سليمان: مهمتي كتلة نار ولست مغشوشاً بالتوافق عليّ
أعرب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان عن سروره الكبير بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في الدوحة، وقال لوكالة “فرانس برس” أمس والابتسامة تعلو وجهه: “أنا مسرور جداً”، وتوقع ألا يتم انتخابه رئيساً للجمهورية قبل نهاية الأسبوع.
وكان سليمان قد وصف المهمة المقبل عليها في حال انتخابه رئيساً للجمههورية ب”انها مهمة كتلة نار”، وكشف ان “ثمة سياسيين اختاروني (مرشحاً توافقياً)، لأنهم يريدون الهرب من وضع أسوأ بالنسبة اليهم... لست مغشوشا بالتوافق عليّ. كانت هناك شبكة تشطيب، وبقيت انا”.
وخلال استقباله أمس مفكرين وأكاديميين ومحامين وصحافيين وفنانين وأعضاء في المجلس الوطني للاعلام وغيرهم، عارض امامهم التصور الذي يربط العسكر بالاستبداد، وقال “ليس صحيحا ان العسكر استبداد، انما هو ديمقراطية ربما اكثر من قطاعات كثيرة، وفي دولة مثل لبنان، حيث تتعدد الطوائف”، معتبرا ان “الجيش يعكس صورة التعايش اللبناني الذي نحتاج اليه كثيرا. واذا لم نتوافق، فلا حاجة اذاً الى لبنان. فلبنان كُوِّن كي يكون نموذجا للتعايش”، وشدد على “ضرورة المحافظة على جزء من الديمقراطية والتوافق فيه”.
وأكد ان “قانون الانتخاب ليس الهمّ وحده. بل تقتضي الديمقراطية ان نقبل بالنتائج التي يوصل اليها ونمارس بموجبها”، مشيرا الى ان “الزعامات والقيادات لم تستطع قيادة الناس الى اي مكان. الناس في وادٍ، ومن يعملون في السياسة، وانا منهم، في وادٍ آخر”. وأضاف ان “هناك تلاقٍياً بين السياسيين على المفاهيم الاساسية، وعلى سبيل المثال العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا والمقاومة الخ، ولا خلاف عليها”.
وشدد “على معايير اعتماد الكفاءة والخبرة” من اجل التوظيف. وأكد على مقولة “العدل أساس الملك”، وقال “لا أمن ولا ضريبة ولا أمل من دون قضاء”. واذ اعتبر ان “ليس كل السياسيين “غير صالحين”، شدد على “ضرورة ان يعمل المسؤول أو القائد على اخراج مبادرات من المجتمع المدني، ويضع نفسه في اطار المحاسبة ايضا. وعلى المجتمع المدني ان يعبّر بدوره عن تطلعاته”.
وختم ان ““اسرائيل” تعمل على تخريب لبنان منذ اعوام طويلة مباشرة، أو في شكل غير مباشر عبر فريق ثالث، قد يكون عربياً أو اجنبياً أو جانباً محليا”.
وشهدت بلدة عمشيت في لبنان، مسقط رأس قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان أمس احتفالات عدة أقامها الأهالي على طريقتهم، كبادرة تعبير عن فرحتهم بانتخاب ابن البلدة العماد سليمان رئيساً للجمهورية بعد أيام. فبعد إعلان الاتفاق من قطر شرعوا منذ العاشرة والنصف قبل ظهر أمس بإعداد التحضيرات اللازمة لاحتفالات يبدو أنها ستستمر لأيام مقبلة، فرفعوا الأعلام اللبنانية والصور ونصبوا أقواس النصر، وبدأوا بإعداد المسارح في البلدة وفي سوق جبيل من أجل اقامة المهرجانات والحفلات.
واعلن رئيس بلدية عمشيت الدكتور أنطوان عيسى أن البلدة تتحضر بفرح منذ الصباح لحظة معرفة الخبر، من خلال الاتصال بالمجلس البلدي وأعضاء البلدية الذين قاموا بتزيين عمشيت وإلباسها ثوب العرس، لأن عمشيت تفخر بانتخاب رئيس الجمهورية من قضاء جبيل للمرة الأولى، وهذا الأمر فرحة كبيرة لا نستطيع التعبير عنها، والعماد سليمان، الرئيس يستحق هذا المركز لأنه أظهر حكمته في فترة قيادة الجيش بأنه رجل حوار وانفتاح ورجل وحدة الوطن، وفرحتنا كبيرة، ونحضّر الى الغد مهرجانا عفويا سيتضمن نقلا مباشرا في ساحة الجيش اللبناني مع موسيقا وطنية وكلمات عفوية، بمشاركة كل القرى، وستكون الضيافة مفتوحة، اضافة إلى “الزفة” التي ستدور في شوارع البلدة. وذكر أن الاحتفالات ستتواصل في البلدة، وأن المهرجان الرسمي سيكون يوم الانتخاب.
- سيرة ذاتية:
تسلم العماد ميشال سليمان (59 عاماً) قيادة الجيش اللبناني في 21 ديسمبر/كانون الأول ،1998 وهو من مواليد 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1948 في عمشيت في قضاء جبيل (شمال).تخرج في المدرسة الحربية بصفة ملازم في العام ،1970 ويحمل إجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية، يتقن الانجليزية والفرنسية.
تدرج في خدمته العسكرية من آمر فصيلة مشاة، قائد كتيبة، مدرب في المدرسة الحربية، مدرسة الرتباء. وفي ديسمبر/كانون الأول ،1990 عين رئيساً لفرع مخابرات جبل لبنان، واستمر إلى اغسطس/آب ،1991 حيث كلف للقيام بوظيفة امين الاركان لغاية 10 يونيو/حزيران 1993.
قاد لواء المشاة الحادي عشر اعتبارا من اليوم الثاني الى 15 يناير/كانون الثاني ،1996 حيث تخلل هذه الفترة مواجهات عنيفة على جبهة البقاع الغربي والجنوب مع العدو “الإسرائيلي” حيث عين قائداً للواء المشاة السادس، واستمر بقيادته الى 21 ديسمبر/كانون الأول ،1998 تاريخ تعيينه قائداً للجيش اللبناني.
حائز على الأوسمة والميداليات والتناويه والتهاني التالي: الأرز الوطني من رتبة فارس ورتبة الوشاح الأكبر، الاستحقاق اللبناني من الدرجات الثالثة، الثانية، الأولى، الفخر العسكري من الدرجة الفضية، الحرب، التقدير العسكري من الدرجة الفضية، الوحدة الوطنية، فجر الجنوب، الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، الشرف للاتحاد العربي، الاتحاد العربي للرياضة العسكرية من الطبقة الثانية (قائد)، رئيس جمهورية أوكرانيا، وزارة الدفاع لجمهورية روسيا الاتحادية في 2007. الميدالية العسكرية، ميدالية الأمن الداخلي، ميدالية الأمن العام، ميدالية أمن الدولة، الميدالية التذكارية للمؤتمرات للعام 2002.
وانتظم في دورات عسكرية منذ 1971 في بلجيكا وفرنسا والولايات المتحدة، متأهل من وفاء سليمان، ولهما ثلاثة أولاد، ومن العناوين والمحطات الرئيسية التي طبعت مرحلة توليه قيادة الجيش: مناهضة الإرهاب والتعصب، وأبرز العمليات: كشف شبكات ارهاب وتجسس “إسرائيلية”، وآخرها الشبكة التي كشفت خلال عملية “مفاجأة الفجر” في يونيو/حزيران 2006. وكشف ومهاجمة منظمات ارهابية متطرفة في جرود الشمال مطلع العام ،2000 والقضاء على معظم أفرادها، وتفكيك الخلايا المرتبطة بها في المناطق كافة، وتوقيف عناصرها.
مهاجمة تنظيم فتح الاسلام في مخيم نهر البارد في 20 مايو/أيار 2007 رداً على الغدر الذي تعرضت له مراكز العسكريين في محيط المخيم ومناطق اخرى وتم القضاء على بنية هذا التنظيم، ما لقي التفافاً شعبياً غير مسبوق حول دور الجيش في الحفاظ على الوحدة الوطنية، وللمرة الأولى في تاريخ لبنان.
التصدي للعدو “الإسرائيلي” ودعم المقاومة حتى تحرير الجنوب في العام ،2000 اكمال عملية الانتشار في الأراضي اللبنانية، بعد انسحاب الجيش السوري في 26 ابريل/نيسان ،2005 وما حصل من اضطرابات واخلال بالأمن خلال 2007. استكمال وإعادة تنظيم هيكلية الجيش اللبناني، بعد تعديل قانون خدمة العلم.
ومن العناوين البارزة ايضاً تكريس الجيش حاميا للديمقراطية، وليس جيشا للسلطة، يقمع المعارضين لسياستها، بل جيش للوطن يحفظ أمن المواطن اللبناني ويحافظ على حقوقه وتجلى دوره الوطني في الحفاط على امن المتظاهرين والمؤسسات العامة والخاصة وحرية التعبير طوال العام ،2005 بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.
وانضم سليمان الى الجيش اللبناني في العام 1967 سائرا على خطى والده الذي كان عنصرا في قوى الأمن الداخلي. وقال حلمت دائما بأن اصبح مهندسا، لكن الوضح الاجتماعي لعائلتي لم يسعفني، فعملت بنصيحة والدي، وانضممت الى الجيش واضاف لست نادما على هذا القرار رغم ان الطريق لم يكن سهلا.
عاش الحرب الأهلية اللبنانية 1975 و1990 ولم يحضر ولادة ابنته في العام 1975 بسبب المعارك وقال لفرانس برس “رأيتها لاحقا، وكان عمرها 22 يوما.
وسيصبح العماد ميشال سليمان الرئيس الثاني عشر للجمهورية اللبنانية، وهو يهوى السباحة والمشي وكرة المضرب.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد