نصر الله يعد اسرائيل بمفاجآت كبرى اذا فكرت بالحرب
قال حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبنانى ان المقاومة اللبنانية اسقطت مشروع الشرق الاوسط الجديد واجهضته بانتصارها فى تموز من العام الماضى.واضاف نصر الله فى خطاب له اليوم نقلته قناة المنار بمناسبة الذكرى الاولى لانتصار المقاومة ان المقاومة هزمت اسرائيل وحطمت اسطورتها فى اطول واعنف حرب اسرائيلية على العرب واحيت الامة من جديد وبعثت فيها روح الامل والثقة وان الانتصار هو نصر للبنان لكل لبنان ونصر للعرب والمسلمين واحرار العالم .
وقال نصر الله.. اتوجه بالشكر الى الاخوة فى سورية قيادة وشعبا الذين احتضنوا النازحين خلال/33/ يوما واقول لهم ان هذا الاحتضان فاجأ عدونا وعدوكم وشكل عنصر قوة كبيرا للمقاومة ولمقاتلى المقاومة ولجمهور المقاومة ما ادى الى صنع النصر.
وقال الامين العام لحزب الله.. ان العالم عرف ان هذه الحرب على لبنان وعلى مقاومة لبنان من اجل اخضاع لبنان وتطبيق القرار /1559/ من اجل الحاق لبنان بالمشروع الامريكى الصهيونى ومن اجل ولادة غير ميمونة لشرق اوسط جديد خطر على كل دول وشعوب المنطقة وسقط هذا الاتهام وذهبوا الى الاتهام الثالث الاخطر والاخبث على الاطلاق الى الموضوع الطائفى والمذهبى .
واضاف نصر الله ..ركزوا على تهمة الارهاب وعملوا عليها منذ سنوات طويلة وقد بدات التهمة تنكسر حتى فى اوروبا وانا ادعوا الى عقد مؤتمر دولى لتحديد تعريف واحد للارهاب لمعرفة هل يصح تصنيف المقاومة فى لبنان بانها ارهاب وهم لم يفعلوا ذلك بالرغم من مناشدة الكثير من حكومات العالم وشعوبه لان امريكا تعرف جيدا ان أى تعريف للارهاب يمكن وضعه سوف ينطبق عليها كدولة ارهابية وسوف ينطبق على اسرائيل ككيان ارهابى .
واوضح الامين العام لحزب الله انه عندما بدات حرب تموز العام الماضى عملت امريكا واسرائيل على محاولة عزل المقاومة وجمهور المقاومة عن شعوب عالمنا العربى والاسلامى والعالم وعن بقية شعب لبنان والتيارات السياسية فى لبنان وتم التركيز من خلال الخطاب السياسى ووسائل الاعلام الضخمة التى تملكها امريكا واسرائيل فى العالم على عدة عناوين من اجل تحقيق هذا العزل وبالتالى ابقاء المقاومة وحدها وجمهور المقاومة وحده فى مواجهة هذه الحرب القاسية والعنيفة .
واوضح نصر الله يمكننا ان نجد بوضوح ان فى لبنان خطين قياديين خط تصالحى وفاقى وحدوى يدعو الى مد الجسور والى تعميم التفاهمات والى تلاقى اللبنانيين والى التوصل الى تسويات داخلية فى كل القضايا التى نختلف عليها كلبنانيين ..وهناك خط اخر خط تصادمى الغائى تخويفى يستقوى بالامريكى ويعتبر الشراكة الوطنية انتحارا ويعتبر التسوية الداخلية خيانة تستحق الاعدام ..ونحن ندعو الى التفاهم ومد الجسور والتلاقى والتسوية الداخلية... والبعض يقول فليبقى الاسرى فى السجون ولتبقى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا حيث هى ولنعقد تسوية مع الاسرائيلى ..والتسوية مع الاسرائيلى على حساب ارضنا المحتلة واسرانا فى السجون وسيادتنا ومستقبلنا ليست خيانة اما التسوية بين اللبنانيين ليتلاقوا ويتفاهموا لبناء بلدهم فهى الخيانة التى تستحق الاعدام .وقال الامين العام لحزب الله.. نوايانا معلنة وسلوكنا واضح ومن يعطل مبادرات ومن يصر على عدم تشكيل وحدة وطنية وعلى اجراء انتخابات دون نصاب قانونى ليأتى برئيس وبعده بحكومة مفروضة على اللبنانيين الى اين يمكن ان يدفع هذا الوضع بلبنان.. واللبنانيون هنا فى السياسة مدعوون الى موقف انسانى واخلاقى كموقفهم الاجتماعى الحاضن لايام الحرب ليس لانقاذ النازحين وانما لانقاذ الوطن وشعب لبنان كله .
واشار نصر الله الى انه بعد الانتصار ارادوا ان يحاصروا هذا النصر ويعطلوا مفاعيله فى لبنان وفى العالمين العربى والاسلامى لان المقاومة فى لبنان حصلت على مكانة ورمزية عالية لدى شعوب عالمنا العربى والاسلامى والعالم.. كان المطلوب ان تحاصر وتعزل مجددا وعاد التركيزعلى البعد الطائفى والمذهبى.
وقال الامين العام لحزب الله.. ان الاعداء يريدون تمزيقنا والاستفراد بنا فى الحرب والمعركة بلدا بلدا وشعبا شعبا وطائفة طائفة وحزبا حزبا هذه هى مؤامرتهم وعندما نفكك ونتنازع ويقاتل كل واحد منا ويتخلى عنه الاخر سوف ينتصرون وسوف نهزم اما نحن فنقاتل بالنيابة عن الامة كلها وحاول البعض ان يفسر كلامى خطأ وانا قلت لو انتصرنا فى حرب تموز فهو انتصار للبنان والامة ولو هزمنا فى حرب تموز فهى هزيمة للبنان والامة .
وقال نصر الله.. ايها العرب والمسلمون ايها اللبنانيون ..اساسا الشرق الاوسط هو مشروع قديم يعود الى بدايات القرن الماضى واستمعوا الى هذا النص حتى تتأكد هذه المقولة ..كتب تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية العالمية عام / 1898/ فى يومياته.. يجب قيام كومنولث شرق اوسطى يكون لدولة اليهود فيه شان قيادى فاعل ودور اقتصادى قائد ويكون المركز لجلب الاستثمارات والبحث العلمى والخبرة الفنية وصدر فى عام / 1907/ فى لندن فى تقرير كامبل بانرمان وزير المستعمرات البريطانية انذاك الذى قدمه فى مؤتمر عقدته مجموعة من علماء التاريخ والسياسة والاقتصاد بمشاركة عدد من السياسيين الاوروبيين وتناول الوضع فى المنطقة العربية وجاء فى التوصية التى عملت عليها بريطانيا والدول الغربية وورثتها امريكا وهى تجددها مع كل مرحلة يكمن الخطر على الغرب فى البحر المتوسط لكونه همزة الوصل بين الشرق والغرب ويعيش فى شواطئه الجنوبية والشرقية شعب واحد تتوافر له وحدة التاريخ واللغة والجغرافيا وكل مقومات التجمع والترابط وذلك فضلا عن نزعاته الثورية وثرواته الطبيعية الكبيرة ويتساءل التقرير عن مصير المنطقة اذا انتشر فيها التعليم والثقافة ولذلك تلاحظون على مدى العقود الماضية التخطيط المفروض الا ينتشر التعليم والا تنتشر الثقافة وان تبقى هناك غالبية امية جاهلة غير قادرة على التعلم والتطور ويجيب بانه اذا حدث ذلك فسوف تحل الضربة القاضية الامبراطوريات القائمة .
