موسكو تحرّك «مجموعة العمل السورية» بعد تعديل مهمة المراقبين
دعت روسيا «مجموعة العمل حول سوريا» أمس، إلى اجتماع يعقد في موسكو أواخر تموز الحالي على مستوى كبار المسؤولين، ما أوحى ببوادر تسوية ممكنة اليوم في مجلس الأمن الدولي الذي يصوّت على قرار جديد بشأن التمديد لبعثة المراقبين الدوليين مدة ثلاثة اشهر بعد تحويل مهمتهم الى مهمة مدنية من دون احالة الازمة الى الفصل السابع تفاديا للفيتو الروسي.
وتدور مداولات مجلس الامن على وقع تصاعد ملحوظ لمستوى المواجهات داخل العاصمة السورية دمشق، التي شهدت استخدام مروحيات قتالية ومدرعات عسكرية، بينما لمّح العميد المنشق مناف طلاس إلى أنه ينوي اداء دور سياسي، عندما عبر في بيان حمل توقيع «العميد مناف طلاس، باريس 17 تموز 2012»، عن امله في «الخروج من الازمة عن طريق مرحلة انتقالية بناءة تضمن لسوريا وحدتها، استقرارها وامنها وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته المحقة». واضاف طلاس: «لا يسعني الا ان اعبر عن غضبي وألمي من زج الجيش السوري في خوض معركة لا تعبر عن مبادئه».
واقترحت روسيا تنظيم لقاء لـ«مجموعة العمل» حول سوريا في موسكو نهاية شهر تموز الحالي. وقال ذلك نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف بعد يوم من اجتماع لافروف بأنان. واوضح غاتيلوف ان «الطرفين اشارا الى عدم قبول الوضع في سوريا.. وضرورة تأييد آلية جنيف. ولهذا الغرض اقترحنا عقد لقاء لمجموعة العمل حول سوريا في نهاية تموز، ليس على المستوى الوزاري بل على مستوى مسؤولين كبار».
وأوضح المسؤول الروسي ان الحديث بين لافروف وأنان جرى في جو بناء، قائلا «تمت الاشارة الى ضرورة اتخاذ جهود لتطبيق اتفاقات جنيف.. حاولنا حث كوفي أنان على العمل بنشاط مع اللاعبين الخارجيين والمعارضة». واكد غاتيلوف «طبعا هناك حاجة لاستشارات مستقبلية». واضاف المسؤول الروسي ان اللقاء تطرق الى «مسألة تمديد وجود الامم المتحدة في سوريا... نعتقد ان البعثة تلعب دورا عاما وبناء في استقرار الوضع». وتابع القول ان «كوفي أنان يعتقد ذلك ايضا.. وهو يؤيدنا». وأكد غاتيلوف ان موضوع مصير الرئيس السوري بشار الاسد لم يتم ذكره خلال اللقاء، قائلا «كما تعلمون نحن لم نناقشها مع احد».
وقال لافروف للصحافيين في اعقاب لقاء أنان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو ان «روسيا على استعداد للعمل على هذا الاتجاه. فقد توصلنا الى حل وسط في جنيف يوم 30 حزيران الماضي، وانا لا ارى ما يحول دون ان نتمكن من الاتفاق بناء على الاساس ذاته في مجلس الامن الدولي».
من جانبه، قال أنان: «نحن ناقشنا المشاورات الجارية حاليا في مجلس الامن حول سوريا. ونأمل ان يجد اعضاء المجلس صيغا مقبولة بالنسبة الى الجميع». ووصف المبعوث الدولي المباحثات التي اجراها في موسكو بانها «لقاء جيد جدا». وقال ان الحديث خلال المباحثات دار حول «الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل وضع حد للقتل والعنف كي يكون من الممكن تحقيق تسوية سلمية». واضاف أنان قوله: «يجب ان نفعل ما بوسعنا لوقف العنف. وآمل أن يبعث مجلس الامن الدولي باشارة واضحة مفادها ان ما يجري في سوريا غير مقبول».
واعتبر أنان أن «الأحداث في سوريا وصلت إلى مفترق طرق. إنها نقطة تحول»، داعيا إلى تدارك تفاقم الأزمة في سوريا.
وقال بوتين لانان عند بدء اجتماعهما في الكرملين «منذ البداية، ومنذ الخطوات الاولى دعمنا ونواصل دعم جهودكم الهادفة لاعادة السلم الاهلي». واضاف الرئيس الروسي «سنقوم بكل شيء يتعلق بنا لدعم جهودك».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد