مئات الأتراك يتظاهرون في أنقرة مطالبين بطرد أميركا والحلف الأطلسي من تركيا
احتشد مئات المتظاهرين وسط العاصمة التركية أنقرة اليوم للتعبير عن غضبهم ورفضهم لنشر الحكومة التركية بطاريات صواريخ باتريوت على الحدود بين تركيا وسورية.
وذكرت رويترز أن نحو 150 تركيا احتشدوا في وسط العاصمة التركية للتنديد بنشر هذه الصواريخ وهم يرددون "لنطرد الولايات المتحدة والحلف الأطلسي من بلادنا ومنطقتنا".
وكان شبان أتراك غاضبون هاجموا نهاية الشهر المنصرم جنودا ألمان وصلوا إلى تركيا لتشغيل بطاريتي صواريخ باتريوت في جنوب تركيا احتجاجا على نشر حلف الأطلسي لهذه الصواريخ على الأراضي التركية كما شهدت كل من اسكندرون وأضنة مظاهرات احتجاجية عارمة ضد نشر هذه الصواريخ.
وتلاقي السياسات العدائية التي تنتهجها حكومة حزب العدالة والتنمية وبعض الدول تجاه سورية رفضا شعبيا واسعا في تركيا وخصوصا بصدد مهمة لحلف شمال الأطلسي الناتو بنشر صواريخ باتريوت على الأراضي التركية.
من جهة أخرى، أكد النائب التركي محمد شكر عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أن حكومة رجب طيب أردوغان تجر البلاد نحو مغامرة خطيرة ومجهولة المصير فبعد الفلتان الأمني المتعمد على الحدود مع سورية وتسهيل عبور الإرهابيين وعناصر تنظيم القاعدة والمهربين بالاتجاهين فإن هذه الحكومة تغض النظر عن جرائم الإرهابيين المرتكبة في تركيا.
وكشف شكر في لقاء أجرته معه صحيفة يورت التركية انه قدم شكوى إلى النيابة العامة حول انفجار منزل في مدينة غازي عنتاب أثناء قيام الإرهابيين بتصنيع العبوات الناسفة فيه حيث تحدث مواطنون أتراك عن وجود 4 قذائف مضادة للطائرات في المنزل المنفجر.
ونقل شكر عن رجل استخبارات تركي وهو المسؤول عن أولئك الإرهابيين ومنسق أعمالهم قوله "إن حكومة أردوغان تجر البلاد إلى مغامرة ولا يعرف متى ستتوقف وستضع حدا لهذه الأعمال هذا إن كانت تنوي فعلا وضع حد لاعمالها".
وحذر النائب التركي من الفلتان الأمني وفقدان الرقابة المتقصدة على الحدود التركية السورية خدمة للإرهابيين واجندتهم التي أصبح يكتوي بنارها الشعب التركي.
وبين شكر ان أهالي عينتاب عبروا عن غضبهم مما يحدث في مدينتهم لافتا غلى ان الدولة التركية تغض النظر عن قتل الناس من قبل الإرهابيين المتواجدين في تركيا.
وحول التفجير الذي وقع في منطقة وجود مسلحين في جيلوة كوزو على الجانب التركي من الحدود ذكرت صحيفة حرييت التركية أن أعمال الاقتتال والعداء المتزايد الناتج عن الخلافات طويلة الأمد والانقسام بين المجموعات المسلحة في سورية إضافة إلى الصمت غير العادي من قبل السلطات التركية يشير بأصابع الاتهام إلى فاعل غامض ووحشي كمنفذ محتمل للهجوم وهو جبهة النصرة التي ترتبط بتنظيم القاعدة والتي اظهرت مرارا مصلحة كبيرة لها في إطالة أمد القتال ضد الحكومة السورية مع محاولتها التخلص من فصائل المسلحين الذين تعتبر انهم علمانيون وأنه تم غسل ادمغتهم.
وأضافت الصحيفة أن جنوب تركيا يستضيف أعدادا كبيرة من السوريين في المخيمات التي تحولت من هدفها المعلن باعتبارها مخيمات للاجئين إلى ملاذات امنة للمسلحين.
وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فشلت في احراز تقدم في التحقيق الذي أعلنت عن اجرائه بشان التفجير الذي وقع عند بوابة المعبر الحدودي والذي ينتشر فيه مسلحون بشكل كبير رغم ان هذه الحكومة لم تتوان سابقا عن المسارعة في توجيه الاتهام إلى الحكومة السورية في حوادث مماثلة.
وأردفت حرييت ان جبهة النصرة كانت قد اعتبرت في البداية المجموعات المسلحة الاخرى في سورية صديقة لها بما انهما تتشاركان القتال ضد الحكومة الا انها وبعد ذلك أصبحت تكثف من أعمال العنف من اشتباكات واعمال خطف واغتيالات بعد ازدياد عزلتها.
وتابعت الصحيفة أنه واستنادا الى تقارير اعلامية فان جبهة النصرة ومع خروجها من مظلة ما يسمى المعارضة السورية والجيش الحر بدأت في مواجهات ضد سوريين اعتبرتهم اقليات وهاجمت مناطق لانها غير موالية.
وأشارت الصحيفة الى أن الهجوم على المعبر قد يكون رد فعل عنيف من قبل جبهة النصرة بعد رؤية أن تركيا اوقفت تدفق الأموال لها ولاسيما بعد تهديدها عبر وسائل الإعلام الأمريكية بأن هناك بعض الأطراف التي تريد تسوية حساباتها معهم وهم في متناول يدها في تركيا.
وختمت الصحيفة بالقول إن جبهة النصرة قد تجد نفسها في موقف ضعف ما سيحولها الى خطر على حلفائها السابقين من المجموعات المسلحة في سورية وعلى تركيا أيضا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد