محمد بن زايد قريباً في القدس؟
من بعد الإمارات، ستَكرّ سبحة المتسابقين لعقد «اتفاقيات السلام» مع إسرائيل، بدءاً بالبحرين وسلطنة عُمان، مروراً بالسودان ثمّ السعودية. وهو ما لن يكون مفاجئاً، بالنظر إلى سنوات من العلاقات السرّية بين تلك الأطراف من جهة وبين تل أبيب من جهة أخرى. كذلك، سيكون وليّ عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، قريباً في القدس، لا فاتحاً طبعاً، بل مُلبّياً دعوة صديقه، الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين. أما الإسرائيليون فسيسرحون ويمرحون في الإمارات عبر «الخطّ العسكري» الذي يمرّ في السماء السعودية. لكن كلّ هذا لن يتمّ قبل أن تنتهي الخلافات الداخلية الإسرائيلية حول هوية الموفدين إلى أبو ظبي؛ إذ تسود الحكومة خلافات حول هوية أعضاء الوفد الذي من المفترض أن يصل قريباً إلى أبو ظبي لبحث «اتفاق السلام» والعلاقات الدبلوماسية الرسمية بين إسرائيل والإمارات. وبحسب ما ذكرته صحيفة «هآرتس»، فإنه نتيجة لهذه الخلافات، من المحتمل أن تؤجَّل زيارة الوفد، الذي سيترأسه رئيس «الموساد»، يوسي كوهين، في حين من غير الواضح مَن سيكون ضمنه، علماً بأن مَن يعمل على تشكيله هو رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، وهو أحد المقرّبين جدّاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
ويعقد نتنياهو اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) خلال الأسبوع الحالي، من أجل إطلاع الوزراء على تفاصيل التفاهمات مع الإمارات، على رغم أن وزراء حزب «أزرق أبيض» غاضبون بسبب الطريقة التي أدار بها رئيس الوزراء الاتصالات السرّية مع أبو ظبي؛ إذ يتّهمونه بأنه «يتفرّد في اتخاذ القرارات، مُخفِياً تفاصيلها عن رئيس الوزراء البديل، وزير الأمن بيني غانتس، وأيضاً عن وزير الخارجية غابي أشكنازي». وبحسب الصحيفة، فإن غضب هؤلاء يعود إلى أنه «بدلاً من الدبلوماسيين العاملين منذ سنوات على توثيق العلاقة مع دول الخليج، فإن نتنياهو أرسل مقرّبيه: يوسي كوهين، والسفير الإسرائيلي في واشنطن رون دريمير لإجراء المحادثات وحدهم».
وبغضّ النظر عن تلك الخلافات، فالمتوقع أن تكون مسألة الرحلات الجوية والتبادل التجاري والصناعي أوّل المواضيع التي سيناقشها الوفد الإسرائيلي، قبيل توقيع الاتفاق الكامل والنهائي في واشنطن خلال الأسابيع المقبلة. وفي هذا الإطار، قال نتنياهو، أمس، خلال جولة تفقّدية في مطار بن غوريون الذي عادت إليه الرحلات العالمية بقرار من «كابينت كورونا»، إنه «يعمل من أجل تأمين رحلات طيران مباشرة من مطار بن غوريون في اللدّ إلى دولة الإمارات عبر الأجواء السعودية». وأوضح أنه ستكون الرحلات «مباشرة بين أبو ظبي ودبي وتل أبيب مروراً بالأجواء السعودية، حيث ستكون مدّة الرحلة 3 ساعات فقط». وأضاف خلال الجولة التي رافقته فيها وزيرة المواصلات، ميري ريغيف، التي سبق أن زارت أبو ظبي، أن «الإمارات العربية المتحدة مهتمة للغاية بالاستثمارات الضخمة في التكنولوجيا في إسرائيل». وتابع أنه «ستكون هناك سياحة، بما في ذلك رحلات جوية مباشرة... تمتلك دبي أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم، والآن ستخضع هذه البضائع لاتفاقيات السلام الإسرائيلية وبأسعار أقلّ لإسرائيل».أمّا، ريغيف، فأشارت إلى أن شركة الطيران الإسرائيلية «يسرائير» قدّمت طلباً رسمياً من أجل السماح لها بالسفر إلى دبي، لافتة إلى أنه قريباً سيَتّضح مسار الرحلات.وفي وقت سابق، أعلنت الإمارات إزالة الحظر عن الاتصالات الهاتفية مع إسرائيل، ليتمّ مباشرة اتصال بين وزيرَي خارجية الجانبين غابي أشكنازي، وعبد الله بن زايد.
بالتوازي مع ذلك، وَجّه ريفلين، أمس، دعوة رسمية إلى وليّ عهد أبو ظبي لزيارة القدس المحتلة. وجاء في نصّ الدعوة أن «الاتفاق الجاري تشكيله وصياغته بين البلدين هو معلم استراتيجي لعمليات وإجراءات جديدة في منطقتنا... آمل أن يساعد التحالف على تعزيز الثقة بيننا وبين شعوب المنطقة وتعزيز التفاهم بيننا جميعاً». كما أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، أمس، اتصالاَ هاتفياً مع وزير الشؤون الخارجية العماني، يوسف بن علوي، لتأسيس علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.
الأخبار
إضافة تعليق جديد