واشنطن تعمل على تنظيم صفوف المعارضة وموسكو تحمل دول الغرب مسؤلية النزيف السوري

01-11-2012

واشنطن تعمل على تنظيم صفوف المعارضة وموسكو تحمل دول الغرب مسؤلية النزيف السوري

حذّرت موسكو، أمس، الدول الغربية، من أن «حمام الدم» سيتواصل في سوريا إذا تمسّكت هذه الدول بموقفها الداعي إلى رحيل الرئيس بشار الأسد، فيما طعنت واشنطن، بأهلية المجلس الوطني السوري في ادعاء تمثيل المعارضة السورية بشكل كامل، معتبرة أن المجلس الذي يعقد اجتماعا في الدوحة خلال أيام، يمكنه أن يكون جزءا من معارضة أوسع. وبينما أكدت الوزيرة الاميركية ضرورة توحيد صفوف المعارضة، أعربت عن قلق اميركي من تزايد تأثير «المتطرفين» واحتمال حرف «الثورة» عن مسارها.
وفي حين حثَّ المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بكين على القيام بدور ناشط من أجل إيجاد حل للأزمة، تمسّكت الصين بأن مستقبل سوريا يجب أن يحدده الشعب السوري بنفسه، وضرورة حلّ الأزمة بطريقة سياسية.
ونقلت وكالة  (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق قوله، إن «مجموعة إرهابية مسلّحة فجّرت عبوة وضعتها في كيس للقمامة بشارع مزدحم في منطقة السيدة زينب، ما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا والإصابات»، فيما أشار التلفزيون السوري إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 13. وقال آخر إن «إرهابيين استهدفوا بقذيفة هاون مبنى سكنيا في حي غربة بمنطقة السيدة زينب، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من سكان المبنى».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في باريس، «إذا أصرَّ شركاؤنا على موقفهم المطالب برحيل هذا الزعيم الذي لا يحبّونه فإن حمام الدم سيستمر». وشدّد على أن البيان الختامي الذي اعتمد في جنيف «لا يتحدث عن ضرورة رحيل القادة السوريين، و الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر ».
وأقرَّ فابيوس قائلا «نعم، هناك خلاف في التقدير بشأن وجود بشار الأسد في هيئة حكومية انتقالية»، لكنه أشار إلى وجود «نقاط اتفاق على الرغبة في وقف النزاع وتجنب انتشاره إلى دول أخرى، وان تتمكن كل المجموعات من العيش معا».

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «هناك معلومات مثيرة للقلق حول متطرفين يتوجهون إلى سوريا ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الآن ثورة مشروعة ضد نظام قمعي لصالحهم». وأعلنت أن واشنطن تريد «مساعدة المعارضة على توحيد صفوفها بحزم كي تتصدى لنظام الأسد». وتابعت «لقد أوضحنا بشكل لا لبس فيه أنه لم يعد من الممكن النظر إلى المجلس الوطني السوري على أنه الزعيم المرئي للمعارضة. يمكنه أن يكون جزءا من معارضة أوسع، ولكن هذه المعارضة يجب أن تشمل أشخاصا داخل سوريا وغيرهم». وقالت «لا يمكن أن تكون معارضة، حيث أنهم (قيادات المجلس) لم يدخلوا إلى سوريا منذ 20 و30 و40 سنة». وتابعت «هناك حاجة إلى وجود بنية للمعارضة تمثل كل السوريين وتحميهم».
وأشارت إلى أن اجتماع المعارضة في الدوحة الأسبوع المقبل قد يمثل فرصة لمجموعات المعارضة من أجل ضم ممثلين عن «أولئك الذين يقاتلون على الجبهة ويموتون اليوم». وأعلنت أن واشنطن سهّلت هذا التحرك خلال لقاء تمّ على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقالت «لقد اقترحنا أسماء ومنظمات نعتقد انه يجب أن تضم إلى القيادة».
واعتبرت أن قيام ائتلاف واسع للمعارضة «بحاجة لبنية قيادية قادرة على تمثيل كل السوريين وحمايتهم، معارضة قادرة على مخاطبة أي طيف أو مكوّن جغرافي في سوريا». وتابعت إن الولايات المتحدة تريد «مساعدة المعارضة على الاتحاد حول إستراتيجية فاعلة قادرة على مقاومة عنف النظام والبدء بالإعداد لانتقال سياسي».

وأعرب الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيــر الخارجية الصيني يانغ جيتشي في بكـــين، عن أمله أن «تتمكن الصـــين من لعب دور ناشط في إيجاد حـــل للأحداث في سوريا»، مضيفا أن «الحلّ السياسي يشـــكّل المقاربة الوحيدة المناسبة للوضع المعقّد والحساس في سوريا، وعـــلى جميع الأطراف أن توقف إطلاق النار والعنف من أجل تهيئة الظروف للحل السياسي».
ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن جيتشي دعوته كل الأطراف في الصراع السوري لوقف إطلاق النار فوراً واتخاذ خطوات نحو تشكيل حكومة انتقالية. وقال «يجب أن يتعاون المجتمع الدولي بشكل كامل ويدعم جهود الوساطة التي يقوم بها الوسيط الإبراهيمي بشعور أكبر بالحاجة الملحة والمسؤولية».
وأضاف «على الأطراف المعنية أن تعيّن في أسرع وقت ممكن ممثلين لهم سلطة لوضع خريطة طريق لعملية التحول السياسي بمساعدة من الإبراهيمي والمجتمع الدولي»، لكنه شدد على أن «مستقبل سوريا يجب أن يحدده الشعب السوري بنفسه، ويجب احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها ووحدة أراضيها والحفاظ عليها». وتابع «تعتقد الصين أن الوضع في سوريا يتدهور يوما بعد يوم. الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة هو حل القضية السورية عبر القنوات السياسية».
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إن الإبراهيمي سيصل إلى القاهرة اليوم، وذلك للتشاور حول آخر تطورات الأزمة في سوريا بعد فشل هدنة عيد الأضحى.
ويعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، اجتماعا في القاهرة في 12 تشرين الثاني الحالي، برئاسة وزير خارجية لبنان عدنان منصور، لبحث تطورات الأوضاع في سوريا والقضية الفلسطينية.
وفي طهران، أعرب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، خلال لقائه وزير النفط السوري سعيد هنيدي، عن اعتقاده بأن «أي تطور سلبي في سوريا من شأنه أن يترك آثاراً سلبية على دول المنطقة كافة وخصوصاً دول الجوار»، مشدداً على ضرورة حل الأزمة السورية سياسياً.
                                                                                      السفير، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...