نصرالله: انتهت مرحلة التدخل العسكري وإسقاط النظام والحل بالإصلاح والحوار
أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، أن حديث التدخل العسكري في سورية هو احتمال انتهى، والأميركيون أعجز من أن يحاولوا، وان «حكاية إرسال قوات عربية الى سورية انتهت، وان خيار تسليح المعارضة السورية انتهى على المستوى الدولي وفي القمة العربية»، مشيراً الى ان هناك دولة أو اثنتين قد تعتمدانه «لكن هذا شأنهم». ورأى نصرالله أن «إسقاط النظام بالخيار العسكري (من الداخل) أيضاً انتهى، والمطلوب حل سياسي وهذا ما كنا نقوله من البداية».
واعتبر نصرالله أن رهانات البعض في لبنان على سقوط النظام السوري خاسرة وتحتاج الى إعادة تقويم لأن الوقائع تترك أثراً على المقاربة السياسية للملفات.
وقال نصرالله، في افتتاح مجمع السيدة زينب في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس: «ان إقامة المسجد في مربع شورى حزب الله، كما اشتُهر في حرب تموز، والذي تعرض للتدمير الممنهج وأرادوا من خلاله سحقنا، هو لنقول للصهاينة نحن هنا باقون وانتم ان شاء الله الى زوال والمستقبل بيننا وبينكم حاسم».
وتطرق الى الوضع السوري، فقال: «من الواضح ان هذا الوضع يحظى باهتمام إقليمي وعالمي، وبالأمس كانت هناك 3 قمم لدول مهمة ومؤثرة في العالم والمنطقة، لأن الموضوع السوري غير منفصل، ومستقبل الأوضاع السورية سيكون له تأثير كبير، وفي هذه اللحظة نقول ان التدخل العسكري الخارجي الذي كان خطراً حقيقياً في الشهور الماضية انتهى بشكل حاسم، أو على الأقل تراجع، والكلام عن إرسال قوات عربية انتهى، كما ان تسليح المعارضة في سورية انتهى على المستويين الدولي والعربي بسبب مخاطره، إضافة الى ان موضوع إسقاط النظام بالخيار العسكري انتهى أيضاً، وهذا الأمر واضح من خلال النظر الى الوضعين الدولي والإقليمي»، ورأى ان هناك «تراجعاً في الموقف الدولي المتأثر بالوضع الميداني، والمعارضة المسلحة عاجزة عن إسقاط النظام» .
وأضاف: «العالم وصل الى ان المطلوب في سورية حل سياسي وهذا الأمر كنا ننادي به منذ اليوم الأول، البعض تحدث عن سقوط الرئيس بشار الأسد لكن الوضع الإقليمي والدولي تجاوز هذا الأمر منذ لحظة وصول كوفي أنان الى سورية من دون أن يستند الى مبادرة الجامعة العربية. هذا يعني ان الأمر انتهى والأمر تجاوز كل الحدود، والمطلوب اليوم الحوار بين النظام والمعارضة. والأمر الثاني القيام بإصلاحات جدية ولا حل آخر، ومن كان مخلصاً عليه ان يقدّم المساعدة أياً كان موقعه. وغير هذا الحل هو ليس من مصلحة سورية ولا الأمة بل من مصلحة إسرائيل وكل من يريد تفتيت المنطقة».
وتناول نصرالله الوضع في البحرين، وقال: «من غير الطبيعي ان لا تكون البحرين نقطة على جدول أعمال القمة العربية، لأن شعب البحرين شعب عربي مصرّ على الخيار السلمي». وسأل: «ما الفارق ان كان الواحد يقتل بالرصاص او بالغازات السامة القاتلة التي تلقى على البيوت أيضاً وليس فقط على التظاهرات، وهذا قتل عمد، وعندما وُضعت البحرين على جدول أعمال القمة بعضُ الدول العربية هدد بمقاطعتها».
وفي الوضع اللبناني، أكد نصرالله ان «بعض المنتظرين لنتائج الأحداث في سورية عليهم اليوم إعادة التقويم، إذ أصبح واضحاً ان الاتجاه العام للأحداث في سورية محسوم، فلا داعي الى تضييع الناس في لبنان ومواصلة الرهانات الفاشلة والخاسرة». وقال: «نحن في البداية قلنا اننا لا نريد ان نخرب البلد، نحن مختلفون على الوضع في سورية وليعبِّر كل إنسان عن رأيه ضمن الضوابط التي تحفظ الأمن والاستقرار وعدم انتقال الأحداث السورية الى لبنان، لان سورية لها في لبنان حلفاء وأعداء، يمكننا ان نختلف وندمر البلد ويمكننا ان نختلف ونحفظ البلد»، لافتاً الى ان «نظرية ان تدمير لبنان يخدم سورية لا تتبناها سورية ولا حلفاؤها».
وقال: «في رأينا استمرار الحكومة فيه مصلحة للبلد ولاستقراره، ودائماً نطلب منها ان تكون جادة وان تعمل، ليس لأنها حكومة حزب الله كما يقولون، بل لأنها حكومة مسؤولة ومعنية بمعالجة كل الأمور، نحن نحرص ما أمكن على عدم انتقاد الحكومة وهذا لا يعني ان ليس لدينا ملاحظات، ولكن طالما اننا نعتبر انها مصلحة نرى ضرورة العمل الجدي والتواصل والتعاون وحل المشاكل من دون توتر أو صدام مع احد». وأضاف: «مصلحة البلد بقاء الحكومة، من اجل ذلك نتبنى مناقشة الأمور بجدية، إذا كانت الحكومة ذات رأي واحد يقولون إنها حكومة شمولية وحكومة حزب الله وحكومة الرأي الواحد إذا كان سلاح حزب الله يجلب الكهرباء فمرحباً بالسلاح، والبعض قال ان الاتفاق على الكهرباء حصل تحت تأثير السلاح، وهذا الأمر غير صحيح. إذا كانت الحكومة التي تقولون عنها إنها حكومة حزب الله فيها هذا القدر من النقاش، فهذا الأمر ممتاز. في لبنان الحكومات تسقط في السياسة وتبقى في السياسة، سواء كانت منتِجة وممتازة أم فاشلة، ولا تصدقوا ان هناك دواليب أسقطت حكومة، نحن نقول إن الحكومة يجب ان تنجز، بغض النظر ان كانت ستبقى أم لم تبق»، معتبراً ان «النكايات الشخصية والحزبية والفئوية هي التي تعرقل الكثير من الانجازات والمشاريع».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد