كوريا الديمقراطية فجرت قنبلتها الهيدروجينية والناتو قلق على «الأمن الدولي»
طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس بيونغ يانغ بأن «توقف أي نشاط نووي وتفي بالتزاماتها على صعيد نزع السلاح النووي في شكل يمكن التحقق منه».
وفي تصريح للصحفيين ندد بان «في شكل واضح» بإعلان كوريا الديمقراطية أنها أجرت اختباراً لقنبلة هيدروجينية.
ووصف التجربة النووية الرابعة لكوريا الديمقراطية بأنها «مقلقة للغاية»، معتبراً أنها «تزعزع بشدة استقرار الأمن الإقليمي وتقوض بشكل خطير الجهود الدولية في مجال عدم الانتشار النووي».
كما ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس بإقدام كوريا الديمقراطية على إجراء تجربة لقنبلة هيدروجينية، معتبراً أنها «تعرض الأمن الإقليمي والدولي للخطر».
وقال ستولتنبرغ في بيان: «أدين التطوير المستمر لأسلحة نووية وبرامج صواريخ بالستية الذي تقوم به كوريا الديمقراطية، وكذلك أدين لهجتها النارية والتهديدية».
وأعلنت كوريا الديمقراطية أمس أنها أجرت بنجاح تجربتها الأولى لقنبلة هيدروجينية أقوى بكثير من قنبلة نووية عادية، ما يدل على تصميم هذه الدولة «المارقة» على تطوير برنامجها النووي. وبعد ساعات من إعلان بيونغ يانغ إجراء تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية، قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة: إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً في نيويورك في هذا الشأن. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية يوكيا أمانو: إن «التجربة النووية لكوريا الديمقراطية تشكل إذا تأكدت، انتهاكاً أكيداً لقرارات مجلس الأمن الدولي مؤسفاً جداً».
وكانت أولى الإدانات جاءت من كوريا الجنوبية المجاورة واليابان، حليفتي الولايات المتحدة التي انتقدت بدورها «الاستفزازات» الكورية الديمقراطية، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها غير قادرة على تأكيد إذا ما كانت بيونغ يانغ أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية كما تقول.
وصرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس في البيت الأبيض «أبلغنا بنشاط زلزالي في شبه الجزيرة الكورية بالقرب من مركز الاختبارات الكوري الشمالي». وأضاف: «نراقب الوضع ونواصل تقييمه بتنسيق وثيق مع شركائنا الإقليميين».
وتابع برايس: «لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات حالياً لكننا ندين كل انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولية وندعو كوريا الديمقراطية من جديد إلى احترام التزاماتها وتعهداتها الدولية».
وفي طوكيو قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي: «أدين هذه التجربة» التي تشكل تهديداً خطيراً لأمن بلدنا وتحدياً خطيراً للجهود الدولية لمنع الانتشار» النووي.
وأثارت التجربة أيضاً استياء الصين، الحليفة الأساسية لكوريا الديمقراطية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هويا شونيينغ في مؤتمر صحفي: «نحض بقوة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على احترام التزامها بنزع السلاح النووي ووقف أي عمل يزيد الوضع سوءاً».
وفي موسكو أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان «إذا ما تأكدت هذه التجربة، فستكون خطوة جديدة من بيونغ يانغ على طريق تطوير أسلحة نووية، وتشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي».
وأدان الاتحاد الأوروبي التجربة. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني: «إذا تأكدت، فإنها تشكل انتهاكاً خطيراً للالتزامات الدولية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كما حددتها قرارات عدة لمجلس الأمن الدولي».
وأضافت إن التجربة: «تشكل تهديداً للأمن» في كل منطقة جنوب شرق آسيا، داعية بيونغ يانغ إلى استئناف حوار «يتسم بالصدقية» مع الأسرة الدولية «ووقف هذا السلوك غير القانوني والخطير».
واعتبرت فرنسا التجربة «انتهاكاً» للقرارات الدولية، ودعت الرئاسة الفرنسية إلى «رد قوي من جانب الأسرة الدولية».
كما اعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن التجربة «استفزاز» و«انتهاك خطير» لقرارات الأمم المتحدة.
وأضاف هاموند الذي يزور الصين حالياً «ناقشت الموضوع اليوم (أمس) مع نظيري الصيني مستشار الدولة يانغ جيشي واتفقنا على العمل مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن من أجل رد دولي صارم».
من جهتها أعربت ألمانيا عن أسفها لإجراء هذه التجربة التي تشكل «تهديداً جدياً للسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية».
ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شافر أيضاً إلى عودة بيونغ يانغ «سريعاً» إلى طاولة المفاوضات حول الملف النووي.
كما نددت أستراليا «بأشد العبارات» التجربة الكورية الديمقراطية، معتبرة بأنها تؤكد وضعية هذا البلد كـ«دولة مارقة»، بحسب ما قالت وزيرة الخارجية جولي بيشوب.
وأجرت بيونغ يانغ في السابق ثلاث تجارب على قنابل نووية في 2006 و2009 و2013، ما استدعى فرض عقوبات دولية عليها.
في غضون ذلك شكك الأخصائيون في المجال النووي الأربعاء بإعلان كوريا الديمقراطية أول تجربة لقنبلة هيدروجينية باعتبار أن النشاط الزلزالي الذي رصد يوازي بنظرهم تفجير قنبلة أقل قوة.
وأبدى الخبراء ارتيابهم الشهر الماضي عندما ألمح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ – أون إلى أن بلاده أعدت القنبلة الهيدروجينية.
وقبل الإعلان الكوري الشمالي برزت أولى الشكوك بشأن إجراء بيونغ يانغ تجربة جديدة قبل يومين من عيد ميلاد كيم جونغ – أون مع تسجيل خبراء الزلازل هزة بقوة 5، 1 درجات على بعد نحو 50 كيلومتراً إلى شمال غرب كيلجو، أي قرب موقع بونجي – ري للتجارب النووية.
وقال الأخصائي في السياسة النووية كريسبن روفيري، ومقره في أستراليا، «إن المعطيات الزلزالية تشير إلى أن قوة الانفجار كانت أقل بكثير مما كنا نتوقعه من تجربة قنبلة هيدروجينة».
وأضاف: «للوهلة الأولى يبدو أنهم أجروا تجربة نووية ناجحة لكنهم لم ينجحوا بشكل كامل في تنفيذ المرحلة الثانية، أي تفجير الهيدروجين».
وكالات
إضافة تعليق جديد