مقتل العبسي والمعلم يهنىء الجيش اللبناني بالانتصار في معركة البارد
أعلنت مصادر أمنية لبنانية مقتل شاكر العبسي زعيم تنظيم فتح الإسلام في آخر المعارك التي دارت في مخيم نهر البارد بين تنظيمه والجيش اللبناني. وقد تعرف معتقل ينتمي للتنظيم على جثة قائده خارج المخيم ، إلا ان الجيش اللبناني يقوم بعملية فحص للحمض النووي للتأكد من ذلك.
وهنأ وليد المعلم وزير خارجية سوريا الجيش اللبناني "على الانتصار في هذه المعركة ضد جماعة إرهابية شغلت الجيش عن عدوه إسرائيل". وأكد المعلم الذي كان يتحدث من العاصمة الإيرانية حيث يقوم بزيارة رسمية لها نفي سوريا القاطع بأن تكون لها أية صلة بجماعة فتح الإسلام التي استولت على مخيم نهر البارد.
وكان فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان قد أعلن تحقيق "أكبر نصر وطني على الإرهابيين في نهر البارد"، وذلك بعد سيطرة الجيش اللبناني على مخيم نهر البارد. ووصف السنيورة في كلمة ألقاها مساء الأحد انتهاء المعارك في المخيم "بإنجاز كبير حققه الجيش اللبناني على الإرهابيين الذين سعوا لجلب الفوضى والدمار والمآسي للبنان".
وتعهد السنيورة بإعادة إعمار مخيم نهر البارد، لكنه أضاف أن المخيم سيوضع تحت سلطة الدولة و"الدولة اللبنانية فقط". وكان مصدر مسؤول في الجيش اللبناني قد أعلن أن قواته سيطرت بالكامل على مخيم نهر البارد الواقع قرب من مدينة طرابلس شمالي لبنان.
وقال مصدر عسكري لبناني "لقد انتهت المعركة، واستولى الجيش على آخر مواقع مسلحي تنظيم فتح الاسلام". واضاف "اغلب الارهابيين قتلوا اليوم، واسر البعض، بينما تمكنت قلة من الفرار الا ان قوات الجيش تطاردها".
وكانت مصادر بالجيش اللبناني اعلنت مقتل عدد كبير من مسلحي فتح الإسلام اثناء محاولتهم صباح الأحد الفرار من مخيم نهر البارد المحاصر منذ ثلاثة أشهر.
وقال مسؤول امني لبناني ان الجيش اللبناني قتل 32 عنصرا من فتح الاسلام والقى القبض على 15 اخرين كانوا يحاولون الفرار بينما نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مصادر امنية اخرى مقتل 37 مسلحا من فتح الاسلام. كما القي القبض على 23 عنصرا من فتح الاسلام داخل المخيم واغلبهم كانوا مصابين حسب المصادر الامنية. كما قتل في معارك الاحد خمسة جنود لبنانيون.
وأشار بيان للجيش اللبناني إن بقايا مسلحي فتح الإسلام، والمقدر عددهم بحوالي 70 عنصرا، وفي محاولة يائسة منهم للفرار من المخيم، هاجموا مواقع الجيش اللبناني لكسر الطوق المفروض عليهم. وقد ذكرت الانباء ان المسلحين هاجموا موقعين للجيش، وان مهاجمين من خارج المخيم شاركوا مسلحي فتح الاسلام في احد هذين الهجومين.
وقامت دوريات الجيش اللبناني بعمليات بحث وتمشيط في الحقول والبساتين المجاورة بحثا عن المسلحين الفارين. وشاركت الطائرات العمودية في عملية البحث والمطاردة لعناصر فتح الإسلام الذي تمكنوا من الفرار من المخيم. كما دعا الجيش المواطنين في المنطقة الى الابلاغ عن وجود المسلحين الذين قد يكونوا نجحوا في الفرار من المخيم. وتدفقت عشرات العربات المدرعة والسيارات العسكرية تدفقت الى المنطقة المحيطة بالمخيم. كما قامت قوات الامن اللبنانية باغلاق الطريق الذي يمر بجانب المخيم باتجاه الحدود السورية، اضافة الى اقامة العديد من نقاط التفتيش على الطرق، وخاصة الطريق المؤدية الى العاصمة بيروت.
ولا يزال مصير زعيم فتح الاسلام شاكر العبسي مجهولا، وذلك بعد يوم من تسليم جثة المسؤول الثاني في التنظيم الملقب بابي هريرة الى ذويه ودفنه في مدينة طرابلس. ونقلت الانباء عن مصادر امنية لبنانية ان شاكر العبسي قد يكون من بين المجموعة التي تمكنت من الفرار من المخيم من المدخل الجنوبي الشرقي عبر مجرى نهر البارد باتجاه قرية عين السمك الجبلية النائية. وقال ضابط لبناني ان عددا من افراد هذه المجموعة تم قتلهم ويطارد الجيش بقية افراد المجموعة ويقوم بتمشيط المناطق المحيطة بالمخيم وقرية عين السمك والحقول المحيطة بها. وقال شهود عيان ان تم قتل والقاء القبض على عدد من مقاتلي فتح الاسلام في القرى والمناطق المحيطة بالمخيم، ففي قرية المحمرة التي تبعد حوالي 2 كم شرق المخيم قتل الجيش ثلاثة والقي القبض على اربعة منهم.
من جانبه أعلن قائد الجيش اللبناني ميشيل سليمان أمام عدد من ضباطه أن فتح الإسلام "فرع لتنظيم القاعدة حاول إقامة منطقة آمنة للتنظيم في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين" في لبنان.
وأضاف سليمان إن القاعدة كانت تحاول استخدام فتح الإسلام لتنفيذ عملياتها في لبنان و خارجها.
لكن الولايات المتحدة تقول إن فتح الإسلام مرتبط بتنظيم فتح الانتفاضة الفلسطيني المدعوم من قبل سوريا. كما أن هناك تباينا لبنانيا حول فتح الإسلام حيث تتهم بعض الأطراف الحكومية اللبنانية سوريا بزعزعة استقرار لبنان ودعم فتح الإسلام. لكن بعض أطراف المعارضة اللبنانية تقول إن بعض الأطراف الموالية للحكومة اللبنانية مولت فتح الإسلام لمواجهة نفوذ وقوة حزب الله اللبناني. يذكر ان القتال قد اندلع في 20 مايو/ آيار وأسفر عن سقوط أكثر من 300 قتيل منهم 158 جنديا على الأقل و اكثر من 120 من فتح الاسلام غير الذين قتلوا في معارك اليوم و42 مدنيا. وفر معظم سكان المخيم، والبالغ عددهم 40 ألفا، في الأيام الأولى من المعارك إلى مخيم قريب للاجئين الفلسطينيين وتم اجلاء عوائل المسلحين مؤخرا
وكالات
إضافة تعليق جديد