سون زكزك: حول خبز وحشيش وقمر
الجمل – سوسن زكزك : صديقي العزيز نبيل الصالح
انتظرت طويلا أن أقرأ على صفحات الموقع الذي تديره (الجمل) مقالا واحدا (على الأقل) في نقد المشروع الظلامي لقانون الأحوال الشخصية، ولكن انتظاري ذهب سدى!
انتظرت وأملت، لأنني أعرف تمام المعرفة أنك لا يمكن إلا أن تكون ضد هذا المشروع الفتنة! ليس لبذور التفتيت الطائفي التي يحفل بها فقط، بل لأنك أيضا مناهض شرس للتمييز ضد المرأة، كتبت مئات الزوايا والمقالات دفاعا عن حقها بأن تكون مواطنة كاملة الحقوق، منتقدا ذهنية "الفحولة" المؤسسة لاستعباد المرأة وتهميشها!
انتظرت وأملت، ومن ثم فوجئت بزاويتك "شغب" التي حملت عنوان "خبز وحشيش وقمر" وهي تسخر من الناشطين/ات الذين واللواتي تصدوا وتصدين، بجرأة وتصميم كبيرين، لهذا المشروع!
لقد ذكرت في زاويتك هذه "ويطفو على السطح أبطال كانوا عاطلين عن العمل وخبيرات كن ربّات منزل ومصلحون كانوا في نظر نسائهم كرارين وغير فالحين.."!
أعرف أن طابع زاويتك عموما يدخل في مجال الأدب الساخر، والذي هو إبداع مؤثر، ولكنني أعتقد أنك أخطأت عندما جعلت أولئك "المواطنين/ات بحق" مادة لسخريتك اللاذعة! فصدقني لم ينبر أحد لفضح هذا المشروع إلا وهو يعرف أنه يضع نفسه في "بوز مدفع" الأصولية المتحفزة لاغتيال الأمل بوطن أكثر عدلا وأكثر مساواة لجميع مواطنيه!
لم "يطف" على السطح من ذكرتهم، بل نبتوا من جذور راسخة في المجتمع السوري، الذي تعرفه أنت كما أعرفه أنا، مجتمع التعددية والتنوع والوحدة في نفس الوقت.
لقد كانوا وكن فعلا أبطالا وخبيرات ومصلحين! بمن فيهم ربات المنازل، العاملات وغير العاملات، اللواتي لا يمكن لأي أسرة أن تقوم دون جهودهن، ويقدمن كل ما يملكن من أجل أسرهن، مع أن القانون (الحالي والمشروع) لا يرى فيهن أكثر من "ناقصات عقل وولاية وحقوق.."!
لقد كان مشروع القانون متطرفا إلى حد أن العاقل يتساءل كيف يمكن لأحد، حتى ولو كان من عامة الناس (غير أصولي طبعا)، أن لا يرد، وبحزم، على "السم" الذي جاء في مواده؟!
لقد تفاعل الآلاف، على الأقل، مع رد الفعل الغاضب والرافض لمشروع القانون، لأنهم كشفوا وجهه الحقيقي، الطائفي والتمييزي والمتخلف. وعبروا عن استعدادهم لفعل الكثير، بما فيه النزول إلى الشارع والاعتصام أمام مجلس الوزراء أو مجلس الشعب، لإسقاط قانون الردة!
وأطمئنك أننا لن ننتظر "اللجنة القانونية إياها التي اقترحت مشروع القانون المذكور ... لكي تصدر قانوناً سيئاً آخر لكي تثورو وتحسو بوجودكم المهمش والمهبش على أرصفة الدولة؟!" لن ننتظر لا اللجنة ولا غيرها، لأننا سنعمل من أجل قانون أسرة عصري، يتناسب مع المرأة السورية ومع المجتمع السوري في القرن الحادي والعشرين.
ورغم كل محاولات التهميش والتطنيش، من أية جهة كانت، سنبقى نعمل من أجل تحقيق مواطنيتنا، نساء ورجالا. وأنا على ثقة وقناعة بأنك، كنت وستبقى، واحدا منا!
التعليقات
محتار
مساء الخير
دمشق
غضب...أعرف أنه
هناك نقطتان
يعني نحن
مفاجعة
إضافة تعليق جديد