"هدنة العيد" أقصى طموحات الديبلوماسية الدولية في سورية
مرة جديدة، كرّر المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي، الذي يصل إلى دمشق يوم غد، مناشدة أطراف الأزمة السورية وقف اطلاق النار خلال عيد الأضحى، فيما شدّد الرئيس الإيراني على أهمية «الحلّ السوري الداخلي»، رافضاً أي حلول خارجية.
وجدّد المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي مناشدة أطراف الأزمة السورية وقف القتال خلال عيد الأضحى. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية «بترا» أنّ الإبراهيمي بحث في عمان مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة تطورات الأوضاع في سوريا، والجهود المبذولة لاحتواء الأزمة.
وقال الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي مشترك مع جودة، «إذا جرى وقف القتال وتنفيذ هذه الهدنة، فإنني أعتقد أننا سنستطيع أن نبني عليه هدنة حقيقية لوقف إطلاق النار، ولعملية سياسية تساعد السوريين على حلّ مشاكلهم، وإعادة بناء سوريا الجديدة التي يتطلع إليها شعبها».
في السياق، أعلنت وزارة الخارجية السورية أنّ الإبراهيمي سيزور دمشق يوم غد السبت، حيث سيستقبله وزير الخارجية وليد المعلم في مبنى الوزارة.
في موازاة ذلك، دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى وقف النار، وإلى الحوار في سوريا. وقال، في حوار مع ممثلي وسائل الإعلام الكويتية، «إن استمرار الحرب وقتل الأبرياء العزّل غير مقبول، ويجب وقف اطلاق النار والذهاب إلى الحوار». ورفض أحمدي نجاد مقترحاً تركياً يقضي بتولي نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قيادة مرحلة انتقالية. وقال «إن هذا يعني أننا نفرض حلاً خارجياً على السوريين، الحلّ يجب أن يكون سورياً». وأشار إلى أنّه ناقش الموضوع السوري مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة في آذربيجان الثلاثاء. وقال «هدفنا الرئيسي هو احلال الأمن والاستقرار في سوريا»، لكن «الخلاف يتمحور حول أسلوب الوصول إلى ذلك».
من جهة أخرى، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، دميتري روغوزين، أن روسيا لا تصدّر إلى سوريا أي شيء ممنوع بموجب القرارات الدولية. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن روغوزين قوله، خلال لقاء بوفد من الجمعية البرلمانية للحلف الأطلسي، إنه «في ما يتعلق بسوريا، نحن لا نورّد لها أي شيء ممنوع بموجب القرارات الدولية، ونحن نحترم في الوقت نفسه العقود الموقعة سابقاً». وأضاف المسؤول الروسي إنّ «كل الأسلحة الروسية الموردة إلى سوريا هي ذات طبيعة دفاعية».
بدوره، رأى نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أنّ المعارضة السورية مشتّتة، ولا تستطيع أن تغدو قوة سياسية يمكن التباحث معها. ودعا غروشكو، خلال اجتماعه مع ممثلي الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، الدول الغربية إلى حثّ المعارضة السورية على الدخول في حوار مع السلطة، قائلاً «من جهة أخرى، نرى أنه من الضروري أن يستخدم شركاؤنا نفوذهم مع المعارضة في سوريا لإرغامها على الدخول في حوار سياسي مع ممثلي السلطة». وشدّد نائب وزير الخارجية الروسي على أن بلاده تقف ضد تدخل القوى الخارجية في الوضع في سوريا، موضحاً «نرى أن الوضع السوري شأن يخص السوريين أنفسهم».
إلى ذلك، أعلنت الحكومة العراقية دعمها لمقترح المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي، إعلان هدنة ووقف أعمال العنف بين طرفي النزاع في سوريا خلال فترة عيد الأضحى. ودعا بيان لمكتب رئيس الوزراء «جميع أطراف الصراع في سوريا إلى الالتزام بهذه الهدنة، ونبذ العنف نهائياً، والجنوح إلى الحلّ السلمي». كما دعا «جميع الأطراف الدولية والإقليمية إلى دعم هذه المبادرة، وتشجيع الفرقاء جميعاً على الالتزام الكامل بالتخلي عن العنف والاتجاه إلى الحلّ السياسي الدائم».
في سياق آخر، حضّت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، مجلس الأمن الدولي على «التحدث بصوت واحد» حيال الأزمة السورية. وقالت القاضية الجنوب أفريقية إنّ «الوضع في سوريا ميؤوس منه بكلّ بساطة». وكرّرت أنّ الطرفين المتنازعين ارتكبا جرائم «هي بمثابة جرائم ضد الإنسانية». وانتقدت خصوصاً استخدام القوات النظامية الأسلحة الثقيلة بهدف تدمير «أجزاء واسعة» من المدن، واستخدام «مجموعات معارضة متطرفة قنابل ضخمة تقتل وتحرق المدنيين والأهداف العسكرية». وتساءلت «هل ينبغي أن يتكرر ما حصل في سربرينيتسا وصدم العالم (ليقوم المجلس) بتحرك جدي لوقف هذا النزاع؟».
الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا
إضافة تعليق جديد