(CNN) تسخر من تدريب «المعتدلة» 54 مقاتلاً ينوون مقاتلة النظام بعد القضاء على داعش..!!
تتواصل فضائح وفشل مشروع أميركا تدريب الإرهابيين بملايين الدولارات ممن سمتهم «المعارضة المعتدلة»، فلم تقف عند فضيحة تسميتهم بـ«الفرقة 30» رغم أن عديدهم البالغ 54 مقاتلاً لا يكفي لتشكيل جماعة أو كتيبة عسكرية، وأقل بكثير من أن يشكل خطراً وقوة ضاربة للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، حيث اختطف أكثر من نصف مقاتلي «الفرقة المعتدلة» بما فيهم قائدها من «جبهة النصرة» وقتلت بعضهم قاطعةً الطريق عليهم لـ«مقاتلة» داعش.
وأمام هذا السيل من الفضائح يبدو أن واشنطن لم تقتنع بعد بفشل مشروعها وعدم قدرته على تغيير المعادلات على الأرض، فسارعت بمجرد إعلان «المعتدلة» أن «الأخوة» في النصرة أطلقوا سراح مختطفيهم، لترسل قناتها الإعلامية الضخمة (CNN) وتلتقي بهؤلاء المقاتلين الذين أعلنوا أن هدفهم ليس فقط القضاء على داعش، بل مواصلة القتال لـ«إسقاط النظام السوري» بعد ذلك، ليكون السؤال: هل هي «سقطة إعلامية» من (CNN) كبرى الشبكات الإعلامية الأميركية، أم هي «استهزاء» من الشبكة على سذاجة الطرح الأميركي؟
وبعيداً عن السخرية، تجدر الإشارة إلى أن واشنطن سبقت وذكرت مراراً أن مقاتليها «المعتدلين» ليسوا موجهين ضد الدولة السورية بل فقط ضد داعش، ولكن أحد هؤلاء المقاتلين أكد لـ(CNN) أن هدفهم بعد داعش هو النظام السوري، كاشفاً للمحطة الأميركية أن هؤلاء المقاتلين مزودون بأجهزة تتبع GPS ليتحولوا إلى قرون استشعار لطيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن لضرب داعش، لتحديد مواقع الإرهابيين لقصفهم. ونشرت (CNN) في تقريرها أمس صورة قالت إنها الأولى للمقاتلين الأربعة والخمسين الذين دربتهم وسلحتهم أميركا وكلف الواحد منهم قرابة المليون دولار، لتعترف القناة بالقول: «لكن لا يوجد ما يكفي منهم حتى الآن لإقلاق تنظيم داعش».
وتكمل اعترافها بفشل المشروع بالقول إنه: «في الحقيقة.. اعتقل بعضهم مؤخراً من جبهة النصرة الموالية للقاعدة، بعد معركة أوضحت إخفاق البرنامج الذي كلف واحداً وأربعين مليون دولار». وبعد ذلك تلتقي (CNN) بأحد هؤلاء ويدعى أبو إسكندر، ليتحدث عن 17 ألف سوري ممن يريدون الانضمام لبرنامج التدريب. وفعلاً سبق لواشنطن أن الأعداد المرشحة لبرنامجها قد تصل لهذا الرقم لكن عملية انتقاء غير المتطرفين والذين «لن تقلق» واشنطن كما تدعي من تحولهم لإرهابيين خفض الرقم ليكون «الفرقة 30»!.
واعتبر الإرهابي أبو اسكندر أن التدريب بطيء جداً، وهم بحاجة إلى تخفيضه من خمسة وأربعين يوماً إلى ثلاثين فقط، وكذلك يريدون زيادة أعداد المتدربين، فمثلاً بدلاً من أن يكون عدد من تدرب في الأردن 85 شخصاً، كان من المفترض أن يكون 500 هناك، و500 آخرين في تركيا، وفق رؤيته، تحدثاً عن تقديره ورفاقه «المعتدلين» لما سماها «جهود المساعدة، لكن الأمر يجب أن يجري بسرعة أكبر».
وعن حقيقة دور هؤلاء تحدثت (CNN) أنهم يشكلون جزءاً مهماً من إستراتيجية الولايات المتحدة ضد داعش، فبإمكان الطائرات القصف كما بوسع الطائرات دون طيار المراقبة، لكن دون التحالف مع مقاتلين سوريين ممن على استعداد لأن يكونوا على أرض المعركة لطرد داعش، فكل ذلك يعتبر عديم الفائدة، وحتى الآن يوجد نحو 40 منهم فقط في سورية. ثم تحدث تقرير القناة الأميركية أنهم وبمجرد دخولهم سورية بعد التدريب قامت النصرة باعتقال أكثر من نصفهم وقتلت خمسة منهم، قبل أن تعود وتطلق سراحهم أول من أمس. في مسعى من قبل النصرة على ما يبدو لتقديم ورقة حسن سلوك لواشنطن وأنقرة لعلهم يعودون لسياستهم القديمة بتبييض صفحاتها ونزع صفة «الإرهاب» عنها. وتواصل (CNN) تقريرها في أسلوب يظهر سخريتها أكثر من الفشل الأميركي لتقول: إنه «على الرغم من البداية السيئة، إلا أن أبا إسكندر عازم على المواصلة»!، مبينةً أن الأميركيين يراقبون تحركاته باستخدام جهاز GPS على معصمه وسترته، ويقوم بتزويدهم بأهداف للغارات الجوية.
ورغم أن أبا إسكندر لم يتجاوز مشكلة النصرة إلا أنه شطح في خياله مع (CNN) ليقول إنه «يذهب إلى الخطوط الأمامية لمواجهة داعش، ويزود الطائرات بتلك المواقع حتى يتم قصفها»، كاشفاً أنهم يمتلكون أجهزة أقمار صناعية متطورة، لاستهداف أي مكان في تلك الخطوط، وهناك اتصالات مع الأميركيين كل ساعة، تستغرق كلها 4 ساعات في اليوم.
وتقول القناة الأميركية: إن هذه الوحدة المجندة من البنتاغون مسموح لها أن تقاتل داعش فقط، «وعلى الرغم من هذا القيد، إلا أن أبا إسكندر مصر على القتال ضد النظام السوري.. ويقول إن الجزء الثاني من مشروع التدريب هو أن يقاتلوا جميع من يقاتلهم مثل النظام.. وإنهم سيقومون بالاستحواذ على مناطق من داعش لمواجهته، بحيث لن يقفوا مكتوفي الأيدي في ذلك»!!.
وكالات
إضافة تعليق جديد