واشنطن تزود مقاتلين سوريين بأسلحة لقتال "داعش"

17-12-2015

واشنطن تزود مقاتلين سوريين بأسلحة لقتال "داعش"

أكد مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة قدمت إمدادات جديدة من الذخيرة لمقاتلين عرب سوريين، قبل معركة شرسة متوقعة مع تنظيم "داعش"، بينما يتقدمون نحو مدينة الشدادي السورية وهي محور لوجستي مهم للتنظيم.
وأضاف المسؤولون لوكالة "رويترز"، تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم بسبب الطبيعة الدقيقة للعملية، أن الذخيرة تم إدخالها إلى سوريا عن طريق البر خلال الأيام الماضية إلى قوات عربية سورية معارضة، تقاتل في الجزء الشمال الشرقي من البلاد.
وهذه على ما يبدو ثالث شحنة ترسلها الولايات المتحدة إلى المقاتلين العرب، منذ أن بدأت تزويدهم بها من خلال إسقاط ذخائر جوا في تشرين الأول.
وتحالفت قوات سورية عربية معارضة مع مقاتلين من الأكراد، وأثارت الشحنة الأولى للذخيرة الأميركية غضب تركيا، العضو في "حلف شمال الأطلسي" (ناتو)، والتي لا تشعر بالارتياح ازاء اي عمليات قد تصب في مصلحة وحدات "حماية الشعب" الكردية السورية.
وقال المسؤولون إن عدد المقاتلين السوريين العرب بلغ حوالي 5000 مقاتلاً، وشكلوا مع الأكراد وآخرون ما يسمى بـ"قوات سوريا الديموقراطية" التي تسعى لاستعادة أراض من تنظيم "داعش".
وأوضح المسؤولون الأميركيون إن المقاتلين يستعدون للتحرك في نهاية الأمر نحو مدينة الشدادي الواقعة عند شبكة استراتيجية من الطرق السريعة. وقد يساعد الإستيلاء عليها في عزل الرقة معقل تنظيم "داعش".
وأشار المتحدث باسم "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش"، الكولونيل الأميركي ستيف وارن، إلى أن الإرهابيين استخدموا الشدادي لتجهيز الأسلحة والعتاد والأفراد لتوزيعهم على ساحات القتال.
ولم يعلق وارن على اي عمليات إمداد أميركية محددة، لكنه شدد على تعهدات أميركية سابقة بتنفيذ مثل هذه العمليات.
ورفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التعليق على أي عمليات محددة، لكنها أشارت إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أوضح أن دعم القوات السورية على الأرض يمثل جزءاً رئيسيا من استراتيجيته لمكافحة "داعش".
وقال مسؤولون أميركيون، تحدثوا شريطة عدم نشر اسمائهم، إنهم يتوقعون أن تبدي "داعش" مقاومة عنيفة للإحتفاظ بالشدادي بسبب أهميتها الإستراتيجية.
وأوضح مسؤول إن "داعش" يشق على ما يبدو أنفاقاً طويلة ويقيم سواتر ترابية لتجهيز مواقع القتال.
وتغيرت استراتيجية واشنطن في سوريا هذا العام، من محاولة تدريب آلاف المقاتلين خارج البلاد إلى تقديم امدادات لجماعات يتزعمها قادة خضعوا للتدقيق من الولايات المتحدة.
وفي تشرين الأول املاضي، قرر أوباما نشر العشرات من قوات العمليات الخاصة شمال سوريا للتنسيق مع قوات برية محلية.
وقال أوباما في كلمة ألقاها في "البنتاغون" الاثنين، إن القوات الخاصة بدأت بالفعل في دعم قوات سورية محلية تتقدم جنوبا.
وأعلن الجيش الأميركي أنه يوزع الذخيرة على المقاتلين العرب السوريين، بعدما أظهر المقاتلون تقدماً على ساحة القتال وتقدموا في أراض خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".
وبدأ ذلك جديا بالسيطرة على بلدة الهول بعد إسقاط ذخائر جوا في تشرين الأول، وتلا ذلك السيطرة على قرى أصغر إلى الجنوب هذا الشهر.
وأشارت تقديرات الجيش الأميركي، إلى أن "قوات سوريا الديموقراطية" استولت على نحو الف كيلومتر مربع من الأراضي في الأسابيع الست الماضية، مدعومة بغارات جوية لـ"التحالف".
ورفض المسؤولون الأميركيون تقدير المدة التي قد تستغرقها "قوات سوريا الديموقراطية" لاستعادة الشدادي.
وغالباً ما تكون المعارك ضد "داعش" خارج توقعات الولايات المتحدة، وأحياناً ما تسير أبطأ من المأمول. وخاضت القوات العراقية معارك على مدى أشهر لاستعادة مدينة الرمادي، التي سقطت في يد "داعش" في ايار.
لكن القوات الكردية لم تستغرق سوى 48 ساعة للسيطرة على بلدة سنجار في العراق الشهر الماضي، لتقطع طريق إمدادات حيوياً لـ"داعش".


 (رويترز)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...