موسكو: سلوك واشنطن غير قانوني.. وبكين: مغامرة عسكرية غير مقبولة
بينما أعلنت إيران، أمس، أنها تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي، بشأن الجريمة النكراء التي ارتكبتها أميركا في العراق باغتيال قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني ورفاقه، أجرت بكين محادثات مع موسكو وباريس بشأن التوتر الخطير بين واشنطن وطهران على خلفية جريمة الاغتيال، وأعتبرت أنها «مغامرة عسكرية غير مقبولة».
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أمس في مؤتمر صحفي حسب وكالة «سبوتنيك»، أن إيران تقدمت بشكوى لمجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، بشأن اغتيال سليماني، جراء عدوان أميركي بالصواريخ قرب مطار بغداد.
وقال موسوي: «بدأت وزارة الشؤون الخارجية بالفعل تدابير سياسية وقانونية ودولية، بما في ذلك على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن».
وكان المتحدث باسم الحشد الشعبي العراقي أعلن فجر الجمعة استشهاد الفريق سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس ورفاقهما جراء عدوان أميركي بالصواريخ استهدف سيارتهما بعد خروجهما من مطار بغداد.بموازاة ذلك، أجرت الصين محادثات مع روسيا وفرنسا شريكتيها في مجلس الأمن الدولي، بشأن التوتر الخطير بين واشنطن وطهران بعد اغتيال سليماني، منتقدةً «المغامرة العسكرية» للولايات المتحدة، وفق ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية نقلته وكالة «أ ف ب».
ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قوله خلال محادثة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف: إن «الصين تُعارض أي إساءة لاستخدام القوّة في العلاقات الدوليّة، المغامرة العسكرية غير مقبولة».
وأضاف وانغ وفق البيان: إن بكين وموسكو «يجب عليهما تعزيز اتصالاتهما» و«لعب دور مسؤول في الاستجابة للوضع الحالي في الشرق الأوسط»، في حين قال لافروف: إن «السلوك الأميركي غير قانوني ويجب إدانته».
وأشار وانغ خلال مقابلة هاتفية أخرى مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، إلى أن مواقف بكين وباريس «متشابهة»، وقال: «إن الاستخدام الأحادي للقوة لا يمكن أن يحل المشكلات»، مؤكداً أن «نتائجه عكسيّة ويؤدّي إلى حلقة مفرغة من المواجهة يصعب إيقافها بعد ذلك».
وفي السياق، وصف رئيس معهد العلاقات الدولية التشيكوسلوفاكي يارومير شلاباتا في تصريح نقلته وكالة «سانا»، الجريمة الأميركية باغتيال الفريق سليماني والمهندس بأنها «مأساة كبيرة تشكل انتهاكاً واضحاً وخطيراً للقانون الدولي».
وقال شلاباتا: إن «هذه العملية تمثل إرهاب دولة وتتلاقى مع العمليات الإرهابية التي تقوم بها تنظيمات مثل داعش و«جبهة النصرة»، داعياً المجتمع الدولي إلى عدم التزام الصمت والإعلان عن الرفض لهذه العملية غير المسؤولة.
من جانبها دعت وزارة الخارجية العمانية في بيان نقلته وكالة «رويترز»، أميركا وإيران إلى «تغليب لغة الحوار» لتهدئة التوتر بينهما بعد جريمة اغتيال الفريق سليماني، في حين قال مسؤول في النظام السعودي في تصريح نقلته «أ ف ب»: إن واشنطن لم تقم بمشاورة بلاده بشأن العدوان الأميركي الذي أدى إلى اغتيال الفريق سليماني.
بدوره، دعا البابا فرنسيس خلال قداس أقامه أمس في الفاتيكان، إلى الحوار وضبط النفس، وذلك بعد يومين من اغتيال الفريق سليماني.
في المقابل، وفي مؤشر واضح إلى مباركته للجريمة الأميركية، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أمس، حسب «رويترز»: إنه تحدث إلى الرئيس ورئيس الوزراء في العراق للحث على خفض التوتر في المنطقة بعد اغتيال الفريق سليماني، لكنه وصف سليماني بأنه مصدر «تهديد للمنطقة»، حسب زعمه، وأنه يتفهم الموقف الذي وجدت أميركا نفسها فيه، وأنه يعتزم التحدث مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
جاء ذلك، في وقت كشفت فيه وسائل إعلام بريطانية، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن مرابطة غواصة تابعة للبحرية الملكية البريطانية وتعمل بالطاقة النووية، متأهبة لاستهداف إيران بصواريخ «توماهوك»، في حال نشوب حرب في المنطقة.
إضافة تعليق جديد