شاب سوري يتبرع للاجئ لبناني بكليته والمشفى ينجز العملية مجاناً
اليوم لن أتحدث عن المتطوعين الشباب ولا عن اللجان الشعبية ولا عن مساعدة المهجرين بالتبرعات العينية والمادية,كل هذا أصبح عادياً بالنسبة لنا,فهم أشقاؤنا وهذا واجبنا نحوهم,لكن ما استوقفني وأدهشني قصة شاب سوري يتبرع بكليته لأخيه اللبناني ليريحه من عذاب الغسيل الدائم.
في مشفى ابن النفيس,قسم الكلية الصناعية التقيت السيد(الياس مرجو) من المتن سن الفيل,وسألته عن حالته الصحية,وعن المشفى والعناية الطبية,أجاب:
أنا متزوج ولي ابنتان,الكبيرة في السابعة والصغرى في الثالثة,احترقت سيارتي بالقصف وبيوت كثيرة تهدمت من حولنا,فهذا الجزار الصهيوني لا يفرق بين مدنيين وعسكريين. لقد مارس هذا العدو أفظع الجرائم في تاريخ الإنسانية,خفت على بناتي كثيراً,وأنا مريض في الكلى وبحاجة دائمة للمشفى من أجل الغسيل.
وبعد مشقة كبيرة تمكنا من الهرب وقررنا المجيء الى أحبائنا في سورية,خاصة وأن الرئىس أدامه الله قد أصدر قراراً بالمعالجة المجانية للشعب اللبناني,الشعب السوري الذي تربى على يد القائد الخالد حافظ الأسد شعب عظيم لايفرق بين مسلم ومسيحي,وبين طائفة وأخرى وإنما هو مثال لكل العالم.
أنا كمريض بحاجة لغسيل للكلى مرتين في الاسبوع,وقد دفعت في لبنان نحو 60 ألف دولار حتى الآن,وفي سورية في قلب العروبة النابض أتعالج بالمجان,أجريت لي كل الفحوصات وأعطيت الأدوية اللازمة والغسيل المستمر.
إضافة الى أني تعرفت على شاب سوري تعاطف معي كثيراً وأبدى استعداده لتقديم كليته لي,وقد أجريت لي وله الفحوصات اللازمة,وزمرة دمه مطابقة لزمرة دمي والنتائج حتى الآن تشير الى أنه مناسب جداً لإعطائي كليته .وربما بعد أيام نقوم بعملية الزرع بهذا المشفى الرائع,فهؤلاء الأطباء والممرضون لا يدخرون جهداً بمساعدتنا على مدار ال24 ساعة دون تذمر أو شكوى,بعد اجراء العملية سيكون في جسدي جزء سوري وهذا ما سأعتز به طوال حياتي,الله يحميكم ويحفظ الشيخ حسن نصر الله وينصره على أعدائه واعداء الأمة العربية .
وأخيراً أود أن أقول للذين يتحدثون عن سورية بمعاداة وحقد إن يأتوا إليها ليتبخروا فيها فربما يعرفون معنى العروبة والأخوة.
المتبرع (حيدر) من دير الزور,سألته: لماذا تتبرع بكليتك؟.
أجاب: أنا لا أتبرع لأحصل على مال بل لأكسب أخاً,بعد أن تعرفت على الأخ الياس ورأيت معاناته وأحسست بما يحس,تمنيت أن أتبرع أفعل له شيئاً لأنني لا أستطيع أن أراه يتعذب,وبالفعل قررت أن أتبرع له بكليتي,لكني لم أكن أعرف إن كنت مناسباً لهذا الأمر أم لا؟
لهذا خضعت لبعض الفحوصات اللازمة وكانت كلها تشير الى أنني مناسب جداً لهذا الأمر, وهنا بدأت أسأل عن العملية وكيف تجري وكم يستغرق الإنسان من الوقت ليشفى؟
قدمني الأطباء للعديد من المرضى الذين أجروا العملية وكانت كلها عمليات ناجحة,ففي اليوم الواحد تجرى خمس الى ست عمليات زرع في هذا المشفى.
إنه مشفى تخصصي بأمراض الكلية وفيه أفضل الجراحين الذين لا يعلى عليهم أبداًوالمريض والمتبرع بعد ثمانية أيام يصبحان سليمين ويخرجان من المشفى,وهذا شيء جعلني سعيداً لأني أحب أن يكون أخي سليماً معافى,ولن أندم على هذا العمل الإنساني لأن الإنسان يستطيع أن يعيش وبكل بساطة بكلية واحدة والأعمار بيد الله.وأرجو ألا تذكري اسمي بالكامل لأني أحب أن أقوم بهذا العامل الإنساني بصمت.
بثينة النونو
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد