غازات كيميائية على جنود سوريين في برزة والزعبي يتهم واشنطن ولندن بالكذب لتمرير مخططاتهم
كشف مصدر طبي مطلع عن وصول العديد من الإصابات في صفوف عناصر من الجيش العربي السوري إلى مشفى حاميش ومن بينهم شهداء تظهر عليها آثار استنشاق غازات كيميائية ظاهرة على المصابين وتتمثل بخروج مادة بيضاء من أنوفهم ومن أفواههم.
وأشار المصدر إلى وصول المصابين صباح يوم الجمعة الفائت من منطقة الاشتباكات في حي برزة البلد بدمشق بين الجيش العربي السوري والمجموعات الإرهابية المسلحة المتحصنة في الحي منذ عدة أشهر.
ولم يتم تأكيد الخبر رسمياً، لكن المصدر لفت إلى أنه فور وصول المصابين إلى قسم إسعاف المشفى وبدء تعامل الطواقم الطبية مع إصاباتهم أصيب الطاقم الطبي بغثيان شديد تبعها حالات إغماء، لكنها كانت أخف حدة من المصابين في مكان المواجهة الأمر الذي استدعى نقل المصابين إلى مشفى آخر في دمشق، موضحاً أن المسعفين من منطقة الإصابة تحدثوا عن سقوط قذيفة أطلقت من داخل برزة باتجاه قوات الجيش العربي السوري الموجودة على أطراف برزة.
وعلى الفور بدأت جهات مختصة التحقيق لمعرفة نوع المادة للتوصل إلى مصدرها، وقال المصدر: إن عناصر الجيش المصابة لم تظهر عليها آثار طلقات نارية أو جروح نتيجة المواجهات المسلحة وإنما آثار استنشاق غازات غريبة فقط.
هذا وكانت رفضت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المشاركة في فحص عينات تم جمعها من مواقع سورية دون مشاركة مفتشيها في عملية الجمع وذلك في سياق التحقق من مزاعم قيام الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي في مواجهة المجموعات المسلحة.
وقال المتحدث باسم المنظمة مايكل لوهان لوكالة «رويترز» للأنباء: «لن تشارك المنظمة أبداً في فحص عينات لم يجمعها مفتشونا من الميدان.. لأننا نريد الحفاظ على اتصال سلسلة حيازة العينات من الميدان إلى المعمل لضمان سلامتها».
من جهته أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن «الهستيريا الأميركية» المستمرة منذ بضعة أيام عن استعمال الأسلحة الكيميائية من السلطات السورية تأتي بسبب النجاحات التي حققها الجيش النظامي على الأرض، وذلك خلال لقائه أمس في موسكو نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي الياس أوماخانوف حسب ما ذكرت قناة «روسيا اليوم».
من جانبه قال أوماخانوف حسب وكالة «سانا» للأنباء: إن «موقفنا مبدئي وثابت حول الأزمة في سورية ولن نتركها بمفردها في هذه المحنة».
وفي السياق اعتبر الزعبي أن إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا عن استخدام محتمل لأسلحة كيميائية في سورية (من قبل السلطات) هو «كذب وقح»، وقال في حديث إلى قناة «روسيا اليوم» بالإنكليزية حسب وكالة «أ ف ب»: إن «تصريحات وزير الخارجية الأميركي والحكومة البريطانية لا تنسجم مع الواقع وهي كذب وقح».
ونأى الرئيس الأميركي باراك أوباما بنفسه عن «تقييمات» استخبارات بلاده عن استخدام الجيش العربي السوري الأسلحة الكيميائية، معتبراً أنها «مبدئية.. وبحاجة إلى تأكيد»، وحسب وكالة الأنباء الأردنية «بترا» قال أوباما خلال لقائه أول أمس الملك الأردني عبد اللـه الثاني بالبيت الأبيض: «لدينا بعض الأدلة بأن أسلحة كيميائية قد استخدمت ضد الشعب السوري، وإن هذا هو تقييم أولي مبني على معلومات استخباراتية»، مضيفاً: «لكن ما زال هناك العديد من الأسئلة حول متى وكيف وأين قد تكون تلك الأسلحة قد استخدمت، لذلك سوف نقوم بإجراء تحقيقات مفصلة». وتابع: «قلت سراً وعلناً إنه إذا استخدمت الحكومة السورية أسلحة كيميائية فإن هذا الأمر سيتجاوز خطاً من شأنه تغيير معادلتي وكيفية تعامل الولايات المتحدة مع الملف»، لكنه أشار إلى أنه «يجب أن نتحرك بحذر، وعلينا أن نحقق بدقة».
كما اتهم الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش الأمم المتحدة بأنها تسيس موقفها من التحقيق حول المزاعم المتعلقة باستخدام الحكومة السورية للسلاح الكيميائي في مواجهاتها مع المجموعات المسلحة، وذلك في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة الجمعة أن محققيها المكلفين التحقق مما إذا جرى استخدام أسلحة كيميائية بدؤوا العمل من الخارج على جمع معلومات وبيانات تفيد تحقيقاتهم وذلك بسبب استمرار دمشق في رفض السماح لهم بدخول أراضيها.
وعلى حين أشار وزير الخارجي الأميركي جون كيري أمام الكونغرس إلى خيارات إدارته في حال تأكدت من استخدام الكيميائي ومن بينها حظر طيران وتسليح المعارضة، اعتبر خبراء أن الخيارات العسكرية المطروحة أمام واشنطن ضد دمشق إذا ما أرادت استغلال مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الحكومة خيارات محدودة ومحفوفة بالمخاطر ولاسيما أن هاجس التجربة العراقية ما زال ماثلاً في الأذهان.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد