نصرالله: الصواريخ التي أطلقناها على العدو الإسرائيلي سورية الصنع
كشف الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله عن انجازٍ نوعّي حقّقته المقاومة خلال الحرب؛ ملحقةً فشلاً استخبارياً وأمنياً بالجيش الاسرائيلي والاستخبارات العسكريّة الاسرائيليّة باحباط «عمليّة الوزن النوعي». كما كشف أن الصواريخ التي استخدمتها المقاومة خلال حرب تموز بمعظمها سورية الصنع، وكذلك الصواريخ التي استخدمتها المقاومة في غزّة، معتبراً أن الشهداء الذين سقطوا بالأمس في تفجير مقرّ الأمن القومي السوري «رفاق سلاح». وفي الشأن الداخلي اللبناني، أكد أن العلاقة بين حزب الله والتيّار الوطني الحرّ استراتيجيّة لا يمكن أن يهزّها خلاف على قضيّة مطلبية.
وعاد الأمين العام لحزب الله، في خطاب أمس لمناسبة الذكرى السادسة للانتصار في حرب تمّوز، إلى نتائج هذه الحرب. فعدّد مواقف كبار القادة الصهاينة كرئيس لجنة تحديث نظرية الأمن القومي دان مريدور الذي يقول إنه «لم يسبق أن شهدت إسرائيل أمراً كهذا، ووصلنا الى الحضيض». وأوضح أن العدوّ قام بــ«عملية الوزن النوعي» بعد وقت قصير من اجتماع مجلس وزرائه المصغّر يوم الجمعة 14 تموز 2006، لاستهداف منصات صواريخ فجر 3 وفجر 5 التابعة للمقاومة، بعدما تلقى تأكيدات عن امتلاك اسرائيل معلومات استخبارية دقيقة عن أماكنها. «وبعد ساعة، قامت أكثر من 40 طائرة حربية بشن الهجوم، وضربت على ما يقول الاسرائيليون أكثر من 40 هدفاً، وخلال 34 دقيقة انجزت العمليّة. وفي اليوم الثاني خرج نائب رئيس الحكومة شمعون بيريز ليقول إن اسرائيل انتصرت وأنا هربت إلى دمشق». وأوضح نصرالله أن «العقل المبدع للمقاومة، أي الشهيد عماد مغنية وإخوانه، اكتشف حركة العدو، والمقاومة مشت معهم في لعبتهم وساعدتهم في جمع المعلومات واستطاعت إخراج المنصّات من أمكنتها من دون معرفة العدوّ. وإنجاز المقاومة أنها كشفت معرفة الاسرائيلي بأماكن المنصات، والانجاز الثاني أنه حين بدأ القصف كانت أمكنة المنصّات قد تغيّرت وبدأت بقتالها الذي استمر 33 يوماً». وحذّر نصر الله العدوّ بأن المقاومة «تعرف في أي حرب مقبلة ضربتك الأولى وسنفاجئك عندما ستضرب ضربتك الأولى»، داعياً شعوب المنطقة لأن تثق بقدرات المقاومة.
وشدد الأمين العام لحزب الله على أن الهدف من الحرب كان ضرب «محور المقاومة الممتدّ من إيران إلى سوريا إلى لبنان إلى غزّة، والهزيمة في حرب تمّوز أوقفت المسلسل في حلقاته الأولى بعد أن كان المطلوب من الحلقة الثانية اسقاط نظام الرئيس الأسد وتدمير سوريا، ثمّ ذهبوا الى غزة ولكن غزة أجهزت على المخطط أيضاً». ولفت الى أن الأميركيين والاسرائيليين رأوا أن هناك «تطوراً مهماً في سوريا بعد وضع استراتيجية عسكرية جديدة حولتها إلى قوة عسكرية تملك قدرة صاروخية حاسمة، وأنها ليست فقط معبراً للمقاومة بل سند حقيقي». وكشف، للمرّة الأولى بشكل واضح، أنّ «أهم الصواريخ التي كانت تنزل على حيفا ووسط اسرائيل كانت صواريخ من الصناعة العسكرية السورية»، وكذلك الأمر في قطاع غزة حيث كان «السلاح والصواريخ صناعة سورية». وسأل نصر الله: «هل أوصل النظام السعودي أو المصري الصواريخ إلى غزّة؟ هذه القيادة السورية كانت تخاطر بمصالحها ووجودها لأجل أن تكون المقاومة في لبنان وفلسطين قوية. أظهروا لي نظاماً عربياً يفعل ذلك». وتابع: «عندما كانت الأنظمة العربية تمنع الخبز والمال وجمع التبرعات لغزة كانت سوريا تُرسل السلاح مع الطعام الى غزة، هذه سوريا بشار الأسد، سوريا الشهداء القادة آصف شوكت وداوود راجحة وحسن توركماني». ولفت إلى أنّه ممنوع في المنطقة أن يكون هناك جيش قوي، ولذلك دمّر الجيش العراقي ويحاولون اليوم تدمير الجيش السوري، «لأن المقبول في المنطقة بوليس فقط».
