مظاهرات الجمعة السورية واعترافات خلية مسلحة بالضمير
شهدت مناطق عديدة في أنحاء البلاد يوم أمس خروج مظاهرات احتجاجية بعد صلاة الجمعة ولكن بأعداد أقل من الأسابيع الماضية في مناطق: حمص وحماة والبوكمال والقامشلي والحسكة وإدلب ودمشق، فيما باشرت وحدات الجيش بالخروج من منطقة تلكلخ بدءاً من الخميس الماضي، وكانت أغلب هذه التظاهرات سلمية فيما عدا تظاهرات البوكمال وحمص و إدلب حيث حصل إطلاق نار وتخريب ممتلكات عامة وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين والشرطة وقد تضاربت الأرقام بين مراسلي الوكالات والمنظمات الحقوقية والمصادر الرسمية ولم نتمكن من رصد العدد الحقيقي للضحايا.
وكان قد صرح ناطق رسمي بسقوط 17 شهيدا من المدنيين وقوات الشرطة والأمن أمس برصاص مجموعات مسلحة استغلت تجمعات للمواطنين في ريف إدلب وأطراف حمص وأطلقت الرصاص عليها كما هاجمت مقار للشرطة في أريحا ودير الزور بهدف تهريب مساجين جنائيين.
كما أعلن مصدر عسكري عن جرح ستة من قوى الأمن خلال تصديهم للمجموعات المسلحة في ريف إدلب والتي قامت بتخريب وحرق عدد من المؤسسات العامة.
يذكر أن هذه المجموعات المسلحة سبق أن قامت بمهاجمة مخافر للشرطة ومراكز عدلية لتحرير مساجين وإخفاء ملفات عدلية في بعض المدن الأخرى.
وفي التفاصيل: صرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أنه عقب أداء صلاة الجمعة استغلت بعض المجموعات التخريبية المسلحة خروج بعض التجمعات المتفرقة لمتظاهرين والتزام عناصر الشرطة بالتعليمات المشددة من قبل وزارة الداخلية بعدم إطلاق النار حفاظا على أرواح المواطنين وأقدمت هذه المجموعات المسلحة على إطلاق النار على عناصر الشرطة وتخريب وحرق بعض الممتلكات العامة والخاصة وبعض الوحدات الشرطية في عدد من المناطق.
وذكر المصدر أن عددا من المخربين المسلحين في محافظة إدلب أقدموا على حرق مبنى مديرية المنطقة في خان شيخون ما أدى لإصابة ثمانية من الشرطة بينهم ضابطان كما قاموا بحرق المجمع الحكومي في منطقة أريحا وثلاث سيارات عائدة لمركز البريد واعتدوا على مبنى ناحية محمبل وتكسير الأثاث فيه والسيارات التابعة له إضافة لمهاجمتهم عددا من المفارز الأمنية ومقار الشرطة في منطقة معرة النعمان.
وفي محافظة دير الزور أقدم المخربون على الاعتداء على منطقة البوكمال واحرقوا 4 سيارات شرطية وحطموا أربع سيارات وست دراجات نارية أخرى تابعة للمنطقة.
وأضاف المصدر أن مجموعة مسلحة في محافظة حمص أقدمت على إطلاق النار من سيارة بيك اب سكودا على رجال الشرطة والأمن ما أدى لإصابة ستة عناصر شرطة بينهم ضابط برتبة رائد واحتراق سيارة تابعة لشرطة النجدة.
هذا وقد أفاد مصدر عسكري مسؤول أمس أن وحدات الجيش والقوى الأمنية ألقت القبض على خلية إرهابية أمس الأول في منطقة الضمير قرب دمشق وضبطت بحوزتها كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات المعدة لاستهداف منشآت حيوية ومؤسسات رسمية حكومية بحسب ما كشفت عنه الاعترافات الأولية لعناصر الخلية الإرهابية.
وقد بث التلفزيون السوري أمس اعترافات الخلية، وقال أسامة خليفة أحد أعضاء الخلية الإرهابية إن هاني النميري طلب منه تأمين السلاح له من إحدى القرى التابعة لمدينة النبك فذهب إلى مهرب سلاح قال له أنه يحتاج إلى وقت لتأمينه فعاد إلى النميري وأخبره بذلك إلا أن الأخير قال له إنه لا يستطيع الانتظار وأنهم بحاجة إلى السلاح بأسرع وقت.
وأضاف خليفة أن النميري أرسله ثانية إلى قرية في منطقة الزبداني حيث التقى بمهرب سلاح قال له إن الموجود لديه الآن هو بنادق كلاشينكوف من لبنان وسعر الواحدة منها 75 ألف ليرة سورية فعاد ليخبر النميري وفي طريق العودة إلى مدينة الضمير تم إلقاء القبض عليه.
وقال خليفة إن النميري كان يعمل على تجنيد الشباب من مدينة الضمير وتسليحهم من اجل استهداف المنشآت العسكرية ورجال الأمن وكان هناك مشروع لضرب خط غاز يمر في المدينة إضافة إلى ضرب مواقع تابعة لمطار الضمير والمخفر والبلدية ومبنى الحزب.
وأضاف خليفة إن النميري كان يسير في مشروع جهاد وإمارة وكان يقول لهم يجب أن ننتصر لأننا على حق وهم على باطل حتى لو قاتلنا إلى آخر نقطة دم.
بدوره قال علاء حسين السراقبي أحد أعضاء الخلية الإرهابية إنه من أهالي مدينة الضمير وتعرف على هاني النميري لكونه ابن بلده وكان الأخير في بداية الأحداث يدعو إلى التظاهر وتخريب بعض الأماكن العامة وكان يخرج في المظاهرات مسلحا كما قام بتسليح بعض الأشخاص.
وأضاف السراقبي إنه شاهد عند النميري في المزرعة أربع أو خمس بنادق كلاشنكوف وبعض الذخيرة وكان هدفه من جمع السلاح إقامة إمارة إسلامية بقيادته في مدينة الضمير وجند بعض الأشخاص الذين يعرفهم مثل بديع قاسم علي وعبد الله السيد وخالد غزال وكانت لديه خطة لتفجير بعض الأماكن العامة في الضمير مثل سكة القطار والهجوم على حاجز المطار وقطع الكبل المحوري وتفجير خط النفط وقطع التيار الكهربائي عن مدينة القطيفة.
من جهته قال إبراهيم الكيلاني إنه من أهالي مدينة الضمير وهو يعرف النميري الذي كان يتصل به ويطلب منه إحضار بعض المواد الغذائية من محله إلى المزرعة.
وأضاف الكيلاني إنه وفي تاريخ السابع عشر من شهر أيار الحالي اتصل النميري به وطلب منه أن يحضر إلى المزرعة ويجلب له معلبات ودخانا وتمرا فذهب إليه وأعطاه الأغراض ورأى عنده بديع قاسم علي وعبد الله السيد اللذين يعرفهما لأنهما من جيرانه في الحي وعندما قرر العودة إلى محله طلب منه النميري أن يبقى لإن العودة إلى البلد فيها خطورة بوجود قوات أمن تقوم باعتقال المطلوبين فبقي معهم وهو لا يعرف شيئاعن خطتهم .
وأضاف الكيلاني: كنا نتعشى في المزرعة عندما اتصل بنا الميري طالبا منا الخروج من المزرعة لأن الجيش قادم إلى المنطقة فذهبنا إلى معمل أحجار بناء يبعد حوالي 1 كم وهناك قال لنا النميري إننا سننصب كمينا للجيش وكان كل واحد من أفراد الخلية يحمل بندقية كلاشنكوف وأععطوني بندقية بومبكشن وعلموني كيفية استخدامها ولكنني رفضت رغم إصرار النميري وتركتهم وجلست جانبا ثم ناموا وبقيت مستيقظا وفي حوالي الساعة الرابعة صباحا شعرت بوقع أقدام عناصر الجيش ورأيتهم فأخبرت النميري أنهم قدموا وقررت أن أهرب ولكن النميري ضربني على عيني وطلب مني أن أبقى وأشهروا سلاحهم وبدؤوا بإطلاق النار على الجيش فأصابوا عددا من أفراده واستمر تبادل إطلاق النار لمدة 10 دقائق تقريبا وأثناء ذلك تسللت باتجاه عناصر الجيش وسلمت نفسي.
إضافة تعليق جديد