الوفد الأميركي يتجاهل المعارضة البحرينية أثناء زيارته للمنامة
انتهت زيارة الوفد الاميركي للبحرين ولا نتائج ايجابية على الأرض، ففي محور زيارة الوفد قبل أيام برئاسة نائب وزيرة الخارجية الأميركية جيمس ستاينبرغ، ومساعد الوزيرة لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، فقد كان لافتاً قول مصادر موثوقة إن هذا الوفد لم يلتق المعارضة وإن المعارضة فقط تم اعلامها بوصوله.
لكن، في مسار آخر كان لافتاً الاجتماع الذي ضم الوفد الاميركي بوزير الخارجية البحريني، بحضور كل من وزير العدل البحريني خالد بن علي، وحضور وكيل وزارة البلديات محمد نور الشيخ وهو الشخص المسؤول عن هدم المساجد الشيعية في البحرين، مع الإشارة إلى أن محمد نور محسوب على جمعية المنبر الاسلامي التي تمثل جماعة «الاخوان المسلمين»، وتربطه قرابة قوية برئيس المنبر عبد اللطيف الشيخ، وأيضا حضر الاجتماع مع الوفد الاميركي، الوكيل المساعد لشؤون المستشفيات أمين الساعاتي، وفي هذه الوجوه دلالة واضحة على الأمور التي بحثها الوفد الاميركي، وهي ملف المحاكم العسكرية مع وزير العدل، وملف الحريات الدينية عبر موضوع هدم المساجد مع وكيل البلديات، وملف المستشفيات التي تمت عسكرتها مع وكيل شؤون المستشفيات في وزارة الصحة.
لكن شيئاً على الأرض لم يتبدل، فبعد إصدار حكمها قبل أيام على أول امرأة بحرينية هي فضيلة مبارك بالسجن اربع سنين بسبب مشاركتها في مسيرتين سلميتين، أصدرت أمس المحكمة العسكرية التي أنشئت بعد اعلان حالة الطوارئ، حكماً على تسعة متهمين بخطف رجل أمن وهي القضية التي يعرفها البحرينيون بإسم قضية «هوزمان»، بالسجن لمدة عشرين عاماً، وتبرئة متهم واحد. وفي تطور آخر، غادر ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة المملكة الخليجية، بعد أن خرج أمر البلاد تماماً من يده وأضحى في يد جناحين: الأول جناح الخوالد في عائلة آل خليفة وهو الجناح الذي يقوده وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد وأخوه المشير خليفة بن أحمد رئيس الجيش البحريني، وجناح رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان الذي نفخت فيه السعودية الروح من جديد، وبدا الملك البحريني حمد بن عيسى ملتحماً تماماً مع جناح الخوالد الذي يديره بالكامل وزير الداخلية السعودي نايف بن عبد العزيز.
مصادر قريبة من البيت الرسمي، تقول إن ولي العهد يشن عليه موالو جناحي الخوالد ورئيس الوزراء حملات في المجلس النيابي عبر كتل الأصالة السلفية، و«المنبر الاسلامي»، وكتلة المستقلين التي تدار مباشرة من مجلس الوزراء، وهي الكتل التي أوصت قبل أيام بحل هيئة تنظيم سوق العمل التي أنشأها ولي العهد ضمن برنامج اصلاحات اقتصادية قام بها قبل سنوات.
وكان لافتاً تصريح عضو كتلة المستقلين حسن الدوسري خلال الجلسة النيابية التي أوصت بحل هيئة سوق العمل، بأن الاصلاحات الاقتصادية التي حدثت في البحرين كانت وراءها أميركا، وأن هذه الاصلاحات تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية، وكان هذا التصريح واضحاً في دلالاته الهجومية ضد ولي العهد، وترافقت مع هذه التصريحات حملة شرسة ضد برنامج ولي العهد للمنح الدراسية، لان من بين المتفوقين الذين يرعاهم البرنامج طلابا من الطائفة الشيعية، مع الإشارة إلى أن هذا البرنامج له معايير صارمة جداً كي يتم قبول أي طالب فيه.
ولي العهد أضحى مستهدفاً من عمه رئيس الوزراء ومن جناح الخوالد، لذا غادر البحرين دون إعلان، مع صدور أنباء أنه سيقوم بجولة في الولايات المتحدة الاميركية. وقالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية أمس، إن ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد موجود في بريطانيا يقود حملة لإحياء صورة بلاده التي شوّهت بفعل حملة القمع الأمنية للمتظاهرين المناهضين للحكومة. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، قولها إن الشيخ سلمان سيلتقي واضعي السياسة وصانعي الرأي العام في المملكة المتحدة في إطار حملته الرامية إلى تلميع صورة بلاده، والتي يمكن أن تمتد لتشمل فرنسا والولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة ان الشيخ سلمان سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لاطلاعه على الخطوات التي يزمع القيام بها تجاه المصالحة في البحرين، ومن المتوقع أن يستخدم كاميرون الاجتماع لمناقشة «الربيع العربي» والدعوة إلى ضبط النفس حيال المتظاهرين المؤيدين للإصلاح في البحرين وإدخال المزيد من الإصلاحات السياسية.
رضا شهيد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد