301 قتيل في كارثة سوما والمظاهرات تتواصل في المدن التركية
تواصلت المظاهرات الاحتجاجية المنددة بمقتل مئات العمال في منطقة سوما المنكوبة وامتدت إلى مختلف المدن التركية إثر تهديد رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان وأعوانه للمواطنين الغاضبين في سوما وإهانتهم وضربهم وتصريحات وزير الطاقة التركي بارتفاع الحصيلة الأخيرة لضحايا المنجم لتتجاوز 300 ضحية وبقاء عدد من العمال عالقين في المنجم.
وأعلن وزير الطاقة التركي تانر يلديز في وقت سابق اليوم أن عدد قتلى كارثة المنجم في سوما ارتفع إلى 301 قتيل على الأقل بينما لا يزال عاملان في عداد المفقودين تحت الأرض إلا أن الأرقام غير الرسمية تؤكد أن عدد القتلى تجاوز 400 وأن الحكومة تتعمد إخفاء الأرقام الحقيقية.
وأشار موقع اودا تي في إلى تنظيم مسيرات ومظاهرات احتجاجية حاشدة في منطقتي كادي كوي وكارتال باسطنبول وإزمير وأنقرة وأسكشهير وأضنة واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لقمعها وتفريق المتظاهرين واوقفت عددا من المواطنين المحتجين.
وأشار الموقع إلى إغلاق مجموعة من سكان منطقة ساواش تبه التابعة لمدينة باليكسيرو التي قضى 105 عمال من سكانها إثر الانفجار الذي وقع في منجم الفحم بسوما طريق باليكسير سوما أمام حركة المرور للتنديد بمقتل العمال والمطالبة باستقالة الحكومة.
من جهة أخرى أكدت صحيفة جمهورييت أن مجموعة تسمي نفسها "شباب حزب العدالة والتنمية" اعتدت على المحامين المقيمين في بيت المعلمين بمنطقة سوما لافتة إلى أن المجموعة التي احتشدت في ميدان سوما تهجمت على المواطنين القادمين من مناطق ومدن مختلفة لدعم أهالي سوما المنكوبين مطالبة المواطنين الأجانب بمغادرة منطقة سوما.
وأكدت الصحيفة أن مجموعة "شباب حزب العدالة والتنمية" تهجمت على أعضاء جمعية المحامين المعاصرين المقيمين في بيت المعلمين بسوما بعد الشائعات التي انتشرت حول استعداد محتجي متنزه كيزي لتنظيم مظاهرة احتجاجية في سوما مشيرة إلى ان المجموعة حاولت الاعتداء على بيت المعلمين ومنعها بعض المواطنين من تنفيذ اعتدائها.
إلى ذلك احتل طلاب جامعة اسطنبول التقنية كلية التعدين وقالت صحيفة حرييت إن الطلاب المحتجين على كارثة سوما قاموا بإغلاق أبواب الجامعة من الداخل وإقامة الحواجز أمام الأبواب مشيرة إلى انتقال الاحتجاج إلى جامعة معمار سنان حيث دعا الطلاب الطلبة الآخرين لدعمهم.
من جهته أكد موقع اودا تي في أن احتجاج طلاب جامعة إسطنبول التقنية جاء ردة فعل ضد التصريح الذي أدلى به اورهان كورال عضو الهيئة التدريسية في الجامعة.
وكان كورال قال في حديث لقناة سي ان ان ترك حول العمال الذين فقدوا حياتهم اثر الانفجار بمنجم الفحم بسوما "الموت عبر أكسيد الكربون موت جميل لأنك لا تشعر بشيء".
كما أكدت صحيفة جمهورييت إصابة 4 أشخاص بينهم صحفي بجروح إثر اعتداء الشرطة على متظاهرين احتشدوا بمنطقة سوما للتنديد بكارثة منجم الفحم والمطالبة باستقالة حكومة حزب العدالة والتنمية مشيرة الى توقيف عدد من المتظاهرين خلال الاعتداء.
وأكدت الصحيفة التركية أن مواقف رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وممارسته العنف ضد المواطنين الذين يعبرون عن ردة فعلهم هي مواقف ناتجة عن الارتباك الذي يشعر به المجرم بعد تلطخ يديه بالدماء وقالت "إن أردوغان ومسؤولي حكومة حزب العدالة والتنمية يدركون أنهم المسؤولون عن كارثة سوما سياسيا وقانونيا".
وأضافت الصحيفة "إن مقاطع الفيديو التي أظهرت مستشار رئيس الوزراء التركي يوسف يركل وهو يركل مواطنا برجله وإهانة أردوغان مواطنا وشتمه وصفعه على وجهه آثار صدمة كبيرة لدى الرأي العام".
وأكدت أن نواب حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي عبروا عن ردة فعلهم ضد موقف أردوغان ومستشاره عبر مذكرات المساءلة البرلمانية والتصريحات التي أدلوا بها.
وفي هذا السياق قال ولي اغبابا نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري "إن أردوغان ارتكب جريمة الكراهية" في حين قال النائب حسن اورن "إن أردوغان لم يتردد في التعبير عن حقده وكراهيته حتى خلال زيارته إلى سوما".
إلى ذلك حظرت السلطات المحلية في مدينة مانيسا ومنطقة سوما المظاهرات الاحتجاجية ومنعت الدخول إلى المدينة والمنطقة على خلفية المظاهرات الحاشدة الاحتجاجية لأهالي الضحايا.
بدوره كشف أارجان دمير رئيس نقابة المحامين بمحافظة إزمير عن قيام الشرطة التركية باعتقال أكثر من 10 محامين في سوما بينهم رئيس جمعية المحامين المعاصرين سلتشوك كوزاغاتشلي والمحامي افكان بولاتش مشيرا إلى احتجاز المحامين في صالة الرياضة بالمدينة.
وأفادت صحيفة راديكال التركية أن المحامين الذين أوقفتهم الشرطة تعرضوا للضرب والمعاملة السيئة حيث لاتزال هذه الشرطة تحتجز المحامين في صالة الرياضة بمنطقة سوما.
وأشارت إلى اتخاذ التدابير الأمنية المشددة في منطقة سوما وإنتشار عدد كبير من قوات الأمن والشرطة في شوارع المنطقة.
من جهة أخرى أوقفت شرطة أردوغان طفلا يبلغ من العمر 10 سنوات خلال المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها مدينة أزمير أمس.
وقالت صحيفة حرييت التركية إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد متظاهرين احتشدوا في مدينة إزمير للتنديد بكارثة سوما ومقتل مئات العمال إثر الانفجار الذي وقع في منجم للفحم مشيرة إلى توقيف الشرطة عددا من المتظاهرين في المدينة بعد احتجاجهم على اعتقال الطفل حيث وصل عدد الموقوفين إلى 40 مواطنا.
وقالت الصحيفة إن "المواطنين الأتراك عبروا عن احتجاج شديد ضد محاولة الشرطة توقيف الطفل البالغ من العمر 10 سنوات والذي كان يتنزه مع أهله في الشارع الذي احتشد فيه المتظاهرون فيما اضطرت الشرطة التركية لإخلاء سبيل الطفل بعد احتجاج المواطنين الأتراك".
في غضون ذلك كشفت صحيفة أيدينليك عن تعرض أهالي ضحايا الانفجار الذي وقع في منجم للفحم في منطقة سوما غربي تركيا للتهديد والابتزاز من مسؤولي الشركة المشغلة للمنجم.
وقال الكاتب الصحفي التركي مصطفى موتلو إن أهالي الضحايا اختفوا عن الأنظار بعد قدوم مسؤولي الشركة إلى المنطقة التي يقع المنجم المنكوب فيها رغم أن بعضا من أقاربهم وأبنائهم ما زالوا عالقين في المنجم موضحا إلى أن مسؤولي الشركة هددوا أهالي الضحايا بعدم إعطائهم تعويضا إذا أدلوا بأي تصريح للإعلام وطرد أبنائهم من العمل.
ولفت الكاتب التركي إلى ظهور مسؤولي الشركة في مكان وقوع الانفجار بعد أيام من وقوع الكارثة وإثر زيارة الرئيس التركي عبد الله غل إلى سوما.
في السياق ذاته قالت صحيفة حرييت إن "قوات الشرطة التركية فرضت الحظر على الدخول إلى منطقة سوما بعد تصاعد التوتر في المنطقة إثر المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها المنطقة أمس حيث أقامت الحواجز على مدخل المدينة لمراقبة وتفتيش السيارات القادمة إلى سوما".
من جهة أخرى لفتت الصحيفة التركية إلى ظهور مجموعات استفزازية مقربة من حكومة حزب العدالة والتنمية يتجولون في شوارع سوما وينشرون الإشاعات مشيرة إلى تعرض مراسلها لتهديد هؤلاء الأشخاص خلال عمله نتيجة الأسئلة التي كان يوجهها لسكان سوما.
وأثار الحادث الذي وقع الثلاثاء الماضي رد فعل قويا في تركيا وخلافا جديدا مع حكومة أردوغان وذلك بسبب إهمالها سلامة العمال وعدم الاكتراث لمصيرهم.
وكانت الشرطة التركية أطلقت أمس قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق نحو عشرة آلاف متظاهر في موقع الكارثة في سوما غرب تركيا.
يذكر أن مأساة منجم الفحم جاءت في ظل توتر سياسي كبير في تركيا بين نظام أردوغان وأبناء الشعب التركي جراء سياساته الفاشلة في الداخل والمنطقة.
وتعمل شرطة أردوغان على قمع المظاهرات الاحتجاجية التي خرجت للمطالبة باستقالة حكومة حزب العدالة والتنمية على خلفية مقتل مئات الأشخاص إثر الانفجار الذي وقع في منجم للفحم في منطقة سوما.
وكالات
إضافة تعليق جديد