نصر الله ينتقد السعودية ومصر والأردن
انتقد الأمين العام لـ«حزب الله» السعودية ومصر والأردن، مؤكداً أنه لم يبدِ أسفاً أو ندماً على عملية خطف الجنديين الإسرائيليين، وأعلن أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قالت لمن التقتهم من قوى 14 آذار إنه سيتم تدمير الحزب وقتل عناصره وسجن من يبقى منهم على قيد الحياة.
ولفت السيد نصر الله في الجزء الثاني من مقابلته مع فضائية «الجزيرة» الى تراجع الأهداف الإسرائيلية مع صمود المقاومة واللبنانيين الداعمين لها. وتحدث عن مسار الحرب وما لحق بإسرائيل من خسائر. وسأل «من كان يجرؤ على التهديد بقصف إسرائيل؟ أليس هذا نصرا استراتيجيا؟».
وأوضح أنه حصل التباس في الكلام على عدم خوض الحرب لو عرف بالنتائج، واستفادت من هذا الكلام بعض القوى السياسية، وقال: «لم أستخدم تعبير مغامرة، وكل المعطيات كانت تفيد بأنه كانت هناك حرب تعد في تشرين. كل ما نعرفه أنه كان يخطط للحرب، وحين قمنا بعملية الأسيرين لم يكن هناك مناخ حرب وتقديرنا كان صحيحاً. أنا أتحدى رجلاً صادقاً يقول إنه إذا أُسر جنديّان فإن إسرائيل سترد بحرب بهذا الحجم. وقائع الحرب وحجمها ولغتها تشير الى أن لا علاقة لها بالأسيرين. وما حصل هو أنهم كانوا أمام خيار التعامل معها برد محدود وبقاء الحرب في موعد تشرين الأول، أو تقديم الموعد، وما حصل بالنسبة إلينا لسنا نادمين عليه، بل نشكر الله بأن يسر لنا القيام بعملية الأسر في تموز».
وأكد أن «الحرب لا علاقة لها بعملية الأسر». وقال: «في كل الحرب أين كان الأسيران في أدبيات الإسرائيليين، انتهت الحرب وما زال الأسيران لدينا. عملية الأسر وضعت الإسرائيلي أمام خيارين إما استعجال التنفيذ للحرب وإما الرد الموضعي، وشنت الحرب بإذن من الأميركيين. ولم أتل أنا أو الإخوان لا خطاب ندم ولا خطاب هزيمة». وأكد أن «المقاومة ما زالت موجودة على الحدود وليس هناك منطقة معزولة السلاح في جنوبي الليطاني فنحن أبناء القرى والأرض».
ورداً على سؤال قال: «لم يكن بيننا وبين الأردن أي اتصال بل على العكس هناك مشكلة. الأمر نفسه ينطبق على المصريين، قبل الحرب بدأ اتصال متواضع من بعض أركان السفارة في لبنان. الوحيدون الذين كان هناك اتصالات بهم هم السعوديون، وخاصة في السنة ونصف السنة الأخيرة، وحصلت لقاءات واتصالات كنا حريصين عليها، ودعيت رسمياً لزيارة المملكة قبل الحرب بشهر. سياسياً لم تكن هناك مشكلة بل كان لدي مشكلة أمنية، ولا أستطيع أن أذهب الى المملكة في وقت قريب، ولم يكن هناك مشكلة في ذهاب شخص آخر. وكان من المفروض أن يقدم إلي السفير جواباً لاحقاً ولكن حصلت الحرب».
أضاف «كنا نسعى إلى علاقة جيدة وطيبة ولمصلحة لبنان والتوحد وزيادة الأصدقاء، وفي محصلة هذه المعركة، الذي خسر هو غيرنا، وهذه الحكومات التي قدمت إليها معلومات غير صحيحة لم تتمكن من فعل غير ذلك، وخاصة في مناخ أميركي بسحق حزب الله، وكأن القرار الأميركي قضاء وقدر إلهي، وفي كل الأحوال أنا أتصور أن كل من اتخذ موقفاً غير مناسب تجاه المقاومة والصمود في لبنان خسر خسارة كبيرة في العالمين العربي والإسلامي».وأكد «أننا لا نريد خصومة مع أحد. وما حصل في مرحلة الحرب يمكن أن نتجاوزه،».
ووجه نداءً الى الأمة بأن «تكون الأولوية فلسطين المحتلة، والذين يقتلون كل يوم وتهدم منازلهم» معتبراً أن «الأمة تستطيع أن تقدم إلى الفلسطينيين الحماية والدعمين السياسي والمالي». وأكد أن المشروع الأميركي هو تقسيم المنطقة على أسس عرقية ومناطقية، «مشدداً على أن من يستطيع تعطيل هذا الموضوع هم العلماء والأحزاب والقوى والإعلام والرأي العام»، منبهاً الى «أننا أمام تحدّ كبير جداً وخطير».
وكشف أن «بعض الناس في لبنان وبعض هذا البعض في الكامل في المشروع الأميركي، وبعضهم انساق نتيجة حسابات ضيقة، وحتى ما قدمناه نحن من تضحيات فإن أهم نتيجة ترضينا هي استيقاظ الأمة، ووعيها وأن ما كان يعد له من حرب، كان يهدف الى شرخ في الأمة. وليس هناك شرخ بين السنة والشيعة، وهو أمر قد تم إنجازه بصورة كبيرة».
ورأى أن «القلق من فتنة سنية شيعية يجب أن يبقى قائماً، وهناك جهد كبير يجب أن يبذل في مقابل الجهد اليومي الذي ينفذ من قبل الأميركين والموساد الإسرائيلي، والحكومة البريطانية». وقال: «في لبنان الوضع مختلف، وليس لدي أي قلق لا من حرب طائفية ولا من فتنة مذهبية، من هذه الزاوية أنا مطمئن، لا أحد يستطيع أن يأخذ الشيعة والسنة في لبنان الى فتنة دامية، ولكن ما يحول دون تحول الحساسيات هو حين يحصل نقاش سياسي بين حزب الله وتيار المستقبل فإن حزب الله لا يحول هذا الخلاف الى خلاف سني شيعي»، متمنياً على «الإخوة في تيار المستقبل ألا يستخدموا اللغة المذهبية».
ورأى أنه «اذا كان هناك من رهان أميركي على تسليح الجيش فهو للإيقاع بينه وبين المقاومة، وأسأل الدول العربية أين كان كرمكم في تسليح الجيش اللبناني حين كانت الأرض تحت الاحتلال». وأكد أن الجيش لن يتحول أداة أميركية ولا أوروبية لأنه جيش وطني».
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد