7 %من مواطنينا مصابون بالربو
كالعادة نعاني من قلة الدراسات والابحاث حول معدلات تلوث الهواء في الساحل السوري، ولكن ماهو مؤكد وجود تلوث هوائي موضعي شديد وشبه دائم في المناطق الصناعية والسكنية الكثيفة، و تلوث هوائي عام ومؤقت عند هبوب الرياح التي تحمل الغبار والمعلقات الهوائية من مناطق اخرى.
بالرغم من عدم توفر قياسات طويلة الامد للملوثات الهوائية، وعدم توفر محطات رصد وتسجيل دائم لنوعية الهواء الا انه من الواضح ان تلوث الهواء في مدن الاقليم الساحلي مثل طرطوس تتساوى مع باقي المدن السورية بالرغم من مناخها الماطر والرطب ووجودها بين البحر والاراضي الزراعية والغابات.
وكانت احدى الدراسات اكدت ان عدد الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء في دمشق وحلب وحمص وحماه وطرطوس وبانياس يصل الى/4000/ حالة سنوياً، وقدرت الدراسة كلفة الطبابة الناجمة عن كل واحدميكروغرام / م3 من تراكيز هذه الجسيمات بالهواء بمبلغ 60 ـ 80 مليون ل.س سنوياً، ويؤكد المعنيون ان هذا الرقم بالرغم من خطورته ادنى من الكلفة الفعلية الناجمة عن تلوث الهواء كونه لم يأخذ بالاعتبار سوى الامراض التنفسية والقلبية دون امراض الدم والجملة العصبية والاورام الخبيثة وغيرها الناتجة عن المعادن الثقيلة والمسرطنات المحمولة بالمعلقات الهوائية كما لم يتضمن الاثر على الزراعة والعمران، وتفيد معطيات اخرى ان 7% من سكان سورية مصابون بمرض الربو الذي يحرضه تلوث الهواء معظمهم في المدن مقابل معدل عالمي يبلغ 5%
للصناعة دور أساسي في تلوث الهواء وتتسبب بأضرار صحية وبيئية مباشرة على العاملين في المنشأة الصناعية وعلى الجوار ومن اكثر الصناعات الملوثة، صناعة تكرير النفط وصناعة توليد الطاقة الكهرحرارية وصناعة الاسمنت مثل مصنع اسمنت طرطوس ،وصناعات مختلفة الغرض والحجم تحرق الوقود النفطي السائل
وممايفاقم مساهمة الصناعة في تلوث الهواء في الاقليم الساحلي،قدم بعض المنشآت الصناعية وتردي حالتها الفنية وسوء اختيار مواقع اقامة بعض هذه المنشآت وعدم توفر المناطق الصناعية لاقامة الصناعات الملوثة للهواء، ونوعية الوقود المتاح للصناعة، وضعف الرقابة البيئية لاقامة الصناعات الملوثة للهواء ونوعية الوقود المتاح للصناعة، وضعف الرقابة البيئية الذاتية ضمن المنشآت الصناعية .
للنقل البري الطرقي للركاب والبضائع دوره في تلوث الهواء على المناطق المأهولة وعلى الطرق الرئيسية في الاقليم الساحلي،ويساهم في ذلك تخلف انظمة نقل الركاب والبضائع بين الساحل وباقي المحافظات ومع البلدان المجاورة من والى منافذ التصدير والاستيراد وغيرها من نقاط الترحيل والتوزيع الاساسية، اضافة الى تخلف انظمة نقل الركاب الجماعي داخل المدن ومع الضواحي والارياف وضعف كفاءة الشبكة الطرقية ونظام المرور داخل وخارج المدن، وقدم جزء كبير من اسطول النقل البري بكل مكوناته مايتسبب بتدني اداء المحرك وزيادة تلوث الهواء، والسماح لوسائط النقل العاملة على المازوت داخل المدن.
اما وسائل التدفئة في المنازل والاماكن العامة فلها نصيبها في تلويث الهواء وخاصة انها تعمل بشكل عام على المازوت ذات المردود الحراري المنخفض، مايؤدي الى صرف وقود زائد وانبعاث ملوثات كبيرة، اضافة الى تدني المواصفات البيئية للوقود، ولابد من التأكيد ان استخدام الطاقة الشمسية في تسخين الماء غائبة تماماً.
اثناء انشاء المشاريع داخل المدن تثير الكثير من الغبار وخاصة في اشهر الجفاف بحيث يتحول موقع المشروع الى مصدر لنشر الاتربة في الشوارع، وبطبيعة الحال لاتتخذ الاحتياطات اللازمة لحفض انبعاث الغبار أثناء تنفيذ المشروع أو اتباع اجراءات لتنظيف واعادة تأهيل الموقع بيئياً بعد انجازه.
سناء يعقوب
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد