30 قتيلاً من الميليشيات بكمين لـ«حماية الشعب»
اتهم تقرير في الصحافة التركية الولايات المتحدة بانتهاج «سياسات قذرة» لإثارة النزاعات والاشتباكات بين المجموعات المسلحة في المناطق التي انتزعها المسلحون من يد تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي، وذلك بغرض إفساد جهود القوات المسلحة التركية هناك . هذا الاتهام جاء غداة الاشتباكات، التي وقعت بين ما يسمى «المجلس العسكري لمدينة الباب» وميليشيا «الفوج الأول» في محيط المدينة. وعلقت صحيفة «يني شفق» على الاشتباكات. وذكرت أنه، وبالترافق مع عمليات «درع الفرات» بمشاركة القوات المسلحة التركية ومليشيا «الجيش الحر» لتطهير المنطقة ما بين جرابلس والراعي وصولاً إلى الباب، من مسلحي تنظيم داعش، سار جنود الولايات المتحدة وفق سياسات قذرة لإثارة النزاعات بين مجموعات مليشيا «الحر».
واعتبرت الصحيفة التركية، أن الهدف من تلك السياسات هو إفساد التعاون القائم بين القوات المسلحة التركية ومليشيا «الحر»، وبالتالي فتح الطريق أمام الميليشيات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي «بيدا» للسيطرة على المنطقة، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وذكّرت بالاشتباكات التي وقعت بين المجموعات المسلحة في أعقاب معركة الباب. وتابعت: «عقب تحرير شمال حلب وقعت اشتباكات بين بعض المجموعات كأحرار الشرق، والجبهة الشامية، ولواء حمزة، وأحرار الشام وغيرهم، في شهر نيسان الماضي. وخلّفت تلك الاشتباكات أكثر من 70 قتيلاً و165 مصابًا».
وأكدت «يني شفق»، أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» وبالتعاون مع وكالة الاستخبارات الأميركية، تعملان باستمرار على تحريض الاشتباكات في الشمال السوري، وذلك من أجل زعزعة الاستقرار في المنطقة وإفساد كلّ جهود القوات المسلحة التركية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بـ«المهم» في مليشيا «الحر»، قوله: إن «البنتاغون يهدف إلى إثارة إزعاج القوّات التركية لتضطر للانسحاب، وتستولي ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي على المنطقة من بعدها».
وقبل أيام، تبادلت «فرقة السلطان مراد» التابعة لمليشيا «الحر» و«حركة أحرار الشام الإسلامية»، الاتهامات بالهجوم على مقرات لهما في قرى سوسيان وعبلة وقباسين بمحيط مدينة الباب (35 كم شرق مدينة حلب)، بحسب بيانين منفصلين صدرا عنهما. وذكر المكتب الإعلامي في «أحرار الشام» أن المجموعة التي كانت تتبع «الفوج الأول» تعرضت للهجوم من «المجلس العسكري» في مدينة الباب، بسبب نيتها الانضمام لها.
وتحركت أنقرة لفض النزاع. وعلى الأثر شكلت مليشيا «الحر» «قوة فض نزاع» ونشرت مقاتليها عند مداخل مدينة الباب على خلفية الاقتتال الدائر بين مجموعات محسوبة على المليشيا و«الأحرار».
وتشكلت «قوات فض النزاع» من ميليشيا منضوية بـ«كتلة النصر» وتضم كلا من «فيلق الشام» و«فرقة الصفوة» و«الفوج الأول» و«جيش النخبة» و«تجمع أحرار الشرقية» و«الفوج الخامس» و«جيش أحفاد الرسول»، حيث طالبت الأطراف المتنازعة بالتهدئة والمثول لـ«محكمة شرعية» لحل الخلاف.
وأوضح قائد عسكري في «أحرار الشرقية»، أن «كتلة النصر» تحمي مقرات الفصيلين المتنازعين، كما نشرت حواجز على مداخل مدينة الباب، متوعدة بالرد على أي جهة تخل بالتهدئة. ويبدو التقرير الذي نشرته صحيفة يني شفق امتداداً للتوتر التركي الأميركي والذي خلفه القرار الأميركي بدعم مليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تتزعم «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، للتوجه نحو الرقة عوضاً عن الأخذ بالنصائح التركية. وتتهم أنقرة «حماية الشعب» بأنها امتداد لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا.
وضمن هذا التوتر اندلعت مواجهات عنيفة قبل أيام ما بين «قسد» والميليشيات المدعومة تركياً في محيط جيب اعراز، وتل رفعت وغرب حلب.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض فقد قتل نحو 30 مسلحا من الميليشيات وأصيب آخرون بجراح في كمين نصبته «وحدات حماية الشعب» الكردية بريف حلب الغربي.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد