من يدعم اسرائيل في واشنطن

12-08-2006

من يدعم اسرائيل في واشنطن

لم يتغير الموقف الذي اعلنته الولايات المتحدة منذ بدء الصراع بين اسرائيل وحزب الله والذي يدعو إلى وقف اسرائيلي لإطلاق النار، عندما يمكن أن يكون ذلك دائما.

بمعنى أن الولايات المتحدة تدعم وقف اسرائيل لاطلاق النار فقط بعدما يتم إضعاف حزب الله لدرجة لايشكل عندها أي تهديد للدولة العبرية.

ويتعارض الموقف الأمريكي مع مواقف عدد من الدول الأووبية، والتي طالبت بوقف فوري لإطلاق النار من قبل اسرائيل.

والأسباب وراء هذا التناقض في المواقف بين الولايات المتحدة وأوروبا معقدة، ولكن ينظر كثيرون إلى قوة اللوبي الاسرائيلي في أمريكا كسبب رئيسي في مواقفها.

وتعتبر لجنة العلاقات الأمريكية الاسرائيلية (آيباك) أحد أقوى المنظمات التي تسعى لتأمين الدعم الأمريكي لإسرائيل.

وتأسست آيباك قبل أكثر من 50 عاما مضت، ولكن أعضاءها اليوم يزيدون عن مائة ألف في اكثر من 50 دولة حول العالم.

وتجتمع آيباك بصورة منتظمة مع أعضاء من مجلس الكونجرس الأمريكي وتقدم تحليلات لنتائج التصويت التي يحصل عليها أعضاؤه.

وغير بعيد عن كون آيباك اكبر مؤسسة داعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة، توجد تنظيمات أخرى تمثل المصالح اليهودية في البلاد، وكثيرا ما تتوافق تلك المصالح مع مصالح اسرائيل.

ويقول وليام داروف، وهو يمثل اتحاد الجمعيات اليهودية، وهي مظلة للجماعات اليهودية في امريكا، إنه "ليس بالمؤامرة الكبرى ان نجتمع في السابعة صباحا في احد الكهوف ونناقش استراتيجيتنا."

"نتحدث بالطبع مع الجماعات اليهودية الأخرى عن اسرائيل، ولكن ليس لدينا برنامج مشترك."

واتحاد الجمعيات اليهودية هو احد عدة منظمات تدعم المصالح الإسرائيلية في واشنطن.

ونشر ستيفن والت، وهو أستاذ في جامعة هارفارد، بالاشتراك مع زميل له بحثا يحدد فيه مايرى أنه تأثير للوبي الاسرائيلي على سياسات الولايات المتحدة.

وقال لبي بي سي في مقابلة معها:"يمكنهم ان يساعدوك، أو أن يضروك، إذا كان ما تنادي به يروق لهم أو العكس."

ويستمد اللوبي الاسرائيلي بعض القوة من تأثيره على مجرى الانتخابات الأمريكية.

ولا يشكل الناخبون اليهود أكثر من 3 بالمائة من مجموع الناخبين الأمريكيين، ولكنهم يشكلون كتلة تصويتية مهمة.

وطالما صوت الأمريكيون اليهود لصالح الحزب الديمقراطي ولكن ثمة دلائل تشير إلى تغير ذلك.

فعلى مر الـ 20 سنة الماضية، ظهر جيل جديد من الناخبين اليهود الذين ينقسم هواهم ما بين الديمقراطيين والجمهوريين.

وفي عام 2000، كان تصويت اليهود في ولاية فلوريدا الأمريكية عامل حسم في فوز الجمهوريين بالحكم في الولايات المتحدة.

وليس هذا هو الدعم الوحيد الذي تتلقاه اسرائيل.

فالمسيحيون الأنجيليون، ويمثلون كتله تصويتية هائلة يدعمون اسرائيل أيضا.

ويصنف واحد او أكثر من بين كل ثلاثة أمريكيين على أنه مسيحي انجيلي.

وفي شهر يولية/ تموز الماضي، قاد القس جون هاجي وفدا قوامه 3,400 عضوا للكونجرس تأييدا لإسرائيل.

ويقود هاجي جماعة تسمى "مسيحيون متحدون من أجل اسرائيل" وهي تنظر لدعم اسرائيل كواجب ديني.

وقال في مقابلة اجريت معه مؤخرا إن "اسرائيل هي الأمة الوحيدة التي يؤمر المسيحيون بالصلاة من أجلها في الانجيل."

واضاف "ولأن الانجيل هو بوصلة عقيدتنا، فنحن نتبع ما يقول. وكل معاد للسامية سيخلد في جهنم بعيدا عن الرب."

ومن الواضح أن اللوبي المساند لإسرائيل في امريكا أقوى من مثيله في اوروبا.

وليس عجبا أن الدعم الذي تتلقاه اسرائيل من الولايات المتحدة أكبر حجما من ذلك الذي تقدمه اي دولة أخرى.

فكل عام، يتم ضخ ثلاثة مليارات دولار أمريكية في شكل مساعدات اقتصادية وعسكرية إلى اسرائيل، التي ظلت على مدى 30 عاما أكبر متلق للدعم الأمريكي.

ويبدو التوجه السياسي السائد في الولايات المتحدة داعما لإسرائيل، ولكن وبرغم ذلك، لا يمثل هذا رأي الأمريكيين جميعا.

فقد نشرت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية ذائعة الصيت مؤخرا استبيانا أظهرت خلاله أغلبية بسيطة من الأمريكيين ميلا لمسائلة الحكومة حول دعمها لإسرائيل في حربها ضد خزب الله اللبناني.

وإذا ما اثر ذلك في دعم أعضاء الكونجرس لإسرائيل فإن قوة اللوبي الاسرائيلي في امريكا ستكون موضع تساؤل.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...