واشار نصر الله الى الاطماع الاستعمارية فى المنطقة العربية قائلا لقد حاولوا اضعاف هذه المنطقة وشعوبها لتسهيل السيطرة عليها واحتواء ارادة شعوبها وثرواتها وطاقاتها ومنع تطورها وتقدمها ووحدتها ووضعت وسيلتان اساسيتان.. الاولى هى اقامة حاجز بشرى غريب وقوى هو اسرائيل وحتى يستطيع ان يحقق الهدف يجب ان يفصل بلدان المشرق عن بلدان المغرب العربى.. واقامة قوة قريبة من قناة السويس عدوة لشعوب المنطقة وصديقة للغرب وسخر الدين والمشاعر الدينية لخدمة المشروع الاستعمارى ... وثانيا العمل على تجزئة الوطن العربى الى دول وكيانات متعددة وفى كل مرحلة يأتون الى شرق اوسط جديد تسقطه ارادة الامة والحركات المقاومة والشعوب الواعية ثم يمضى زمان ويعدون الى الشرق الاوسط الجديد .. اليوم نحن اسقطنا هذه الولادة ولكن هذا لايعنى ان الامريكيين ورثة الاستعمار القديم سيعاودون الكرة ليمزقوا عالمنا ولكن هذه المرة ليس على اسس جغرافية وانما على اسس طائفية ومذهبية وعرقية ولتكون دولا متناحرة متقاتلة تحكمها اسرائيل القائد والقوة الجبارة و تكون امريكا الضامن الوحيد للحريات وللاقليات الدينية والعرقية فى المنطقة .
واوضح نصر الله ان هذا بحاجة الى وعينا جميعا وان لانخطىء فى تشخيص الموقف وفى تشخيص العدو ولا فى تشخيص الصديق حيث يحاول بعض العملاء والحمقى الذين يخدمون المخططين الاصليين يريدون ان يمزقوا هذه الامة لمصلحة هذا المشروع وهذا يتطلب ان نبقى معا فى هذه المعركة فى كل الساحات نتضامن لانقبل ان يفرق بيننا لا على اساس دينى ولا اساس مذهبى او طائفى او عرقى نحن شعوب هذه المنطقة واهلها الحقيقيون وحقنا الطبيعى والشرعى والقانونى ان نعيش فيها بحرية وسيادة وننعم بثرواتها الطبيعية بعيدا عن أى نهب او سيطرة او تسلط .
وانتقد نصر الله تقاعس الحكومة اللبنانية تجاه اعادة اعمار الجنوب وعدم توزيع المساعدات التى تسلمتها والتى تقدر بمليار دولار على المتضررين من الحرب .
وقال نصر الله ان فى جوارنا عدوا طبيعته العدوان ولديه اطماع تاريخية لارضنا ومياهنا وخيراتنا ومشروعه قائم على منطق القوة هذا العدو هذه طبيعته ونحن لانريد الحرب ولم نرد حتى حرب تموز هم ارادوا هذه الحرب ووضعوا لها اهدافا على مستوى الشرق الاوسط كله وهم الذين دفعوا الامور الى هذا الاتجاه.. واجبنا الاحتياط لافتا الى ان التهيؤ للحرب والاستعداد لها هو اهم وسيلة من وسائل منع الحرب وهذا مايسمى توازن الرعب وتوازن الردع فمن عام 2000 والى عام 2006 الذى حمى لبنان وجنوبه هذا التوازن مشيرا الى ان حرب تموز كانت بقرار امريكى لذلك عندما يفهم عدونا ونفهمه ان لدينا القوة على المواجهة والصمود بل لدينا القوة على الانتصار هذا سيمنعه ويردعه عن شن حرب جديدة .
واضاف نصر الله.. انا اقول للاسرائيلى ان عليك ان تفهم ان اى حرب مقبلة على لبنان ستكون اثمانها باهظة جدا .
وختم كلمته بوعد صادق قائلا.. اذا فكر الاسرائيليون بأن يعتدوا على لبنان وانا لا انصحكم بذلك فأنا لن اعدكم بمفاجات مثل التى حصلت سابقا انما اعدكم بالمفاجات الكبرى .
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد