مناورة للاحتلال قرب غزة لمحاكاة حرب مع «حزب الله»

07-12-2016

مناورة للاحتلال قرب غزة لمحاكاة حرب مع «حزب الله»

لأول مرة يُجري الجيش الإسرائيلي مناورة كبيرة في غلاف قطاع غزة تحاكي حربا تتعرض فيها إسرائيل لهجوم على نطاق واسع وبقصد احتلال مستوطنة. وكانت مثل هذه المناورات حكراً، حتى الآن، على الجبهة اللبنانية حيث تزايدت المخاوف من جانب إسرائيل باحتمال تنفيذ «حزب الله» هجوماً بقصد احتلال مستوطنة أو موقع حدودي. ويبدو أن مثل هذه المناورة، التي جاءت بعد أسبوع واحد من قيام حركة «حماس» بمناورة كبرى في قطاع غزة، تشهد على حجم استشعار المخاطر من جانب إسرائيل من القطاع.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنه بعد أسبوع واحد من تنفيذ «حماس» مناورة كبرى على حدود قطاع غزة، بدأ الجيش الإسرائيلي ليلة أمس مناورة واسعة النطاق لقيادة الجبهة الجنوبية في منطقة عمل فرقة غزة. وشملت المناورة كل المنطقة الواقعة بين عسقلان شمالا وكرم أبو سالم جنوباً، بما فيها مدن عسقلان ونتيفوت وأوفكيم. وكان الهدف من المناورة فحص جاهزية القوات الإسرائيلية لمواجهة عملية اقتحام فجائي من جانب مقاتلين من «حماس» عبر أنفاق لمستوطنات الجنوب.
وقال مصدر مسؤول في قيادة الجبهة الجنوبية إن «المناورة تحاكي جملة من السيناريوهات والأوضاع في كل من الجبهة والعمق الداخلي. ونحن نتدرب أيضا على وضعٍ يتم فيه اقتحام الجبهة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية بأساليب بينها استخدام دراجات نارية تخرج من داخل الأنفاق. كما يجري التدرب على توزيع القوات لمعالجة الأوضاع في مختلف القواطع الحدودية. وقد شاركت في المناورة أيضا قوات من الشرطة تسندنا من الخلف وباتصال مباشر».
وبحسب صحيفة «معاريف»، فإن المناورة نفسها تستند إلى سيناريوهات وضعت سلفاً ضمن جدول تدريبات فرقة غزة. وأشار الضابط من قيادة الجبهة الجنوبية إلى «أننا أخذنا بالحسبان تشكيلة واسعة من السيناريوهات المتطرفة، وهدفنا هو أن نكون جاهزين لمواجهة أي سيناريو، ولقد تدربنا على سيناريوهات تسلل من الأنفاق، وتسلل مخربين من البحر وأيضا تسلل من الجو، وسنستخلص العبر في نهاية المناورة. تجدر الإشارة إلى أن الأمر لا يتعلق بسيناريو واحد، إذ إننا في السيناريو تعاملنا مع دفاع في مواجهة تسلل مخربين على موجات، وأيضاً في تسللهم في وقت متزامن من عدة أنفاق، ومن الجو والبحر، حيث فاجأنا القوات بموجات متتالية».
وفضلاً عن هذه الحالات، عمدت قيادة الجبهة الجنوبية إلى التدرب عما أسمته «حدثا متفجرا»، أي حدوث تسلل فجائي ومن دون إنذار استخباري، حيث إن غاية المناورة أيضا هي فحص الأهلية العملياتية للفرقة على مواجهة حدث يمكن أن ينجح فيه المخربون بالتسلل إلى داخل مستوطنة في الجنوب وأن تجري فيها عملية اختطاف.
وأشارت وسائل إعلامية إسرائيلية أخرى إلى أن التركيز في المناورة الإسرائيلية كان على اقتحام وحدات «كوماندو» تابعة لـ «حماس» من قطاع غزة، سواء كانت وحدات برية أو بحرية أو جوية.
وكان أحد استخلاصات التحقيق في هجوم «الكوماندو» البحري لـ«حماس» على موقع زيكيم العسكري على الشاطئ شمال غزة في عام 2014 عنصراً مهماً في سيناريو المناورة. وقد سعت القوات الإسرائيلية للتأكد من القدرة على تشخيص الاقتحامات والتعامل معها بالتعاون بين القوات البرية والبحرية والجوية.
ومعروف أن الجيش الإسرائيلي بعد حرب عام 2014 أنشأ في قعر البحر جدارا إلكترونيا بهدف اكتشاف مرور غواصين وأمواج مشبوهة تتحرك من قطاع غزة. وعدا ذلك فإن «حماس» استخدمت الدراجات النارية في الحرب الأخيرة ولذلك يجري التدرب على مواجهتها ولكن على نطاق أوسع. ولم يقتصر الأمر على مواجهة دراجات نارية بل تعداه لمواجهة آليات مدرعة يمكن أن تستخدمها «حماس» وآليات أخرى.
والحديث يدور عن أوسع مناورة تجريها قيادة الجبهة الجنوبية مقابل قطاع غزة، وبمشاركة وحدات من النخبة، إضافة لقوات من «الشاباك» والشرطة وقوات الحماية المحلية. وشدد الجيش على أن ما يميز هذه المناورة اتساعها ووحدة سيناريوهاتها وتعدد وجهاتها البرية والبحرية والجوية. وفي نطاق المناورة تم أيضا التدرب على إخلاء مدارس ومؤسسات مدنية.
من جهة أخرى، أفاد تقرير رسمي نشر أمس، بأنه لا توجد ملاجئ مناسبة لأكثر من مليوني إسرائيلي في حال إطلاق صواريخ من قطاع غزة أو لبنان أو سوريا على الأراضي المحتلة.
وذكر تقرير المراقب المالي جوزف شابيرا أن الاحتلال لم يستخلص الدروس من الحرب على قطاع غزة التي أطلقت خلالها الفصائل الفلسطينية المسلحة آلاف الصواريخ على الأراضي المحتلة.
ونقلت الصحافة عن التقرير أن «الجيش وضع سيناريو مفاده أن إسرائيل قد تستهدف بآلاف، لا بل عشرات آلاف الصواريخ والقذائف، لكن هناك شكوكا حول امتلاكها القدرات المناسبة للدفاع عن البلاد بالشكل المناسب».
وذكر التقرير أن الدفاع المدني رأى في العام 2012 أن 27 في المئة من الإسرائيليين (أكثر من مليوني شخص) لا يستفيدون من أي حماية في حال نشوب حرب. وبحسب شابيرا، فإن هذه التقديرات تبقى أقل من الواقع الحالي، لأن جزءاً من الملاجئ العامة لا يمكن استخدامها.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...