واشنطن وسياسة التمييز بين الملفين السوري والإيراني

08-02-2007

واشنطن وسياسة التمييز بين الملفين السوري والإيراني

الجمل:    نشر مركز دراسات القوة والمصلحة تقريراً استخبارياً يوم 7 شباط 2007 أعده المحلل السياسي داريو كريستياني، وقد حمل التقرير عنوان (واشنطن تميز بين سوريا وإيران).
يقول التقرير بأن المشاكل والصعوبات التي عانت منها الولايات المتحدة في العراق، والإدراك الذي ترتب عليها حول الضعف الجيوبوليتيكي والاستراتيجي الأمريكي في الشرق الأوسط، قد  أدت جميعها بإدارة بوش إلى أن تقوم ببعض عمليات المعايرة والضبط لسياستها الخارجية إزاء منطقة الشرق الأوسط.
في يوم 10 كانون الثاني 2007م، أعلن الرئيس بوش استراتيجيته الجديدة، التي تضمنت زيادة عدد القوات الأمريكية الموجودة في العراق 25،500 جندي أمريكي، وذلك من أجل تحقيق استقرار العراق وإعادة بناء وتكييف السباق الأمني الوطني العراقي، وهي استراتيجية على ما يبدو سوف لن تتمتع بالكفاية والفعالية على المدى الطويل الأجل.
برغم أن استراتيجية بوش الجديدة تضمنت بعضاً من توصيات تقرير لجنة بيكر- هاميلتون (مجموعة دراسة العراق)، إلا إن هذه الاستراتيجية تجاهلت التوصية الهامة التي أشارت إلى الحاجة إلى إشراك سوريا وإيران وإعطائهما دوراً في الساق السياسي الإقليمي الثابت الجديد واعتبارهما يمثلان عناصر مهمة للتوازن الأمني في الشرق الأوسط، ومن الواضح أن جماعة المحافظين الجدد قد لعبت دوراً كبيراً في دفع بوش لتجاهل هذه التوصية الهامة.
برزت تكهنات تقول: إن إدارة بوش أصبحت تميز في خطابها السياسي بين سوريا وإيران، ويستند البعض إلى حديث بوش الذي قال فيه: (إن سوريا وإيران وحزب الله يعملون من أجل تقويض استقرار المجتمع اللبناني). وأضاف قائلاً: إن أهدافهم واضحة، وإن هؤلاء الفاعلين يريدون تجنب نزع سلاح حزب الله، وإعاقة إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بالنظر في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وإسقاط الحكومة التي يقودها فؤاد السنيورة).
وقد لاحظ الجميع بعد ذلك أن هناك فرقاً واضحاً في خطاب الإدارة الأمريكية إزاء إيران وإزاء سوريا’ وهذا التباين والاختلاف اعتبره المراقبون بمثابة إشارة على أن الإدارة الأمريكية قد بدأت تميز بين سوريا وإيران.
الخلفية العامة برأي المراقبين تتمثل في الآتي:
• ان فتح الإدارة الأمريكية للحوار والتفاهم مع إيران أصبح في هذا الوقت أمراً غير ممكن، بينما القيام بالحوار والتفاهم مع سوريا.. وإن كان صعباً إلا أنه وارد الحدوث على أية حال.
• صعود قوة إيران تنظر إليه الإدارة الأمريكية بأنه مؤشر لمنافسة قادمة على منطقة الخليج بينها وبين إيران، ولكن في حالة سوريا فإن المنافسة في الشؤون الخليجية غير واردة بسبب بعد سوريا عن منطقة الخليج، إضافة إلى عدم اهتمام سوريا بهذا النوع من النفوذ.
• فيما يتعلق بالملف اللبناني، طبيعة علاقة سوريا بحزب الله كما يقول المحلل داريو كريستياني تختلف عن طبيعة علاقة إيران به، وذلك لأن علاقة إيران بهذا الحزب تقوم على الاعتبارات المذهبية الدينية بالدرجة الأولى.
• ما يهم سوريا في الصراع العربي- الإسرائيلي جملة من الأشياء في مقدمتها الأراضي السوري المحتلة وملف اللاجئين الذي تعاني منه سوريا، وهو أمر يختلف عن الاهتمام الإيراني المتعلق بتمديد النفوذ ومحاولة تصدير الثورة الإيرانية.
وعموماً يخلص داريو كريستياني إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة وسوريا مازال يشوبها التناقض والخلاف والغموض، وحالياً تواجه واشنطن العديد من المشاكل في منطقة الشرق الأوسط، وتعمل على تحميل سوريا وإيران المسؤولية عن بعض مشاكلها وبالذات في العراق ولبنان والمناطق الفلسطينية، ولكن في نهاية الأمر فإن انفجار الصراع بين إيران وأمريكا هو أمر وارد وربما أصبح وشيك الحدوث، أما في حالة سوريا فإن الأمر يختلف عن ذلك، وعلى الأرجح أن تلجأ السياسة الأمريكية إلى الاكتفاء في المرحلة الراهنة بتشديد الضغوط على سوريا.
وبين هذا وذاك، هناك رأي يقول: إن الإدارة الأمريكية تسعى لتبني استراتيجية تهدف إلى إضعاف العلاقات السورية- الإيرانية وذلك باللجوء إلى المناورة باستخدام الملفات الشرق أوسطية العلاقة وبالذات الملفين اللبناني والعراقي.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...