برج بيزا السوري

كتبت نفس العنوان في تعليق آخر، وعدت لأكتبه هنا. يبدو أن أستاذنا المشاغب نجح في استثارة الأفكار في عقول الشباب السوري، وهذا ما نريده، لكن وللأسف يصر البعض على المطالبة بالديمقراطية، ومعاداتها بآن واحد. لذلك وبعد إذن الجميع، أود أن أذكر بمثال ذكرته سابقاً، نقلته عن الإعلامي رفيق نصر الله بخصوص الديمقراطية: عندما سألوا بسمارك عن الديمقراطية قال (الديمقراطية تعني: عشرة حمير يغلبون تسعة بسمارك). مع عدم رغبتي بذلك لكني أجد نفسي مضطراً للمساس بهذا المفهوم المقدس المسمى "ديمقراطية"، فحسب معرفتي تنتج الديمقراطية عن حكم الأغلبية في المجتمع، فهل تم تطبيق هذا المبدأ في أي مكان من العالم عبر تاريخ الإنسان (المعروف)؟ خذوا ما شئتم من الدول، من الامبراطوريات الرومانية والفارسية والعثمانية والعربية الإسلامية، وما قبلها وما بعدها، فهل وجدتم مثالاً واحداً يستحق أن يقال عنه (مثال للديمقراطية؟) الولايات المتحدة تنادي بالديمقراطية للسوريين وتحريرهم من (الحزب القائد)، فهل يعني وجود (حزبين بدل حزب واحد) أن هناك ديمقراطية؟؟ وإذا لم تكن جمهورياً فأنت ديمقراطي أو أنت لا شيء، فهل هذه هي الديمقراطية؟ القارئ المتمعن لتاريخ الدول والكيانات السياسية في الحضارات البشرية منذ معرفتها يجد أن تنسيق المجتمعات يتم عن طريق القيادات سواءً المنتخبة منها أو المفروضة على الشعب بالطريقة الملكية، حتى وإن اختلفت قرارات القيادات بعد الانتخاب عن نظرة الشعب (لديكم مثال في الحرب الأمريكية على العراق واحتلاله). أما إذا ابتعدنا عن مناقشة الديمقراطية كفكرة، فالمشهد الآن كالتالي: 1- تم تفريغ الـ"فورة" السورية من كل معنى وطني بعد استقبالهم السفيرين الأمريكي والفرنسي 2- تم تفريغ الـ"فورة" السورية من كل معنى علماني بعد أن أثبت غالبية من في الشارع ارتهانهم لتعليمات صاحب مفارم اللحم (العرعور). 3- تم تدريجياً سحب الغطاء الدولي عن الـ"فورة" السورية بعد تصريحات كلينتون أنه لا يمكن عمل شيء من الخارج والأمر منوط بالشعب السوري 4- مهدت الولايات المتحدة الأمريكية الغطاء لنفسها ولكافة الدول الغربية بالانسحاب الكامل من دعم الـ"فورة" السورية بعد التصريح الغبي الذي أصدره الظواهري، والذي يناقض نفسه بنفسه فيما يتعلق بالقائد الأسد فتارة يراه عميلاً للأمريكان الصليبيين، وتارةً يرى أن الأمريكان الصليبيين يريدون تغييره ليضعوا مكانه عميلاً، وفي الحالتين يؤكد دعمه لـ "فوار" سورية. 5- تم كشف الغطاء الوطني عن غالبية "المعارضين المستقلين" الذين احتجوا بعبارة "تحت سقف الوطن" منذ فترة ليمرروا ما لديهم من أفكار محركها الوحيد هو الانتقام لسنوات القهر التي عانوها من "القيادة السورية" (أنا أرفض كلمة نظام سوري)، فهذا يخرج إلى تركيا ليؤسس حكومة ظل، وهذا يرفض تسمية الجمهورية العربية السورية بـ"العربية" (أصبحت العروبة جريمة الآن)، ومدير فرن الصفيحة (مع احترامي لكافة المهن) لا يرضى أن يلقي نظرة على القوانين الجديدة ولا حتى من باب الفضول، بل يكتفي برفضها جملة وتفصيلاً، وأحدهم لا يزال لم يستقر على رأي، فمرة يطالب بسحب الجيش وإحضار الوسائل الحديثة من (خراطيم الماء)، ومرة يتشدق بأهمية تدخل الجيش لاستعادة الأمن، وبالرغم من معرفته بانفصال إصدار القوانين عن التعديل الدستوري، لكنه يرى أن القانون غير كافي ما دام الدستور لم يعدل (وهو المطالب مع رفاقه بالتصويت على تعديل الدستور)، إلى ما هناك من المشاهد الهزلية التي وصلت إلى حد المسرحية التافهة التي نضحك على سخافتها وليس على هزليتها. 6- بقيت الإصلاحات التي وعدت بها القيادة السورية ممثلةً بشخص السيد الرئيس وطاقمه مناطةً بهذا الفريق دون غيره (بعد انسحاب غالبية من كانوا يدعون الوطنية والقلق على مصلحة البلاد)، يساعدهم في ذلك قلة قليلة من الوطنيين الذين لا يزالون يحافظون على مبدأ "يهمني مصلحة البلد ولا تهمني تسمية مؤيد أو معارض". والنتيجة النهائية؟ مرة أخرى (ولن تكون الأخيرة)، تتكسر المخططات على جدار القلعة السورية، وسواءً كان البرج السوري مائلاً أم مستقيماً، فهو محمي في الداخل، ولن يقوم بتصحيح الميلان أو تدعيمه سوى من هم داخل القلعة (وليس كل الموجودين في سورية داخل القلعة). نعتذر للإطالة أبو مجد

سيدي استمر في الكتابة ... استمر في العقلانية ... لأجلنا .. لأجل هذا الوطن المسجى بين كهوف الجاهلية وبريق المستقبل ... علنا في النهاية .. نخرج من هذه الظلمة ..

شوفو يا شباب سلمية أخونجية حماه عم يرمو جثث بنهر العاصي وهي الجثث مو بس لعناصر من الجيش لأي آخر بيغضب عليه الرب وبيكون بحماه http://www.youtube.com/watch?v=07ThqmvtKFE