وجدد نصرالله الدعوة «إلى حفظ سوريا وشعبها وجيشها والحل فقط من خلال القبول بالحوار والمسارعة إليه»، وتقدّم من القيادة والجيش والشعب السوري بمشاعر المواساة لأن «لهؤلاء القادة الكبار فضلاً كبيراً على المقاومة، وكانوا رفاق سلاح للمقاومة ورفاق درب في طريق الصراع مع العدو الاسرائيلي». وأكّد ثقته بأن الجيش السوري الذي «تحمّل ما لا يطاق لديه من القدرة والعزم والثبات الذي يمكن أن يسقط آمال الأعداء».
وأشار نصرالله إلى أن إيران اليوم «أقوى مئة مرة مما كانت عليه قبل 30 عاماً وستزداد قوة، كلّما حاصرها الأميركيون والغرب». ونبّه الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينيّة من عودة القضية الفلسطينية الى أحضان النظام العربي لأنها ستضيع إلى الابد، وقال: «هناك محور دفع ثمن الوقوف الى جانب فلسطين يتعرض لهجمات قاسية وأسوأها استخدام التحريض المذهبي، مصير شعب فلسطين اول المستهدف مما يجري».
على الصعيد اللبناني الداخلي، أكّد نصر الله أن «موقفنا يجب أن يكون قوياً ليكون لنا جيش قوي، أي أن لا نخاف لا من سفير ولا جنرال أميركي». وقال إن أميركا تريد للجيش أن يبقى ضعيفاً، ولا تريد مدّه بالسلاح، سائلاً «من هو القوي في لبنان الذي يستطيع اتخاذ قرار لقبول هبة سلاح من إيران من ايران؟». وانتقد نصرالله «وسائل الاعلام التي تعمل على توتير الاجواء»، داعياً جمهور المقاومة الى الصبر والتحمل.
وتحدّث عن «بعض الخطباء في مصر والسودان والخليج الذين أظهروا لعبة وقالوا ان الشيعة صنعوها وتقول اقتلوا السيدة عائشة، والصوت من هذه اللعبة لا يقول هذا». ودعا إلى ميثاق شرف للوقوف بوجه كل عالم دين أو مثقف أو كاتب يقول كلاماً مسيئاً بحق معتقدات الطوائف الاخرى.
وأكّد نصر الله أن فريق 14 آذار قال منذ اليوم الأول للحكومة بأنها حكومة حزب الله «لتحميلنا كل التبعات، ونحن نقبل لتبقى الحكومة قائمة لمصلحة لبنان». وأشار إلى أن المطلوب أن «نحل خلافاتنا بالحوار، وأي خلاف مع أي حليف لا نذكره في العلن بل نفضل أن نتحاور»، مؤكّداً على «علاقتنا الاستراتيجية الطيبة والحميمة مع كل حلفائنا، ونخص بالذكر شخص العماد عون وكل أفراده وجمهوره، فما صُنع بيننا خلال الست سنوات الماضية لا يمكن أن يفكه خلاف أو فرضية خلاف على قضية مطلبية». وتابع: «من جهتنا أنا وإخواني ننظر الى موقف العماد عون وكل حلفائنا في حرب تموز على أنه اخلاقي وانساني خارج حسابات الربح والخسارة».
إضافة تعليق جديد