غلوبال فاير: سورية خامس قوة دبابات في العالم

10-11-2017

غلوبال فاير: سورية خامس قوة دبابات في العالم

 

منذ أشهر وفيما كنت أتحدث مع ضيف غربي عن التوازنات العسكرية في الحرب السورية سألني ممازحاً: هل الأرض في سورية تنبت دبابات؟؟ فتعجبت من سؤاله ولكنه أوضح قائلاً إنه قلما شاهد مقطع فيديو للجيش السوري المنتشر في جميع أنحاء سورية إلا ولمح دبابات معه تتحرك في جميع الاتجاهات .. وهناك مئات المواقع التي يتم الانتشار فيها ولكن في كل نقطة احتكاك عسكري تشاهد دبابات سورية .. وهذا ما أثار فضوله وتعجبه.

طبعاً الأرض لاتنبت دبابات .. ولكنها تنبت شباباً ورجالاً .. هم الذين يقودون هذه الدبابات وهذه الأسلحة .. وقد ذكرني سؤاله بالأيام التي كان الإعلام الغربي والعربي المتصهين يريد إقناع الناس أن الجيش السوري قد انتهى وأنه يعاني نقصاً حاداً في عديده بسبب الانشقاقات والضحايا حتى أن (الإعلام الإسرائيلي) كان يتراقص على تلك النغمات التي تقول لم يبق من الجيش السوري سوى خمسين ألفاً مشتتين وأن سلاح المدرعات السوري قد انتهى أمره بعد أن فتك به (الثوار) الذين دمروا 3500 دبابة وأسروا معظم الباقي .. وأضاف على ذلك السواد في الصورة تصريحات خرافية لمناف طلاس تقول بأن مابقي من طائرات حربية لايتجاوز 40 طائرة .. وكنت في الحقيقة في منتهى الدهشة وأنا أسمع هذه التخريفات وعندي من يقول لي بثقة أن نواة الجيش السوري الصلبة لم تمس بعد وأن سلاح المدرعات السوري لايزال قوة هائلة وأسطورية لم يتم الزج إلا بأقل من عشرة بالمئة منه كما أن سلاح الجو لم يستعمل منه إلا المقاتلات القديمة .. أما نخبة الطائرات فإن لها يوماً سيتم الزج بها فيه.

وكان مايلفت النظر هو وفرة المدرعات والدبابات التي يستخدمها الإرهابيون وتبين أن كثيراً منها تم شراؤها بسخاء من أوكرانيا ودول اوروبة الشرقية بأموال خليجية سعودية وقطرية وإماراتية .. وكانت تصل إلى الاراضي التركية مع قوافل (المجاهدين) كالجسر البري لقهر الجيش السوري.

ولكن ملاحظة محدثي الغربي بأن الدبابات السورية منتشرة في كل مكان حتى يكاد المراقب يعتقد أن الأرض تنبت دبابات سورية ملفتة للانتباه فعلاً .. إلى أن نشر موقع غلوبال فاير باور الأميريكي (أي القوة النارية الأرضية) بيانات القوات المدرعة في بلدان العالم عام 2017 على أساس أن قوة المدرعات والدبابات في أي جيش تعكس قوته الأرضية التي تعتبر حاسمة في الحروب رغم أهمية القوة الجوية .. وقدمت أرقام هذه الاحصائية تفسيراً لهذا الانتشار الكبير للدبابات السورية حتى يظن المراقب أن الأرض في سورية تنبت دبابات .. وتبين في إحصائية غلوبال فاير باور أن سورية حلت في الموقع الخامس عالمياً بعدد الدبابات بعد روسيا بـ 20216 دبابة ثم الصين بـ 6457 دبابة والولايات المتحدة بـ 5884 وكوريا الشمالية بـ 5025 .. ثم سورية (ورغم الحرب وخسائرها) بـ 4640 دبابة وتليها الهند بـ 4426 دبابة ثم مصر بـ 4110 دبابات.

وطبعاً بحثنا عن دولة سبع البرومية أردوغان الذي كان يريد اجتياح سورية والصلاة في الجامع الأموي وكان العالم يرتجف من احتمال إقدامه على ذلك وتبين أنه في المرتية 12 بـ 2445 دبابة .. و كان سبع البرومبة يريد اجتياح الشرق الأوسط بها ومحاربة سورية والعراق ومصر .. رغم أنه إن فعلها فلن يصل إلى الجامع الأموي ولادبابة واحدة منها .. وقد لايصل أردوغان إلا على دراجة هوائية – هي ماسيبقى له – الى سوق الحميدية قبل أن يوسعه أهل السوق ضرباً مبرحاً.

وبمتابعة الإحصائيات العسكرية لدروع الجيوش تبين أن السعودية في المرتبة 20 .. وأن قطر في المرتية 77 بـ (92 دبابة) .. أي مجموع ماتملكه السعودية وتركيا وقطر (أي سلمان وأردوغان وحمد) لايساوي عدد مايملكه الجيش السوري الذي سيبقى لديه فائض قوة بألف دبابة تقريباً بعد كل هذا الجمع وغزوة الأحزاب .. وحتى إذا انضمت دبابات نتنياهو إلى المعادلة فإن الخلل لايميل بشكل ساحق لصالح حلف الأشرار المتصهينين .. وإذا أخذنا بالاعتبار نوعية الجنود وفارق الخبرة الهائل الذي تم اكتسابه في الحرب فإن الجنود السوريين الذين يقاتلون بهذه الدبابات يضيفون فائض قوة غير محسوب بحيث يصبح مالدى الجيش السوري مضاعفاً ويبلغ مايعادل 9000 دبابة رغم أن كل جندي سوري وكل مقاتل من المقاومة خاض هذه الحرب يعادل دبابة كاملة .. وكل قائد سوري ميداني يعادل لواء من الدبابات .. ولذلك نعترف بأن خسائرنا في الحرب كانت كبيرة جداً بعدد الدبابات البشرية لأننا لم نخسر كثيراً من الدبابات الفولاذية ولكننا خسرنا قادة وجنوداً كان أحدهم يعادل كثيبة دبابات .. فكم يساوي ضابط بحجم عصام زهر الدين؟؟ ووهيب صقر؟؟ .. ومئات الجنرالات الذين استشهدوا في عمليات الدفاع والاقتحام ؟؟ ومع هذا فإن كنوز الجيش السوري المدرعة لاتزال تزخر بالرجال الأبطال .. إن مالدينا من رجال عانقتهم الحرب وعانقوها وصارت تعانقهم وتحدثهم الدبابات لكثرة ماعاشوا فيها ومعها لايحصى .. هؤلاء تحزن على فراقهم البنادق التي صارت جزءاً من لحم أبدانهم والتصقت أصابعهم بالزناد وانصهرت معه .. وهذا يجعلنا نقول بثقة أن لدينا 500 ألف دبابة في هذه اللحظة .. فمن سيتفوق على هذا الجيش المدرع بخمسمئة ألف دبابة من اللحم والدم.

ولذلك كنا مطمئنين هادئين رغم دبابات ومدافع الجزيرة ورغم ماكنا نسمع من مدفع مؤخرة فيصل القاسم ذات القنابل الفراغية ومنصة إطلاق الصواريخ في شوارب عزمي بشارة وحمد وسلمان ورغم مدافع فم أردوغان الإرتجاجية وقذائف تصريحات نتنياهو الذكية فإننا كنا نعلم أن القوة هي في أن عدوك الحقيقي يعرف من أنت وماذا لديك مهما حاول التقليل مما لديك .. وأن كلامه كله يسقط أمام الحقيقة التي نملكها .. وأن الأهم ألا يستدرجك العدو إلى معركة بيزنطية وكلماتها الاستعراضية الفراغية لأننا أعددنا جيداً للمواجهة .. وكنا مستعدين لكل شيء .. رغم صمتنا .. وها نحن بعد سبع سنوات نجتاح العدو ونسحقه بالجيش الذي قيل أنه تمزق وأنه بلا دبابات ولاطائرات.

سأقول لكم وأنا عارف بما أقول وهو أن مانخفيه من قوة ادخرناها (ليوم يصاب به العالم بالجنون) لايعرفه عدونا حتى الآن.

بالفعل ياصديقي .. الأرض تنبت دبابات عندما نحبها ونلتحم بها .. وأرضنا تنبت قمحاً وزيتوناً وليموناً وتفاحاً .. وفي الحرب تصبح حبات الزيتون رصاصات والقمح يطحن ليصير باروداً تأكله البنادق ولاطحينا تأكله الأفواه .. ويصبح الرجال والشباب .. قنابل ذرية.



المصدر: نوفوستي

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...