هل تنجح النصرة بقناعها الأمريكي الجديد ؟

07-03-2015

هل تنجح النصرة بقناعها الأمريكي الجديد ؟

الجمل- ترجمة: رندة القاسم: ينهزم المتمردون السوريون  "المعتدلون" ،المدعومون و المجهزون من قبل السي آي ايه ، أمام جبهة النصرة التابعة للقاعدة. اذ انحلت حركة حزم ، آخر  المجموعات "المعتدلة" الناشطة شمال سوريه، و قامت بتسليم مقرها بما فيه مخزن مليء بأسلحة أميركية الى جبهة النصرة و انضم الكثير من أعضائها اليها.
تخطط الولايات المتحدة لتدريب و تمويل متمردين جدد "معتدلين"، غير أن الجهود تمضي ببطء شديد ، ف 100 فقط تم فحصهم حتى الآن ليكونوا "معتدلين" بما يكفي من اجل الخطة. و ببساطة هناك القليل جدا من المتمردين غير الجهاديين و أمراء الحرب المستعدين للموت من أجل الدولارات الأميركية.
و حل النقص في الأشخاص "المعتدلين" المؤهلين يكمن في تحويل مجموعات غير معتدلة إلى أخرى معتدلة. جيمس كلابير ، مدير الاستخبارات القومية في الولايات المتحدة، اتجه مؤخرا في هذا المنحى:
"اليوم أضحى المعتدل أي شخص لا يرتبط بداعش. و كما تعلمون، نحن نحاول القتال معهم،  و لهذا فان هدف مشروع التدريب و التجهيز المقترح، الذي تخطط له وزارة الدفاع  ، هو فحص و تجنيد و تدريب و تجهيز معارضة بحجم و قدرات كافية لخلق اختلاف عسكري.
اذن ،أحد تحدياتنا ، ثانية، هو التجنيد و التدقيق. و لهذا لا نقوم فقط باختيار الأشخاص المعتدلين ، أيا كانوا،  بل علينا أيضا أن نكون حساسين تجاه الالتزام بقواعد القانون الدولي، و الذي يكون في هذه البيئة صعبا جدا".
و بايماءة مخيفة أشار كلابير الى أن "المعتدلين" هم أي شخص ليس جزءا من الدولة الإسلامية. و يبدو أن هذا يشمل جبهة النصره، التي انشقت قبل ثلاث سنوات عن الدولة الاسلامية و احتفظت بولائها للقاعدة ، و منذ ذلك الوقت و جبهة النصرة تقاتل الدولة الاسلامية.
و تفكير كلابير بجبهة النصرة، و مجموعات جهادية مثل أحرار الشام، تجلى عبر إشارته إلى القانون الدولي. إذ صنف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجبهة كمنظمة إرهابية دولية. وما  دعمها، كما فعلت إسرائيل شمال سوريه، سوى انتهاك لقرارات مجلس الأمن. و كعضو مستخدم للفيتو فان الولايات المتحدة لن ترغب بأن  تلتقط و هي تقوم بهذا.
جبهة النصره مجموعة جهادية تتبع للقاعدة،و من الواضح أنها غير معتدلة. و لكن بما أنها تقاتل ضد داعش الآن فهي ،وفقا لتعريف كلابير الجديد لمصطلح معتدل، معتدلة و بذلك مؤهلة لتلقي دعم الولايات المتحدة, و لكن يبقى هناك ضرورة الالتفاف حول مسالة القانون الدولي اللعينه.
و في الوقت المناسب ، قامت دمية للولايات المتحدة في الخليج الفارسي  كانت تسلح و تمول جبهة النصرة، بتقديم حل للمشكلة. إذ قالت المصادر أن قادة جبهة النصرة في سوريه يفكرون بقطع ارتباطاتهم مع القاعدة من أجل تشكيل كيان جديد مدعوم من قبل بعض دول الخليج من أجل إسقاط الرئيس بشار الأسد.
و قالت مصادر من النصرة و قريبة لها أن قطر، التي تربطها علاقات جيدة مع المجموعة، تشجعها للمضي قدما بهذه الخطوة، ما يمنح النصره تعزيزا في التمويل.و أضافت المصادر أن ضباط استخبارات في دول الخليج ، بما فيها قطر، التقوا مع قائد النصره ، أبو محمد الجولاني، عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية لتشجيعه على ترك القاعدة و مناقشة الدعم الذي يمكن أن يقدموه، و تعهدوا بالتمويل عندما تتخذ الخطوة.
جبهة النصرة مصنفة كمجموعة ارهابية من قبل الولايات المتحدة وقام مجلس الأمن بفرض عقوبات عليها. و لكن بالنسبة لقطر ، على الأقل، فان اعادة تشكيل النصره سيزيل العقبات القانونية في طريق دعمها.
بالطبع ستستمر جبهة النصره، المعاد تشكيلها، في محاربة الحكومة السورية كعدوها الأساسي، و تدمير الحكومة السورية هو أيضا الهدف الأساسي لحكومة قطر الوهابية. جبهة النصره الجديدة ستقاتل الدولة الاسلامية فقط بعد ضمان المصادر و الجغرافية الكافية من أجل القدرة على التوسع أكثر.و ايديولوجيتها الأساسية لن تتغير فهدفها في النهاية خلق رؤيتها الخاصة بالدولة الاسلامية.
اذا حلت النصرة و تخلت عن القاعدة ، فان إيديولوجية الكيان الجديد لا يتوقع لها أن تتغير.فالجولاني قاتل مع القاعدة في العراق، و قاتل بعض القادة الآخرين في أفغانستان و كانوا قريبين من قائد القاعدة أيمن الظواهري.
إعادة تشكيل جبهة النصرة من أجل إعلانها فيما بعد ك "معتدلة" وفقا لتعريف كلابير الجديد خطة، نجحت في ليبيا، و لكن أشك باحتمال نجاحها في الصراع السوري الأطول بكثير. سيكون من الصعوبة بمكان تسويقها حتى بالنسبة للبروبوغندا الأميركية الضخمة. و هذا يعني أيضا أن منظمة جبهة النصرة كما هي حاليا سوف تنقسم. فالكثير من مقاتلي الجبهة انضموا اليها لأسباب ايديولوجية لكي يكونوا أعضاء في القاعدة. و في حال تخلت النصرة عن ولائها للقاعدة فان أولئك المقاتلين سيغادروها و على الأرجح ينضمون لداعش.
السبب الوحيد للبقاء مع النصره الجديدة سيكمن في تدفق الأموال و الدعم الأميركي و القطري. و لكن، و كما تبين من فشل المجموعات "المعتدلة" السابقة التي دعمتها الولايات المتحدة ، فان المال و السلاح ليسا عاملين حاسمين لأجل كسب المعركة على الأرض.


عن موقع Information Clearing House

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...