زمن الأخلاق الإلكترونية
أيام جدي كانت تسود الأخلاق الزراعية التي تعتمد مبدأ الخير والشر.. أيام والدي سادت الأخلاق الصناعية التي تعتمد مبدأ النجاح والفشل حيث يعتبر الناجح شخصاً خيراً والفاشل شريراً.. والآن أعيش زمن الأخلاق الإلكترونية التي تعتمد مبدأ الديمقراطية الافتراضية في الغابة الوطنية، حيث يمكن للدجاجة أن تعترض على النسر وللثعلب أن يصفع النمر وللحمير أن توازي البشر وللغراب أن يعلم الحسون مبادئ الصولفيج وللأمي أن يأخذ جائزة الإعلام الإلكتروني لمجرد أنه يضع على موقعه الإلكتروني البائس برنامجاً يضاعف عدد النقرات والدخول الوهمي بعدما كانوا يوظفون شخصاً مهمته الدخول والخروج من الموقع طيلة اليوم لكي يحسنوا موقعهم على عداد «أليكسا» وأمام المعلنين المغفلين (بتشديد الفاء).. وهكذا يمكن لمواقع لا يعرفها أحد ويديرها أشخاص لا علاقة لهم بالإعلام ولا بالكتابة أن يكونوا في المقدمة، وهذه ميزة أخلاقية سورية تسمح لبعض المواقع بالادعاء أن عدد قراءها أضعاف عدد قراء موقع الجزيرة الإلكتروني مع أنها تنشر نفس أخبار وكالة سانا ومانا بعد تلخيصها وتذييلها باسم الموقع!!
كل ذلك يذكرني أيام كنت ملاكماً في الفريق الوطني قبل ربع قرن وكان معنا زميل يفوز بكأس الجمهورية كل عام، فقط لأنه يلعب بوزن 48 كغ رجال ولا يتوفر أمامه منافس بهذا الوزن الأمر الذي كرسه بطلاً افتراضياً إلى يوم مقتله في الشارع بعد عراك حقيقي ظن فيه خطأ أنه بطل غير افتراضي..
نبيل صالح
نكتة: تنين حماصنة راحوا حديقة الحيوان الأول وقف قدام قفص السبع والثاني فضل واقف قدام قفص النسر. الحمصي الأول قال للتاني: شايفك من ساعة بتتأمل النسر؟! الحمصي التاني قاله: يا زلمة بدفع عمري بس أعرف كيف بيختموا فيه أوراق الحكومة..
إقرأ أيضاً:
محاسن ومساوئ الصحافة الإلكترونية السورية
إضافة تعليق جديد