شهادات إسرائيلية عن تعذيب المدنيين الفلسطينيين
كشف ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي شهادات مريعة عن قيام زملائه الجنود بعمليات تنكيل بالمواطنين الفلسطينيين وتعذيبهم خلال الانتفاضة الثانية، محذرا من أن الاحتلال سيدمر القيم الأخلاقية اليهودية.
وكان مركز السبيل المسكوني في مدينة الناصرة قد استضاف الضابط عوديد نعمان من حركة "يكسرون الصمت" للجنود المسرحين والذي قدم شهاداته عن ممارسات الجنود في الضفة الغربية خاصة في مدينتي الخليل ونابلس في السنوات الأخيرة.
و"يكسرون الصمت" هي حركة إسرائيلية تضم نحو ألف جندي أنشأها قبل ثلاث سنوات جنود وضباط الاحتلال، لحماية الجيش من "التدهور الأخلاقي" ومن أجل إنهاء الاحتلال.
وأشار نعمان لظاهرة إطلاق النار على الأهداف الفلسطينية نتيجة "الملل" أو التسلية وممارسة "هواية" كما يقول الجنود أنفسهم.
وعرض الضابط شهادة لجندي من وحدة "إجوز" خدم في بيت لحم في يوليو/تموز 2002 كان يستقل مجنزرة برفقة ثلاثة جنود ويجوبون شوارع المدينة للتثبت من امتثال الفلسطينيين لحظر التجول المعلن من قبل الجيش.
وأضافت الشهادة الموقعة باسم الجندي الشاهد "وخلال ذلك أصدر قائد المجموعة أمرا برمي قنابل غازية نحو أسرة فلسطينية كانت تجلس على شرفة منزلها وتأكل البطيخ بدعوى أنها خرقت بذلك حظر التجول وأنها تقوم بمراقبة تحركات القوات تمهيدا لاستهدافها. وبدأ الجنود يتنافسون من سيصوب قنبلته إلى داخل البيت أولا".
واستعرض نعمان الترهيب اليومي للمدنيين الفلسطينيين والعبث بممتلكاتهم والتعامل معهم، وأضاف على لسان جندي في وحدة "حروب" من العام 2003 كان يخدم في منطقة نابلس "يصطف الفلسطينيون في طوابير كل صباح لعبور الحواجز فيقوم الجنود أحيانا بمصادرة مفاتيح مركباتهم دون ذنب اقترفوه وإجبارهم على العودة بسيارات أجرة، فيما يطلب من الآخرين الرقص والغناء وحتى تكليفهم بشراء الفلافل للجنود".
وأشار نعمان لشهادة جندي آخر من الوحدة التي كلفت باحتلال مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات في أبريل/نيسان 2002 حيث أكد أن مجموعة من الصبية قامت بالتظاهر وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود، لكنها لم تشكل أي خطر عليهم لبعدهم عنهم مسافة ثلاثمائة متر.
وأضاف "هناك وفيما كان عدد كبير من حرس الحدود يستعدون لتفريق المظاهرة وصلت سيارة جيب نزل منها قائد الوحدة العاملة في رام الله وأخذ يطلق النيران على الصبية خلافا لتعليماته السابقة لنا".
وقدم مندوب "يكسرون الصمت" شهادة أخرى جاءت على لسان جندي من وحدة المدفعية التي عملت في دير البلح فقال "خلال صيف 2001 نصبنا كمينا بمساعدة دبابة وبتعليمات من قائد المجموعة قام الجندي داخل الدبابة برمي خزانات مياه الشرب المثبتة على أسطح البيوت بهدف الردع أو لأنه خطر على بال القائد ذلك ولا يزال مشهد المياه المتدفقة من الخزانات ماثلا في خيالي".
ووردت الشهادة التي تلتها على لسان بعض الجنود الذين عملوا في رفح في صيف 2003 وفيها قالوا "تلقينا الأوامر بإطلاق النار على سواتر ترابية أو جدران مرة كل ربع ساعة بغية ردع السكان لكننا رمينا البيوت بـ1500 رصاصة".
وفي شهادة إضافية قدم الضابط نعمان شهادة مكتوبة أخرى لجندي من وحدة المدفعية رقم 55 تروي كيف أنه ورفاقه كانوا يقومون بحملة اعتقالات في منطقة ترقوميا وأثناء عودتهم واظبوا على إطلاق الرصاص نحو أفران الخبز التي فتحت أبوابها في ساعات الفجر انتقاما لإلقاء حجارة عليهم.
كما نفى الضابط نعمان أن تكون هذه الشهادات محاولة لتطهير الضمير فقط لافتا إلى أن "يكسرون الصمت" تهدف خدمة مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى من خلال تخليصها من وباء الاحتلال.
وديع عواودة
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد