سورية توافق على مبادرة روسيا للحوار و"المجلس الوطني" يرفض
أعلنت روسيا أمس أن سورية وافقت على اقتراح موسكو بدء محادثات غير رسمية مع المعارضة في موسكو في تأكيد صريح من الحكومة السورية على سعيها لإيجاد حل للازمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من عشرة أشهر.
في المقابل رفضت أطراف في المعارضة الداخلية المقترح الروسي وطالبت موسكو «بدعم المبادرة العربية التي وضعت آلية لحل الأزمة السورية»، ورأت أن روسيا «غير قادرة على لعب دور الوساطة لأنها لا تحظى بثقة قوى من المعارضة»، في حين أيدت أطرافاً أخرى المقترح لكنها طالبت موسكو بتوضيح من هي «المعارضة» التي دعتها لأن هناك أطرافا في المعارضة ترفض الحوار منذ بداية الأزمة وأطرافاً طالبت به.
من جانبه رفض ما يسمى بـ«المجلس الوطني السوري» المعارض الذي تشكل في اسطنبول المقترح الروسي.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس نشرته قناة «روسيا اليوم» أن روسيا اقترحت على السلطات والمعارضة السورية إيفاد ممثلين لهما إلى موسكو لإجراء اتصالات غير رسمية من دون شروط مسبقة.
وجاء في البيان: «آخذاً بعين الاعتبار الوضع الصعب القائم في سورية وانطلاقا من السعي إلى المساعدة على قيام السوريين بتسويتها بأنفسهم عن طريق سياسي سلمي ودون تدخل خارجي ومع احترام سيادة الجمهورية العربية السورية، توجهنا إلى السلطات السورية وكافة قوى المعارضة باقتراح إيفاد ممثلين لهم إلى موسكو في مواعيد مقبولة للجميع لإجراء اتصالات غير رسمية من دون شروط مسبقة».
وأكدت الخارجية الروسية، في بيانها أن موسكو تلقت رداً «إيجابياً على دعوتها من قبل السلطات السورية»، معربة عن أملها بأن «توافق على ذلك المعارضة في الوقت القريب، وأن تقدم بذلك الأولوية الكبرى للمصالح العليا للشعب السوري، على كافة الاعتبارات الأخرى».
في المقابل قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني المعارضة في الداخل حسن عبد العظيم لـ«الوطن»: «أي محاولة من قبل القوميين العراقيين أو الحكومة العراقية وأيضاً من جانب موسكو لإجراء حوار الآن لا يمكن الحديث عنها»، مضيفاً: «من يرد الحل الوطني (للأزمة السورية) فليدعم مبادرة الجامعة العربية التي وضعت الآلية وخطة طريق لحل الأزمة».
وتابع: «لا نريد تشتيت الجهود والأولوية لوقف العنف وحماية المدنيين مما يجري من عنف دموي وعنف مضاد ومن الضروري ألا تشتت الجهود.. مرة مبادرة عراقية ومرة روسية.. نحن نريد تعزيز المبادرة العربية ودعمها دولياً».
من جانبه قال رئيس «تيار بناء الدولة المعارض في الداخل لؤي حسين لـ«الوطن»: «لم توجه لنا الدعوة بشكل رسمي وسمعنا بها في الإعلام، ونحن نرى أنه لا داعي لاجتماعات خارج البلاد فإذا كان هناك اجتماعات حوارية بين السلطة وأطراف المعارضة فلتكن داخل البلاد ولا مبرر أن تكون في موسكو».
وأضاف: «هناك أمر أخر وهو أنني لا أعتقد أن موسكو قادرة على لعب دور الوساطة في هذا الإطار لأنها لا تحظى بثقة وقبول قوى من المعارضة».
من جهته، قال أمين مجلس الرئاسة في «جبهة التحرير والتغيير» المعارضة في الداخل علي حيدر لـ«الوطن»: «نحن لم توجه لنا الدعوة حتى الآن. والحوار منذ بداية الأزمة هو مطلبنا ونحن مع الحوار»، لكن حيدر شدد على أن هذا الحوار يجب أن يكون «رسمياً» ولا يوجد «أي مبرر» ليكون غير رسمي.
وأضاف: «نحن في الأساس دعونا إلى أن يكون الحوار على الأرض السورية ولكن لا مانع أن تكون التحضيرات الأولية في موسكو والحوار الأساسي في سورية».
وطالب حيدر موسكو «بتوضيح من هي المعارضة التي دعتها لأن مصطلح معارضة واسع وأن هناك أطرافاً في المعارضة ترفض الحوار منذ بداية الأزمة وأطرافاً تدعوا إليه منذ بدايتها».
وفي الخارج، قال رئيس ما يسمى «المجلس الوطني السوري» برهان غليون لوكالة «فرانس برس» رداً على إعلان موسكو موافقة دمشق على إجراء محادثات غير رسمية مع المعارضة في العاصمة الروسية «لم تصلنا أي دعوة سوى ما ظهر في الصحافة».
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد