لحود يطمئن اللبنانيين: لا اضطرابات والحلول تشبه تحرك غاندي
رأت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية إميل لحود ان هناك توزيع ادوار بين اركان الاكثرية للتهجم على رئيس الجمهورية، وقالت: ان أمر العمليات الصادر إليهم من الجهات التي يرتبطون بها يقضي بذلك. فالنائب سعد الحريري يتناول ما يسميه حماية الرئيس لحود لقتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مع علمه اليقين بأن هذا الأمر لم يحصل ولن يحصل متى توصل التحقيق الدولي إلى معرفة هؤلاء القتلة، لأنه حتى الساعة لم تتضمن تقارير رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج برامرتز أي اتهامات مباشرة أو غير مباشرة لأي من الضباط الأربعة الموقوفين ولا إلى غيرهم بدليل أن القاضي برامرتز يتوسع في التحقيق كلما توافر له عنصر جديد. الأمر الذي يعني أن كل الكلام الذي يحرص النائب الحريري على الإدلاء به في مناسبة أو غير مناسبة لا قيمة له لا من الناحية السياسية ولا القانونية، وما استمراره في إطلاقه المواقف عبر شاشات التلفزة وفي اللقاءات السياسية والاجتماعية إلا محاولة فاشلة لملء الفراغ الذي يعيشه النائب الشاب في حياته السياسية المبتدئة، إضافة إلى الإرباك الذي يصيب صفوف الأكثرية المؤقتة، علماً أن مثل هذه المواقف لم تحقق أي نتيجة عملية باستثناء أنها زادت من قناعة اللبنانيين بعدم جدية هذه الاتهامات التي انطلقت من فراغ لتصب في فراغ سواء لجهة مصدرها أو لجهة مطلقها.
أما بالنسبة إلى ما يطلقه رئيس الهيئة التنفيذية لالقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من مواقف، فقالت المصادر: إن المستوى الذي وصل إليه الدكتور جعجع في الكلام لم يعد يجد صدى لدى كوادره وأنصاره الذين اكتشفوا سريعاً أن كلام المسؤول السياسي عنهم لا يتعدى كونه شعارات اعتاد على إطلاقها منذ كان يتحكم بقوة السلاح ومن خلال النظام الميليشياوي بمقدرات المنطقة التي كانت تسمى المنطقة الشرقية، ويفرض سيطرته بالحديد والنار على أبنائها، متجاوزاً القانون والحقوق والحريات الشخصية التي يتذكرها اليوم ويستعملها ليُنسي المسيحيين ما ارتكبه في حقهم من ويلات وفظائع جعلت الحزن والأسى يسكنان منازل معظم العائلات المسيحية.
وأضافت المصادر: أن الدكتور جعجع هو آخر من يحق له الحديث عن مصالح الموارنة وقد أمعن فيها تخريباً وتدميراً وتقتيلاً، وهل من حاجة إلى تعداد المآثر في مناطق الشمال وجبل لبنان والجنوب وبيروت، ناهيك عن قتال الأخوة داخل القوات اللبنانية نفسها، وحربه ضد الجيش لا تزال دماء الشهداء منهم تخضّب أرض أدما والكرنتينا وصربا والقليعات ونهر الكلب والمعاملتين والصفرا... هذا عدا عن الجرائم الأخرى على مستوى الوطن التي طالت قيادات وطنية وحزبية وقواتية قال القضاء اللبناني كلمته فيها.
وتابعت: أنه مجرد أن يتناول جعجع الرئيس لحود في كلامه ويتهمه بأنه تناسى حقوق الموارنة أو فرّط بها، هو شهادة كبرى للرئيس لحود الذي لم يتنكر يوماً لمارونيته خصوصاً، ولأهمية الوجود المسيحي في الشرق عموماً، وهو سعى من خلال الاستراتيجية التي انتهجها إلى المحافظة على هذا الوجود في لبنان عدداً ودوراً، وفي سائر دول المشرق العربي وعلى الصعيد الداخلي، تصرف رئيس الجمهورية من موقعه الوطني الجامع حيث آمن بدور الموارنة المنفتح في المجتمع اللبناني والعربي على حد سواء، لا بدورهم المتقوقع والمنعزل الذي كان جعجع أحد أبرز الداعين إليه والعاملين بقوة من أجل تحقيقه لمخططات ترجمة لقيام غيتوات وفيدراليات التي طالما نظّر لها جعجع وعاش أحلام تحقيقها، لكنه استفاق ليجد أن الرئيس لحود يقف سداً منيعاً في وجه هذه الأحلام التي دفع المسيحيون ثمناً غالياً لها.
وأوضحت المصادر ان الرئيس لحود وإن كان أحدث بعض التبديلات في بعض المواقع الادارية، لم يفرط يوماً بحقوق الطائفة المارونية ولا بالتوازن الوطني في الوظائف العامة، في حين أن حلفاء جعجع المستحدثين هم الذين اعتدوا على الحقوق الوظيفية للموارنة وكادوا أن ينجحوا في الإجهاز على ما تبقى منها، لولا وقوف الرئيس لحود سداً منيعاً في وجهه حيث خاض المعارك القاسية حفاظاً على حقوق الموارنة، وجميع الطوائف اللبنانية استناداً إلى الدستور الذي يجعله حارساً على هذه الحقوق، ولعل محاضر مجلس الوزراء وردود فعل المسؤولين الآخرين في الدولة خير شاهد على مواقف رئيس الجمهورية في هذا المجال.
وردت المصادر أيضا على النائب وليد جنبلاط، فاعتبرت أنه يعيش فترات صعبة هذه الأيام لأنه يرى انهيار كل القصور التي شيدها في مخيلته لاستعادة الموقع الرقم واحد في البلاد، وإذا بالتطورات تكاد تفقده الموقع المتراجع الذي أدركه بعد اغتيال الرئيس الشهيد الحريري، وبدلاً من أن يكون الشريك الأساسي الذي لا ينازعه أحد، غدا شريكاً ثانوياً غير قادر على الاحتفاظ حتى بالموقع المتراجع الذي وصل إليه!.
وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن هامش المناورة أمام أركان الأكثرية المؤقتة قد ضاق بشكل يصعب عليهم الخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه نتيجة السياسة الخاطئة التي انتهجوها منذ انتخابات أيار العام 2005 وحتى اليوم. وأشارت إلى أن التغيير لا بد آت خلال فترة وجيزة بعدما سقطت كل رهانات الأكثرية المؤقتة على الخارج منذ عدوان تموز وحتى اليوم.
وقالت المصادر: إن محاولة الأكثرية الإيحاء بأن الموقف من المحكمة الدولية هو الذي أدى إلى الأزمة الراهنة، هي بمثابة ذر الرماد في العيون، لأن رئيس الجمهورية وأركان المعارضة أعلنوا تأييدهم قيام المحكمة، وأن السبب الحقيقي في التراجع يكمن بسلسلة الأخطاء التي ارتكبوها خلال العدوان الإسرائيلي والمرحلة التي تلته، ولا سيما أن الموقف الذي اتخذته هذه الأكثرية خلال العدوان فتح الباب أمام احتمالات عدة وتفسيرات واجتهادات جعلت الشك لدى المعارضة يبلغ حد اليقين من ارتباط قيادات في الأكثرية بنهج يتناقض جذرياً مع التوجهات الوطنية التي حتمت مرحلة العدوان وجودها بشكل أساسي ومباشر.
إلى ذلك، أكد رئيس الجمهورية في حديث الى محطة الجزيرة الدولية انه لن تكون هناك من اضطرابات في لبنان، وإذا ما حصلت تظاهرات فستكون سلمية كتلك التي حصلت في السابق، والرهان كبير، مطالبا الجميع بالعمل من اجل ايجاد حلول بديلة، وملاحظا ان الحلول البديلة قد تشبه ما حصل في الهند يوم وقف غاندي بوجه الامبراطورية البريطانية ليقول انه لن يتلقى الاوامر منها بعد الآن، ونجح الامر فاضطر البريطانيون للرحيل.
وكشف الرئيس لحود انه تلقى الكثير من التهديدات لكني لم اتحدث عنها، واكتفيت بإرسالها الى المدعي العام للنظر فيها. وأضاف: ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك يبذل قصارى جهده كي ارحل قبله، وقد أتى احدهم وقال لي ان الرئيس شيراك يسأل هل ستترك سدة الرئاسة قبله، وبعيدا عن الكاميرات قلت له: سترى هو من سيغادر قبلي، فليست المسألة مسألة من سيبقى ومن سيرحل، بل مسألة قانون ودستور.
من جهة ثانية، التقى الرئيس لحود النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة، الذي نقل اليه تحيات البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير وتمنياته، كما وجه اليه دعوة لحضور حفل سيامة المطرانين الجديدين ادغار ماضي على البرازيل وسمير نصار على دمشق، وذلك يوم الاحد 26 تشرين الثاني الحالي، في مقر البطريركية المارونية في بكركي.
ثم استقبل الرئيس لحود النائب مروان فارس يرافقه سفير ليبيريا في لبنان فؤاد غندور، والنائب السابق انطوان حداد، ثم رئيس حزب التضامن المحامي اميل رحمة.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد