على طريقة قبضايات الحارة ..
الغضنفر (الفنان النقيب محمد صباح عبيد) استحلى اللعبة بعد تعيينه نقيبا للفنانين السوريين فزج نفسه في اللعبة (الديمقراطية) مكتفيا بشعار (ان صوتا واحدا حرا أكثرية) ربما لقناعته بقلة جمهوره!! والطريف أن عبيد من محافظة حلب أو حسب البعض من الحسكة ولكن رشح نفسه عن مدينة دمشق نكاية بقائمتي الفيحاء والشام..
المرشحة المحجبة فايزة علي فارس استعاضت عن الشعار بنظرة غضب من عينين ثابتتين تجلد فيهما الناس المزدحمين الراكضين خلف السرافيس في موقف برزة وحي تشرين وكأنها تتوعد كل من يحيد عن الصراط المستقيم.
على فوق لافتة فايزة قرأت شعارا يقول غفران أمانة!! استغربت من الشعار فعدت ودققت النظر لاكتشف أنني أصبت بخداع بصري فغفران أمانة اسم مرشحة وليس شعارا!! وكتبت وصال أرسوزي مع صورتها (دم جديد لوطن حر)، وأهم اكتشاف اكتشفه خلدون المالح في حملته الانتخابية هذه الدورة هو (الايمان بالله يجمعنا)
تشويش انتخابي
أمران اثنان شوشا على (الهارموني) الانتخابي أثناء تجوالي المسائي في شوارع دمشق الاول مصادرة شاحنة المحافظة لبسطات وعربيات الباعة والشتائم المتبادلة بين الباعة وشرطة المحافظة أو توسلات البعض و لامبالاة الشرطة
والثاني الاعلانات الكثيفة والمتداخلة مع اعلانات المرشحين لمسرحية همام حوت الجديدة (عربي...وشوية كرامة) لدرجة أن المرء يعتقد نتيجة الكرنفال الانتخابي أن همام حوت مرشحا وشعاره (عربي...وشوية كرامة).
ناخبين (لا تصويت مجاني)
كما أن لكل مرشح شعار فالكثير من الناخبين (الاثني عشر مليونا) اتخذوا لحملتهم التصويتية شعارا يقول : ( لا تصويت مجاني)
خالي أبو تمام المستجير من رمضاء الاشتراكية ـ التي التحفها أربعين عاما عامدا متعمدا لقناعته اليسارية بالعدالة الاشتراكية ـ بنار اقتصاد السوق الاجتماعي التي فصّله لنا مرشد الاقتصاد السوري زميلنا الصحفي السابق عبدالله الدردري
حلف بأيمان غليظة (خالي) أنه لن يمنح صوته لاي مرشح بأقل من ألف ليرة سورية!! مبررا ذلك بأن هذا المبلغ هو الفائدة الوحيدة التي سيجنيها من نواب الدور التشريعي الثامن.
بينما بدأ مندوبو بعض المرشحين بوضع سعر ابتدائي للبطاقة الانتخابية الواحدة مقداره (400) ل س ستزيد طبعا مع تزايد حرارة الحملات الانتخابية لتصل ذروتها في اليوم الثاني للاقتراع، ففي الدورة الماضية وصل سعر الصوت الواحد في الساعة الاخيرة من الانتخابات الى خمسة آلاف ليرة سورية.
فرصة عمل مؤقتة لبطالة دائمة
أم أحمد عاملة تنظيفات تعمل بالمياومة في احدى مؤسسات القطاع العام قالت بأنها ستعمل مع أحد المرشحين كمندوبة بثلاثة آلاف ليرة سورية ليومين وهذا المبلغ يوازي راتبها مع متعهد التنظيفات في المؤسسة كما أعلنت بأنها ستحاول اقناع أقربائها وجيرانها بالتصويت لمرشحها (وكلهن بتمنو).
بعض خريجي الجامعات وبعض المسجلين في قوائم مكاتب التشغيل وجدوا في انتخابات مجلسنا الموقر فرصة عمل مؤقتة ريثما يضحك لهم الحظ في احدى جهات القطاع العام فبالاضافة الى الاجر المقطوع الذي سينالونه من المرشح فهناك (كمسيون) على الاصوات التي سيحشدونها لمرشحهم وبهذا يعيشون في بحبوحة عدة أيام تلي انتهاء الانتخابات.
أما المستفيد الأكبر من انتخابات مجلس الشعب فهم الخطاطون ومكاتب الاعلان وبعض الصحفيين ومصممي الاعلان ...فالانتخابات بالنسبة لهم موسم دسم ماديا ومعنويا حيث تتجلى مواهب فناني الخط العربي بتشكيلات متعددة وغنية وتتجلى مواهب مصممي الحملات الاعلانية وقدراتهم في التأثير على الناخب وعلى ميوله كما تتجلى مواهب بعض الصحفيين في الشعارات التي يختارونها لمرشحيهم أو بعض البيانات التي يرون أنها تستميل الناخب وتدغدغ رغباته، هذا غير استطلاعات الرأي التي يطالعنا بها كل يوم زملائنا في الصفحات المحلية في جرائدنا الحكومية وعنوانها العريض (ماذا يريد المواطنين من أعضاء مجلس الشعب) وبالتالي يزداد استكتابهم في شهر الخير والعطاء هذا ...بينما يستمر بعض الساخطين بمتابعة تطنيشهم وسلبيتهم وهم على يقين من نجاح قائمة الجبهة نظرا لاقبال الجماهير الغفورة على تزكيتها واختيارها بالحبر السري في الصندوق الزجاجي الشفاف.
الجمل
التعليقات
حلحلها يابتاع
أطرف مرشح رأيت
لك يا جماعة ليش
اطرف مارأيت من
يا ترى إذا قمنا
إضافة تعليق جديد