متى تهجر الزوجة مخدع الزوجية وتطالب بغرفة مستقلة؟
الوضع الطبيعي هو أن ينام الزوجان معا في غرفة واحدة, هل سمعتم أو رأيتم عروسين يجهزان منزل الزوجية بغرفتي نوم رئيسيتين? فمن المتعارف عليه أن هناك غرفة نوم واحدة ويطلق عليها بالانكليزية bedroom master لكن عندما تطلب الزوجة من زوجها على الرغم من عشرتهما الطويلة أن ينفصل كل منهما في غرفة نوم مستقلة هل يعني هذا أن هناك خللا في علاقتهما? وهل تبرير الزوجة أنها تريد مساحة من الحرية والهدوء والراحة لها ولزوجها, هو منطقي وصحيح أم أنه يغلف مشاعر أخرى?
أجمع علماء النفس والاجتماع بأن هذا المبرر غير منطقي والغالب أنه يغلف مشاعر أخرى فهل الحرية تكون في التخلص من الآخر وابعاده من مكان حميم مثل غرفة النوم? ألا يتحقق الهدوء إلا بالفصل التعسفي بين الزوجين وهل الراحة هي أن ينفرد كل انسان بمساحته الخاصة?
تقول ليلى وهي سيدة متزوجة منذ فترة طويلة إن السيدة التي تلح على زوجها كي ينام بعيدا عنها في غرفة نوم أخرى هي امرأة باردة المشاعر تجاه زوجها تحاول لاشعوريا عزل نفسها عنه كنوع من الهروب المقنع.
ثم تعرض وضعها أنا متفقة مع زوجي في قضية الحرية والاستقلالية حيث نفهم بعضنا البعض جيدا ونحترم كثيرا حدودنا لذلك لا أفكر في الطلب منه ولا هو يطلب مني أن نفعل ما يريح كلينا بوعي وحرص واهتمام لمشاعرنا ومشاعر أبنائنا الذين يسعدون جدا برؤية الترابط بيننا.
غير أن أم مروان والتي انفصلت عن زوجها أثناء النوم وتنام مع أولادها تحاول جاهدة أن تلطف تعليقها على هذا الموضوع وهي تنطق بحدة وانفعال خرجت من غرفتي وأنام مع بناتي لأنعم بالهدوء والراحة لن اسمي الأمر بأنه موت المشاعر أو الحب إنه مجرد تكتيك جديد, أهرب من خلاله كزوجة تتعب من مسؤوليات النهار وأعبائه ومتطلبات الأولاد لتنعم بالسكون والخلوة بعيدا عن تهديد رغبات زوجي ومتطلباته الكثيرة.
من الصعب على الزوج أن يشعر بأن زوجته لا ترغب فيه لذا عليه أن يبحث عن وسائل تقربه منها من جديد وتذوب جبال الثلج التي تكونت بينهما عبر السنوات لكي يمكنه, مثلا أن يجمع صور الزفاف والأيام التي تلته ويضعها في براويظ ويعلقها على الحائط أو يضعها الى جوار السرير كنوع من التذكير بالأيام الجميلة الماضية وتنبيه عواطفهما واشعالها من جديد.
علينا ألا ننكر أهمية اجتماع الزوجين في غرفة نوم واحدة, إنها رمز العلاقة الزوجية وهي للبعض فرصة للتشاور والتداول فيما يهم الأسرة من شؤون وشجون وكثيرون يجدون فيها الملاذ والملجأ في عالم الأبناء الصاخب, وهناك بعض الاختصاصيين الأسريين ينصحون الأزواج بمناقشة قضاياهم وحل خلافاتهم داخل غرف النوم بعيدا عن مرأى ومسمع الأطفال أو غيرهم.
كما أن أيامنا الحالية تشهد معاناة أسرية كبيرة بسبب الآباء المنصرفين عن بيوتهم وأولادهم سواء للعمل أم السهر خارج المنزل وهناك الأمهات الغائبات عن دورهن الحقيقي لانشغالهم بالموضة والأسواق ويأتي معول آخر ليضرب العلاقة الزوجية في الصميم حين يقرر أحد الزوجين الانفراد في غرفته الخاصة, ما الرسالة التي نوجهها بذلك الى الأبناء? إن لسان الحال يقول إننا لم نعد في حاجة الى بعضنا أو أن والدك أصبح مصدر إزعاج لأمك أو قد يفسر الأبناء ذلك بأن وجود أمهم الى جانب أبيهم لم يعد أمرا مطلوبا ومرغوبا فيه.
ومهما كانت التفسيرات والتعليلات فإن نوم الزوجة منفصلة عن زوجها, هو أسلوب خاسر تمارسه المرأة ناسية أنه سيحطم الجسر الذي تقطعه للوصول الى قلب زوجها كما تترك هوة سحيقة بينهما قد لا تردم مطلقا
هبة الله الغلاييني
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد