مدن الملاهي والألعاب مشروعات مؤجلة بدمشق
قامت محافظة دمشق خلال السنوات العشر الأخيرة بإلغاء جميع مناطق الألعاب والملاهي وأزالتها تدريجياً حيث غابت مدن الملاهي، التسمية المجازية لمناطق الألعاب، من داخل المدينة دون السعي إلى إنشاء وإيجاد البديل منها.
ولجأت المحافظة إلى تحويل مناطق الألعاب وأماكن الترفيه المتواضعة بالأساس إلى مناطق متعددة الأغراض ومغايرة للموجود وحولت بعضها إلى مجرد مناطق حراجية مثل حديقة ابن عساكر وهيأت أخرى لإنشاء مشروعات مختلفة مثل إقامة كراجات كحديقة ألعاب والمساحات الخضراء الأخرى غرب شارع الثلاثين أو إلى سكن شعبي كما أشيع مؤخراً. والقليل من هذه الأماكن التي كانت متنزهات للأهالي تحولت إلى جناين وحدائق مغلقة كمسطحات ومناطق خضراء أو مفتوحة للمواطن للجلوس فقط والاقتصار على بعض الأراجيح والألعاب البسيطة إلى جانبها وفي ركن لا يتعدى 5% من مساحتها مثل حديقة البرامكة أو مناطق ألعاب عرضية وطارئة في بعض مناطق وأحياء دمشق مثل المزة والقصور وركن الدين والقدم وغيرها متروكة لألعاب تجاوزها الزمن ولا تلبي رغبات وحاجات الأطفال ولا تشبع فضولهم وتطلعاتهم إلى اللعب كما في الكثير من البلدان التي باتت تولي هذا الجانب الأهمية الكبيرة وتوفر لأطفالها مناطق ترفيهية على مستوى عال من الجودة والتقنية يتضمن مختلف أنواع الألعاب مع نسبة عالية من الأمان والسلامة خلال ممارسة الأطفال لألعابهم.
من جانب آخر طال انتظار الأهالي لمشروع حديقة الطفل على أرض مدينة المعرض القديم على سرير نهر بردى التي أعلنت المحافظة عن إطلاقها بداية العام الجاري ووعدت بالبدء بهذا المشروع وخاصة بعد إزالة المنشآت المتوضعة قبل أن تزيل المبنى الأخير على أرضه والعائد لوزارة السياحة حيث كان من المتوقع أن تباشر المحافظة أعمال مشروع حديقة الطفل بعد إزالة المبنى المذكور الذي مضى على إزالته عدة شهور. وكان إعلان المحافظة تضمن إنشاء حديقة الطفل مع الكثير من المرافق الترفيهية الأخرى من ألعاب مائية وكافيتريات مفتوحة ومسطحات مائية ومساحات خضراء ومنشآت لتنمية مواهب الطفل وحديقة حيوان وغيرها إلا أن مساحة المعرض القديم بقيت على حالها دون أي أعمال تذكر أو أي بوادر تنذر ببدء المشروع، علاوة على ذلك فإن حديقتي الحيوان على أوتستراد العدوي وفي دوما تفتقران للكثير من الاهتمام والعناية والنظافة وهي مجرد حدائق أنشئت على عجل وبشكل متواضع جداً يضطر الأهالي مجبرين وقت إلحاح أطفالهم لارتيادها.
وكان البديل من كل ذلك هو أماكن ألعاب داخل الأسواق والمولات التجارية المحدودة العدد التي بدأت تظهر حديثاً في مناطق معينة مثل المزة وعلى أوتستراد درعا الجديد وفي بعض المطاعم على طريق المطار في الغوطة تتضمن ألعاباً محدودة تتناسب مع سن معين من الأطفال وبأسعار لا تتناسب مع جميع شرائح المجتمع ولا يستطيع معظم الأهالي ارتيادها لتبقى تلبية حاجيات أطفالنا وتحقيق طموحاتهم وإشباع رغباتهم غائبة وبعيدة عن مشروعات الدولة أو مؤجلة.
صالح خالد
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد